مصر: الرئاسة تعلن فشل الوساطات وتنتقد ماكين بشدة

نشر في 08-08-2013 | 00:02
آخر تحديث 08-08-2013 | 00:02
No Image Caption
• القاهرة تحمّل «الإخوان» المسؤولية والجماعة تتشبث بمواقفها • استنفار أمني في العيد
أغلقت الرئاسة المصرية أمس باب الوساطات الغربية والعربية لحل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي مطلع الشهر الماضي، وحملت القاهرة جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية فشل المفاوضات بسبب تعنتها وإنكارها لواقع ما بعد "30 يونيو".

أعلنت مؤسسة الرئاسة المصرية أمس انتهاء مرحلة الجهود الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية مع جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تشبثت بموقفها الرافض لأي مقاربة سياسية لا تتضمن الخروج الآمن للرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الجماعة، ما يرفضه غالبية الشعب المصري.

وكشفت الرئاسة في بيانها، عن نتيجة الوساطات التي قادها أطراف دولية وعربية، قائلة: "انتهت مرحلة الجهود الدبلوماسية، التي بدأت منذ أكثر من عشرة أيام، بموافقة وتنسيق كاملين مع الحكومة المصرية، والتي سمحت بها الدولة إيماناً منها بضرورة إعطاء المساحة الواجبة لاستنفاد الجهود الضرورية، التي من شأنها حث جماعة الإخوان المسلمين ومناصريها على نبذ العنف وحقن الدماء"، معلنة أن تلك الجهود "لم تحقق النجاح المأمول".

وحملت الرئاسة المصرية؛ جماعة "الإخوان المسلمين" المسؤولية كاملة عن إخفاق تلك الجهود، وما قد يترتب على هذا الإخفاق من أحداث وتطورات لاحقة فيما يتعلق بخرق القانون وتعريض السلم المجتمعي للخطر.

لهجة الرئاسة المصرية الحازمة بدت متوافقة مع الغضب السياسي والشعبي من تصريحات عضوي الكونغرس الأميركي، جون ماكين وليندسي غريام، اللذين قاما بدور الوساطة خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن حثا الإدارة المصرية على الإفراج عن قيادات "الإخوان". وقال ماكين إنه لا يمكن أن تتم مفاوضات جادة مع وجود قادة جماعة "الإخوان المسلمين" في السجن. وبدا واضحاً أن ماكين جاء برسالة أميركية مفادها ضرورة عدم فض اعتصامات "الإخوان"، قائلاً في تصريحات صحافية: "مصر قد تتحول إلى حمام دم شامل خلال أيام"، خاصة أن لقاءه بعدد من ممثلي القوى السياسية جاء عاصفاً، بعد انسحاب البعض منهم اعتراضاً على "انحيازه والإدارة الأميركية إلى أجندة الإخوان".

وقال المستشار الإعلامي للرئيس المصري أحمد المسلماني إن "الرئيس منصور، يستنكر تصريحات ماكين التي تعتبر تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية لمصر"، مؤكداً أن ماكين "يزيف الحقائق"، وأن تصريحاته "الخرقاء مرفوضة جملة وتفصيلاً".

 

تعنت

 

وعلمت "الجريدة" أن جهود الوساطة فشلت بسبب تعنت جماعة "الإخوان المسلمين" ورغبتها في فرض أجندتها الخاصة على الدولة المصرية، من خلال ضمان خروج مشرف للرئيس المعزول، والإفراج عن قيادات الجماعة، خاصة خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد الجماعة، وعدم تجميد الأصول المالية للإخوان، مع السماح لهم بدخول الانتخابات البرلمانية المقبلة، مقابل فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، المتواصلين لأكثر من شهر، وهو ما رفضته الحكومة الحالية لتعارضه مع خارطة الطريق المعلنة والتي أيدها ملايين الشعب المصري.

في السياق، قال رئيس مركز "ابن خلدون للدراسات الإنمائية" سعد الدين إبراهيم، المقرب من الإدارة الأميركية، لـ"الجريدة": "إعلان الرئاسة فشل المفاوضات يعد الجولة قبل الأخيرة للصراع بين الشعب المصري وجماعة الإخوان، وهو الصراع الذي لن تخرج منه الجماعة منتصرة، لأن الإرادة الشعبية ضد الجماعة".

وتابع إبراهيم: "الأيام القليلة المقبلة قد تشهد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة قبل انتهاء إجازة العيد، من خلال استخدام وسائل سلمية بتقديم حافلات للمعتصمين لنقلهم إلى مقر سكنهم، مع التأكيد على عدم ملاحقتهم أمنياً، ولكن من لن يتعاون سيتم استخدام القوة معه"، مضيفا: "نقل مرسي إلى خارج مصر متوقع؛ خاصة إلى الأراضي السعودية كمنفى لمرسي".

في غضون ذلك، نفى مصدر عسكري لـ"الجريدة" نقل الرئيس السابق محمد مرسي مساء أمس الأول إلى سجن طرة، مؤكداً أن الخبر عار تماماً من الصحة، وشدد على أن الرئيس المعزول لايزال حتى هذه اللحظة في مقر إقامته، الذي لم يعلن عنه بعد، وأن الأجهزة الأمنية لم تتلق أيضا حتى هذه اللحظة أي تعليمات بنقل مرسي إلى سجن طرة، تنفيذاً لقرار حبسه لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات في قضايا اتهامه بالتخابر مع جهات أجنبية.

 

استنفار

 

وكشف مصدر أمني مسؤول لـ"الجريدة" وجود حالة من الاستنفار داخل الجيش والشرطة في مصر، خلال أيام عيد الفطر المبارك في إطار الاستعداد لمواجهة أي حدث يسعى لزعزعة استقرار البلاد، قائلاً  ان هناك استعدادا لقوى خاصة في مدن القناة وسيناء، تحسباً لوقوع نشاط من الجماعات التكفيرية التي تسعى إلى استهداف قوات الأمن وإشاعة الفوضى.

ميدانياً، أعلنت وزارة الصحة المصرية مقتل شخص وإصابة 62 آخرين خلال الاشتباكات التي وقعت أمس الأول في القاهرة والإسكندرية ومدن دلتا مصر، بين الأهالي وأنصار جماعة "الإخوان".

وقال رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة المصرية د. خالد الخطيب إن حالة الوفاة وقعت في الاشتباكات التي حدثت بالقرب من مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، إضافة إلى 42 مصاباً، بينما وقع 16 مصاباً في الاشتباكات التي حدثت أمام محافظة البحيرة شمال غربي القاهرة.

 

back to top