فاجأ الرئيس المصري محمد مرسي الجميع أمس بتهوينه من مخاطر تحويل إثيوبيا مجرى النيل الأزرق، تمهيدا لمشروع سد النهضة، الذي يعرض حقوق القاهرة التاريخية من مياه النيل لخطر بالغ.

Ad

حاول الرئيس المصري محمد مرسي أمس مواجهة تهديد أديس أبابا المساس بحقوق القاهرة من مياه النيل، عبر تحويل مجرى النيل الأزرق، إيذانا بإطلاق مشروع سد "النهضة"، لكن مراقبين أجمعوا على فشل مرسي عبر إطلالته خلال اجتماعه مع ممثلي القوى الوطنية، في الكشف عن أنياب الدولة المصرية.

وفاجأ مرسي الجميع، خلال الاجتماع، باعتماده خطاب التهوين، قائلا: "ما حدث من تحويل النهر في إثيوبيا ليس أكثر من احتفال بعيد قومي، ولم يتم اتخاذ أي خطوات فعلية على أرض الواقع لتنفيذ إنشاء السد"، وهو ما رد عليه بعض الحضور بالاستنكار، مشيرين إلى أن خطاب مرسي تكرار لخطاب الحكومة التركية عندما أنشأت سد أتاتورك، وبعدها بأعوام قليلة عانت العراق وسورية جفافا.

وقال مرسي: "وجهت وزارتي الخارجية والدفاع للقيام بدور فعال في إفريقيا، كما أن مصلحتنا تستوجب تعميق المفاوضات مع السودان"، مشيرا إلى أن "النهضة" سيؤثر سلباً على إنتاج السد العالي للكهرباء بنسبة 18%، وخاطب الحاضرين، بقوله: "سنتحاور لنعرض الأفكار ولنعرض نتائج اللجنة الثلاثية، والأمر مستمر معنا لاتخاذ الإجراءات الواجبة علينا لحماية نهر النيل".

وبينما أشار مستشار شيخ الأزهر حسن الشافعي إلى قوة العلاقات المصرية-الإفريقية، إبان عصر الزعيم جمال عبدالناصر، قال ممثل الكنيسة الأرثوذكسية في الاجتماع الأنبا دانيال: "إثيوبيا دولة مدنية تربط الكنيسة بها بالكنيسة القبطية علاقات روحية قوية، لكن لا قوة لنا للتأثير على قرارات أديس أبابا السياسية، ولا يمكن التعويل على الكنيسة في حل الأزمة الحالية".

من جانبها، أعلن معظم قيادات جبهة الإنقاذ المعارضة مقاطعتها اجتماع مرسي، مفضلة الاستمرار في الحشد لمسيرات "يوم الجلاء" 30 يونيو، وكشفت القيادية أميرة العادلي عن عقد شباب الجبهة اجتماعا مغلقا اليوم مع شباب الحركات الثورية، من أجل التنسيق لتوحيد الجهود من أجل الإطاحة بنظام مرسي نهاية الشهر الجاري.

وقفة قضاة

في غضون ذلك، واصل القضاة لليوم الثالث على التوالي الاعتصام بمقر النادي، الذي قال رئيسه أحمد الزند إن هدف الوقفة تسليط الأضواء على الظلم الذي يتعرض له القضاة، ولم يعد أمامنا إلا اللجوء للشعب لضمان قضاء مستقل يحقق مصالحه.

من جهته، عقد مجلس القضاء الأعلى اجتماعا مغلقا أمس، لبحث ما سيتم تناوله بالجمعية العمومية لمحكمة النقض اليوم، التي سيحضرها رئيس المجلس المستشار محمد متولي، لمناقشة اقتراح عرض قانون السلطة القضائية على مجلس الشورى، الذي حكمت المحكمة الدستورية ببطلانه.

عطل مفاجئ

برلمانيا، تسببت إصابة وزير الدولة للشؤون القانونية حاتم بجاتو بالتهاب في حلقه أمس في تأجيل مناقشة مجلس الشورى التعديلات التي أدخلتها "المحكمة الدستورية" على قانوني الانتخابات ومباشرة الحقوق السياسية، والتي أثارت جدلا واسعا خاصة في ما يتعلق بتصويت العسكريين في الانتخابات، بينما طالبه أعضاء المجلس بإعداد مذكرة قانونية بالرد على ملاحظات الدستورية.

وكشف رئيس لجنة الشؤون الدستورية محمد طوسون عن التوصل إلى مقترح بشأن إقرار المحكمة حق العسكريين في التصويت، لصعوبة تطبيقه في الواقع السياسي، قائلا إن "الاقتراح يتضمن إدراج أفراد القوات المسلحة والشرطة في كشوف الناخبين دون الإفصاح عن هويتهم الوظيفية، وأن يتم التصويت وفقا لمحل الإقامة، بعيدا عن التصويت الجماعي في الثكنات.

في سياق منفصل، كان لافتا أمس توجيه وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاحه عدة مشروعات طبية عسكرية، التحية إلى وزير الدفاع السابق رئيس المجلس العسكري الذي أدار الفترة الانتقالية عقب ثورة 25 يناير المشير حسين طنطاوي، ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق سامي عنان، والقادة السابقين لجهودهم التي بذلوها في خدمة المؤسسة العسكرية.