رفعت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أمس، مستوى المراقبة العسكرية المشتركة، في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية، في وقت قالت سيول إن بيونغ يانغ أنهت استعداداتها لإطلاق صاروخ متوسط المدى من ساحلها الشرقي، وفق ما أفادت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.

Ad

وصرح مسؤول عسكري، فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة يونهاب، بأن المستوى- 2 الذي وصلت إليه المراقبة يعني «تهديداً حيوياً». ففي أوقات السلام يكون مستوى المراقبة - 4 بينما يصبح بمستوى - 1 في أوقات الحرب. ويُعتبر المستوى - 3 تهديداً قوياً.

وذكر مسؤولون كوريون جنوبيون أن بيونغ يانغ أنهت استعداداتها لإطلاق صاروخ متوسط المدى من ساحلها الشرقي. وقال مسؤول عسكري رفيع: «طبقاً للمعلومات الاستخباراتية حول تحركات كوريا الشمالية، فقد اتضح أنها أكملت استعداداتها لإطلاق الصاروخ».

ونصبت بيونغ يانغ على ساحلها الشرقي صاروخي موسودان يمكن أن يبلغ مداهما أربعة آلاف كلم، أي نظريا يمكن أن يصلا إلى كوريا الجنوبية أو اليابان أو حتى جزيرة غوام الأميركية وفق سول.

ويقوم مسؤولون في مجال الاستخبارات في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة برصد تحركات كوريا الشمالية ويعتقدون أن الصاروخ سيطلق من مركبة «تي إي أل» المتحركة، أي مركبة نصب الصواريخ، وبإمكان الصاروخ قطع مسافة تتراوح ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف كيلومتر، وبإمكانه ضرب القاعدة الأميركية في غوام في المحيط الهادئ.

الجيش الأميركي

في سياق متصل، قال قائد القوات الأميركية في المحيط الهادئ الأدميرال سامويل لوكلير إن الجيش الأميركي يعتقد أن كوريا الشمالية نقلت عدداً غير محدد من صواريخ موسودان إلى ساحلها الشرقي.

وقال لوكلير مساء أمس الأول، أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن تحديد وجهة الصاروخ ومكان سقوطه لن يستغرق وقتاً طويلاً، مضيفاً أنه «لا ينصح» بإسقاط أي صاروخ لا يشكل تهديداً.

وكانت الولايات المتحدة أكدت أنها قادرة على اعتراض صواريخ كوريا الشمالية، لكنها لن تسقط أي صاروخ ما لم يهدد أراضيها أو حلفاءها.

ونشرت اليابان أمس الأول، صواريخ باتريوت بالعاصمة طوكيو للتصدي لأي صاروخ قد تطلقه كوريا الشمالية.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع أن قاذفتي صواريخ باتريوت نصبتا بالوزارة في قلب العاصمة للتصدي لأي صاروخ شمالي محتمل. كما أفادت الصحف اليابانية أن صواريخ باتريوت سوف تنشر أيضا في موقعيْن آخرين بمنطقة طوكيو.

دعوات تهدئة

على الصعيد الدبلوماسي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء أمس الأول، القيادة الكورية الشمالية إلى الانتباه «لما يجري في أنحاء العالم» مكرراً دعواته بالهدوء، ومشيراً إلى أن المستوى الحالي من التوتر «ليس مفيداً لأي طرف».

وحذر بان خلال لقاء مع الصحافيين، بعد لقاء مع بابا الفاتيكان فرانسيس في روما، من أن حادثة صغيرة يمكن أن تؤدي إلى وضع يخرج عن السيطرة في شبه الجزيرة الكورية.

وفي بكين، حذرت الصين من أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية معقد وحساس جداً.

وأفاد المتحدث باسم الخارجية هونغ لي خلال مؤتمر صحافي: «إن الصين تعارض أي عمل يقوم به أي طرف قد يزيد التوتر، وتعارض أي ضرر ناتج عن أي طرف ضد السلام والاستقرار في شبه الجزيرة».

تأتي هذه الدعوات في وقت جددت فيه كوريا الشمالية تلويحها بحرب نووية، وحثت الأجانب الموجودين بكوريا الجنوبية على المغادرة.

وقالت اللجنة الكورية الشمالية للسلام في آسيا والمحيط الهادئ، في بيان، إن «شبه الجزيرة الكورية تتجه إلى حرب حرارية نووية».

وألقت بيونغ يانغ باللوم في تزايد مخاطر الحرب على «أميركا تاجرة الحروب» و»كوريا الجنوبية دميتها» التي تريد غزو كوريا الشمالية.

(واشنطن، سيول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)