الدويتوهات الغنائية غير التقليدية... تنعش سوق الغناء؟

نشر في 06-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 06-10-2013 | 00:01
أبرزها {مفيش مستحيل} و{كركشنجي}
دويتو {مفيش مستحيل} لعبدالباسط حمودة ونيكول سابا، دويتو {كركشنجي} لأحمد عدوية وفرقة {وسط البلد} من تلحين هاني عادل الذي وزع دويتو آخر يجمعه بالمغنية الشعبية أمينة... نماذج عن موجة جديدة تجتاح الساحة الغنائية تجمع بين مغنيين شعبيين وزملاء لهم يؤدون ألواناً غنائية حديثة، وبين موال مع موسيقى شعبية وأغانٍ معاصرة.
اللافت أن الدويتوهات غير التقليدية الجديدة في مصر حققت معدلات مشاهدة واستماع مرتفعة بمجرد طرحها على شبكة الإنترنت، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي. يذكر أن إحدى شركات المشروبات الغازية أنتجت دويتو {مفيش مستحيل} و«كركشنجي}، وأن الدويتو الذي يجمع هاني عادل وأمينة سيطرح كأغنية دعائية لفيلم {هاتولي راجل} المقرر عرضه خلال موسم عيد الأضحى.

عبّرت نيكول سابا عن سعادتها بردود الفعل الإيجابيّة حول دويتو {مفيش مستحيل} رغم أنه لم يصّور، مشيرة إلى أنها أعجبت به بعدما عرضه عليها الملحن والموزع الموسيقي حسن الشافعي، واعتبرت الأغنية {مجنونة} وتركيبة جديدة لم تجربها سابقاً، لا سيما أنها تعشق التجديد والمغامرة، بطبعها، ما دفعها إلى مشاركة المغني الشعبي عبد الباسط حمودة الغناء.

بدورها أكدت أمينة سعادتها بالعمل مع هاني عادل وبالدويتو الذي يجمعهما، كونه مختلفاً عن الدويتوهات التي سبق أن قدمتها مع فنانين ينتمون إلى الغناء الشعبي، أمثال سعد الصغير وفاطمة عيد وهشام الحاج، مشيرة إلى أن هذه النوعية من الأغاني تثري الغناء بتجارب مفيدة، ناتجة من تعاون مميز بين مغنيين حقق كل منهما نجاحاً في جانب بعيد عن الآخر، واجتماعهما معا يمنحهما مزيداً من النجاح.

لا مستحيل

يؤكد هاني عادل أنه رغب في تقديم هذه الدويتوهات للارتقاء بذوق المستمعين إلى الفن الشعبي، مشيراً إلى وجود فرق بين الدويتو الذي قدمه مع أحمد عدوية وبين الدويتو مع أمينة؛ فالأول من إنتاج إحدى شركات المشروبات الغازية التي تنظم حملة {مفيش مستحيل}، وبناء عليه طرح دويتو بين نيكول سابا وعبد الباسط حمودة، ودويتو {كركشنجي} الذي قدمته فرقة وسط البلد مع أحمد عدوية. المقصود من ذلك تأكيد عنوان الحملة بأنه لا مستحيل يمنع تقديم فنانين ينتميان إلى ألوان غنائية مختلفة دويتو منسجم بينهما.

يضيف: {الدويتو الذي شاركتني فيه أمينة تطلّبه فيلم {هاتولي راجل} الذي تدور أحداثه في عالم افتراضي، يبدأ في أربعينيات القرن الماضي  وصولا إلى وقتنا الحالي؛ إذ يتناول قصة خيالية مفادها: ماذا لو أن مقاليد الحياة في يد السيدات؟ لذا وجب أن يكون الدويتو بين ثنائي مختلف تماماً، فوقع الاختيار على أمينة التي اكتشفت جمال صوتها، وأنها تملك طبقات لم تكن هي ذاتها تعرفها}.

