• «عملية جراحية» تستهدف مخازن أسلحة ومعسكرات

Ad

• «الجامعة» تمنح غطاءً عربياً للهجوم

وفق المؤشرات والمواقف التي ظهرت أمس، بدا أن العد العكسي لتوجيه "ضربة عقابية” لنظام الرئيس بشار الأسد قد انطلق، وذلك رداً على استخدامه السلاح الكيماوي في هجوم وحشي على منطقة الغوطة قرب دمشق أسفر عن وقوع 1300 قتيل بينهم العديد من الأطفال.

وكانت دعوة رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون لمجلس النواب لقطع عطلته الصيفية لمناقشة توجيه ضربة عسكرية للأسد، ومن ثم المؤتمر الصحافي المفاجئ للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي أكد خلاله أن فرنسا مستعدة لمعاقبة "مستخدمي الغاز ضد المدنيين”، بمنزلة شبه إعلان رسمي عن الضربة.

ورأى مراقبون أن تحميل الجامعة العربية، التي اجتمعت أمس على مستوى المندوبين في القاهرة، نظام الأسد مسؤولية "الكيماوي” هي غطاء عربي للضربة المتوقعة، إلى جانب المظلة المعنوية التي منحها وزير الخارجية السعودي للتدخل ضد النظام باعتبار أن "النظام السوري فقد هويته العربية».

وبدأ الحديث على نطاق واسع أمس عن ضربة محدودة لا تتجاوز الثلاثة أيام، تستهدف بشكل رئيس معسكرات ومخازن أسلحة ومراكز قيادة، ورغم إعلان البيت الأبيض أن "المشاورات لا تزال مستمرة حول تدخل عسكري في سورية”، فإن وسائل الإعلام الأميركية أفادت نقلاً عن مسؤولين أن العملية قد تنطلق يوم غد الخميس.

وأشارت المصادر إلى أن الضربة قد تشن انطلاقاً من البحر، وستستهدف بشكل أولي ترسانة الأسلحة التي قام نظام الأسد بنقلها أخيراً إلى محافظة اللاذقية الساحلية، ووصفت المصادر الضربة بأنها "عملية  جراحية دقيقة” وليست حرباً شاملة، كما أكدت أنها لا تهدف إلى قتل الأسد أو تدمير قدرته القتالية، بل هي مجرد رسالة عقابية ورادعة في الوقت نفسه .

في هذه الأثناء، حذرت روسيا مجدداً من شن عمل عسكري من دون تفويض من الأمم المتحدة، في وقت قامت بسحب بعض سفنها الموجودة في المنطقة معلنة أنها ستقوم بسحب سفينة الإمداد الموجودة في قاعدة طرطوس البحرية لدى أي تصعيد أخير، وفي حين أعلنت سلطات الطوارئ الروسية أنها أرسلت طائرة لإجلاء المواطنين الروس في سورية، أفادت مصادر أن موسكو قامت بسحب جميع خبراء الأسلحة الموجودين بحكم الاتفاقات الموقعة مع دمشق.

في المقابل، توعد نائب رئيس الحكومة وزير الخارجية السوري وليد المعلم بمفاجآت، وقال في مؤتمر صحافي في دمشق أمس: "أمام سورية خياران أن تستسلم أو تدافع عن نفسها”، موضحاً أن "سورية ستدافع عن نفسها بالوسائل المتاحة، وهي ليست لقمة سائغة، لدينا أدواتنا للدفاع عن أنفسنا وسنفاجئ الآخرين”. ونفى المعلم تخلي موسكو عن النظام، واصفاً روسيا بأنها "جزء من صمود سورية”، كما تحدّث عن "تنسيق كامل مع الإخوة في إيران الذين يعلمون أن ما يجري في سورية والعراق هو تنفيذ لسياسة مرسومة منذ عام 2009 للوصول إلى طهران”، أما إسرائيل فقد أعلنت أنها لن تتدخل في الصراع لكنها هددت برد قوي في حال تعرضت لأي استفزاز.  

(دمشق، واشنطن، باريس، لندن، موسكو ـــ أ ف ب،

رويترز، د ب أ، يو بي آي)