الأميركي فرانك أوهارا
![فوزي كريم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1498033753948674500/1498033754000/1280x960.jpg)
في عام 1944 تخرج من المدرسة ودخل القوة البحرية في عز أيام الحرب العالمية الثانية. كان تطوعه أول خبرته في الحياة خارج البيت، فخبر الاستقلال الذي رغب به بعيداً عن هيمنة العائلة والمدينة الصغيرة. لقد فتن بحياة المدن الكبيرة وبأنشطتها الثقافية والفنية.في عام 1951 انتقل الى مدينة نيويورك وحصل على وظيفة في متحف الفن الحديث، حيث صار على مقربة من المجموعات الفنية يتأملها كلما أراد ذلك. ولعل المعرض الشامل الأول الذي رآه وتأثر به هو معرض للفنان ماتيس. بعدها صار يوزع اهتمامه بين الشعر والرسم. حياته دخلت مرحلة جديدة تماماً في نيويورك، ابتعد فيها عن أبويه وعن الانشغال بالموسيقى. توفي أبوه في فترة دراسته في هارفارد، وانقطع كل خيط بينه وبين أمه، التي أصبحت كحولية بعد وفاة زوجها.أصدر مجموعته الشعرية الأولى بعد سنة من وصوله مدينة نيويورك، التي كانت عاصمة العالم الثقافية آنذاك، تحت عنوان "شتاء مدينة". أصدرها غاليري تيبور، الذي رعى أعمال الجيل الثاني من التعبيريين التجريديين، من أمثال وليم دي كوننغ، جاسبر جونز، آندي ورهول، لاري ريفرز، جاكسون بولوك.حقق أوهارا نجاحا عاليا كشاعر وناشط في المتحف، وفي عام 1960 كان أصدر عدداً من الأعمال الشعرية ونظم عددا من المعارض. أصبح معروفاً على رأس حركة عرفت بمدرسة نيويورك الشعرية، التي تضم شعراء مثل جيمس شويلر وجون آشبري. على أن شعره كان يختلف تماما بكوسموبوليتيته التي تتصف بالانفتاح الاجتماعي، والحب الرفاقي، واحتضان الفن، والمدينة. وبالرغم من أن معظم شعراء نيويورك أصحاب ميل للدعابة، وميل للقصيدة القصيرة اليومية، فإن أحدهم لم يكن يفوق أوهارا في علاقة قصيدته بسيرة حياته الشخصية، واتساعها الى مدرسة البيتز، من أمثال ألين غينزبيرغ.قتل أوهارا في 25 يوليو عام 1966 بحافلة في زيارة له الى ساحل في جزيرة فاير، نيويورك. كان في الأربعين من العمر، وكان يحمل حقيبة بين أوراقها آخر قصيدة يقول فيها:لقد سقط، ولكنه حتى في سقوطه يبدو أعلى من أولئك الذين يحلقون في الشمس المألوفةأصدرت دار النشر Carcanet قصائد مختارة له في 233 صفحة، تضم 138 قصيدة:ورقةٌ من غصن التقطتها اليوم/ من قارعةِ الطريقتصرفٌ طفولي كما يبدو/ كمْ أنتِ كبيرة أيتها الورقةكيف لك أن تغيري لونكِ/ وأن تسقطي ببساطة!وكأنْ ما من شيءٍ / يسمّى كمالاً!أكثر استرخاءً أنتِ من أنْ تجيبي/ وأنا أكثر خوفاً من أنْ أُلحّلا تكوني عصابيةً، أيتها الورقة/مثل حرباء صغيرة.