تغيير وترحيب

يعتبر الموسيقار هاني شنودة أن هذه الدويتوهات الشعبية تمثل التغيير الذي يطرأ كل فترة ليظهر جمال الفن، مؤكداً ترحيبه بها وبأي فكرة جديدة في عالم الغناء، لافتاً إلى أنه عندما أسس {فرقة الأصدقاء} أصبحت موضة، وتأسست فرق موسيقية وغنائية بعد ذلك، ومع ظهور دويتوهات وطنية بين هاني شاكر ومحمد ثروت وغيرهما، أصبحت موضة وبات يقلدها كثيرون، وبطبيعة الحال فكرة الدويتوهات الغنائية غير التقليدية باتت موضة هذا العصر.

يضيف: {لا أحب المغني الذي يعجب بصوته وحده، بل عليه الاجتماع مع مغنٍ آخر مختلف عنه ليمتعا المستمعين بأعمال عظيمة، لأن في الاختلاف فائدة لهما، وفقاً للقاعدة التي تقول {الضد يظهر حسنه الضد}، من هنا كان اختيار المطربين قديماً جوقة من أصحاب الأصوات السيئة لإظهار حلاوة صوتهم}، مؤكداً الحاجة إلى تقديم أوبريت شعبي يوضح دور الفن الشعبي وإمكاناته في التعبير عن القضايا المختلفة وليس أغاني الهيصة والأفراح فحسب.

بدوره يوضح الموسيقار هاني مهنى، رئيس الاتحاد العام لنقابات المهن الفنية وأمين عام جمعية المؤلفين والملحنين، أن فكرة الدويتو موجودة منذ خمسينيات القرن الماضي وقدمها كبار المطربين، وذكر في هذا المجال  دويتو {شحات الغرام} لمحمد فوزي وليلى مراد الذي غيرا فيه لونهما  الغنائي ولكن بأسلوب بسيط.

يشير مهنى إلى أن هذه الدويتوهات الشعبية بمثابة اجتهادات مشروعة ومقبولة لإنعاش حال الغناء وسوقه، من خلال طرحها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لافتاً إلى أهميتها بالنسبة إلى الفنانين الذين لم يشاركوا فيها، لأنها قد توحي لهم بأفكار جديدة.

محاولات غير مدروسة

يصف الموسيقار حلمي بكر هذه الدويتوهات بمحاولات غير مدروسة لأن كل مغنٍ عُرف واشتهر بمفرده، ولا يعني اجتماعهم بالضرورة نجاحهم، معللا هذا الاتجاه برغبة المغنيين في الخروج من عنق الزجاجة، وتغيير ثوبهم الغنائي، وكسر حالة الركود التي يعانيها حال الغناء في الفترة الأخيرة، ذلك أن الغالبية تعتبر خارج الخدمة، ومعروفة في أماكن محددة أي لم تحقق شهرة واسعة.

يلفت إلى أن هذه التجارب لا تسمى {دويتوهات}، لأن الدويتو يعتمد على حوار مكمل بين فنانين، إنما مجرد فرقعة وعرض للفت النظر وليس للاستمرار، وهي ليست جديدة بل مستهلكة، وسبق أن قدمها ضياء وندا، ومحمد جمال وطروب.

أما الناقد إمام عمر، الذي شغل منصب مسؤول عن الموسيقى والغناء في الإذاعة المصرية، فيرى أن هذه الدويتوهات محاولات لإثبات حضور المغنين الشعبيين الذين لا تلاقي ألبوماتهم رواجاً وسكة مختلفة يسلكها المطربون الجدد لتحقيق مبدأ الانتشار، مثل دويتو أحمد عدوية ورامي عياش الذي بحث عن أكثر المغنين الشعبيين شهرة لينتشر من خلاله.

يضيف أنه في هذه التجارب الحديثة يستفيد كل مغنٍ من لون الثاني، وهي غير مرتبطة بمدى ملاءمة طبقاتهما الصوتية للغناء معاً، كذلك لا تشمل موضوعاً أو قضية، بل مجرد موجة أو حالة موسمية تظهر في وقت معين وستختفي، ولن تستمر في ذاكرة المستمع في ظل انحدار الأغنية المصرية، واتجاه شركات الإنتاج إلى الإغلاق بسبب القرصنة المستمرة على الألبومات.

back to top