بلا غيوم تحترق الأرض

نشر في 15-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 15-08-2013 | 00:01
No Image Caption
قد يكون التأثير المبرِّد للغيوم هو ما يحول دون مواجهتنا الظروف الخانقة التي تم رصدها على كوكب الزهرة.

ربما يصعب أن نتخيل أن تؤدي الغيوم، سواء كانت دائمة أو عابرة، دوراً واقياً. لكن وجدت دراسة جديدة أن كوكب الأرض من دونها كان ليشبه إلى حد بعيد كوكب الزهرة حيث البحار تتبخّر والحرارة الحارقة تصل إلى 460 درجة مئوية.

يُقال إن ظاهرة معروفة باسم «أثر الاحتباس الحراري الهارب» هي المسؤولة عن مناخ كوكب الزهرة. يحصل ذلك حين يؤدي ارتفاع الحرارة بشكل جذري إلى تبخر كمية إضافية من مياه محيطات الكوكب، ما يرفع كمية بخار الماء في غلافه الجوي. بخار الماء نوع قوي من غازات الدفيئة، ما يعني أنه يمتص الإشعاع الحراري من السطح الذي تسخّنه الشمس فترتفع حدة السخونة.

أشارت نماذج ابتُكرت خلال التسعينات إلى أن الأرض بعيدة جداً عن الشمس، ما يجعلها بمنأى عن «أثر الاحتباس الحراري الهارب» في المستقبل القريب. يبث الغلاف الجوي البخاري على الأرض حرارة تفوق تلك التي يمتصها بحسب ما تتوقعه النماذج.

لكن منذ ذلك الحين، تحسنت طريقة قياس نسبة امتصاص المياه والكربون لموجات طولية ضوئية مختلفة. لتحديث المعلومات، ابتكر كولن غولدبلات من جامعة فيكتوريا في كولومبيا البريطانية، كندا، نموذجاً جديداً ووجد أن التعديلات السلسة تغيّر توازن الطاقة. نعلم الآن أن الأرض تمتص كمية أشعة تفوق تلك التي تبثها، ما يعني أن سيناريو «الاحتباس الحراري الهارب» قد يكون ممكناً.

من دون الغيوم التي تخفف الحرارة عبر توزيع أشعة الشمس وعكس معظمها في الفضاء، يشير النموذج إلى أننا كنا لنواجه مشكلة صعبة منذ الآن. يقول غولدبلات: «الغيوم تنقذنا دوماً».

مع أننا نبطل هذا المفعول المبرِّد عبر بث غازات الدفيئة، نستطيع التنفس بسهولة. وفق حسابات غولدبلات، قد تدخل الأرض في مرحلة «الاحتباس الحراري الهارب»، لكن لن يحصل ذلك إلا عبر رفع تركّز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى 30 ألف جزء في المليون تقريباً، بما يفوق المعدل الذي يمكن تسجيله إذا حرقنا جميع الكمية المتوافرة من الوقود الأحفوري.

back to top