منذ أن تم انتخاب الرئيس مرسي والمعارضة لوجوده تتناسب عكساً مع قراراته وطرداً مع الزمن، فكلما اتخذ قراراً رفضته المعارضة، وكلما مر الوقت زادت المعارضة وارتفع ضجيجها وصخبها، ورغم الاعتراف بخطأ الرئيس والحكومة أحيانا في قراراتهما وصواب رأي المعارضة أحياناً أخرى فإن النهج والأسلوب اللذين اتبعتهما المعارضة أفقداها الكثير من المصداقية والعقلانية.

Ad

فقد اتبعت المعارضة سياسة جوبلز "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس"، فمن أول يوم للرئيس مرسي رفعت المعارضة شعارات "يسقط حكم المرشد"... "لا لأخونه الدولة"... "نريد رئيس لكل المصريين"... "الرئيس الدكتاتور"، وأخذ الجميع يرددون هذه الشعارات ويكررونها إلى أن صدّق البعض أنها حقيقية، فصدقوا أن المرشد هو من يحكم وأن مرسي دكتاتور، وأنه رئيس للإخوان فقط...إلخ.  وكلما طالب أحد المعارضة بتقديم دليل واحد على صدق ما تقول كانت أغنية ليلى مراد "قلبي دليلي" هي ردهم الوحيد، فما دليلكم أن المرشد هو من يحكم؟ وأين برهان دكتاتورية الرئيس؟ وهل يسمح دكتاتور– في أي مكان- أن يُسب ويلعن كل يوم بل كل ساعة في جميع الفضائيات؟ وهل يمكن أن يكون هذا دكتاتورا؟

انخدع البعض في البداية بشعارات المعارضة وأغنيتها المفضلة، ولكن مع مرور الوقت بدأ الجميع يسأل نفسه ما حقيقة ما تدعيه المعارضة؟ وهل يجب أن نسير وراءها فقط لأن الرئيس يخطئ؟ هل يكون إخفاق الرئيس في إدارة الأزمات سببا وحيدا وكافيا لتأييد المعارضة؟ وإذا كانت هي الأخرى فشلت في قيادة المعارضة بصدق وموضوعية وكان الفشل متعادلا فهل نستمر في تأييدها؟

كما حاولت المعارضة تثبيت المفاهيم الخاطئة وإقناع الجماهير بها فسمعنا "العصيان المدني"... "الحكم لكم والشارع لنا"..."المعارضة تنتقد ولا تقدم حلول"... إلخ. كل ذلك حاولت المعارضة فرضه على الشارع المصري، فالعصيان المدني الذي هو أساسا اختياري وسلمي جعلته المعارضة جبراً وتدميراً، فإغلاق مجمع التحرير بالقوة عصيان مدني، وقطع الطرق وإيقاف وسائل المواصلات عصيان مدني، وإلقاء المولوتوف والحجارة عصيان مدني.

 وتناسى كل هؤلاء أن العصيان المدني هو امتناع المواطن بإرادته الحرة عن الذهاب إلى عمله، فأي مفاهيم خطأ ومغلوطة تروج لها المعارضة، وكذلك عبارتها الخالدة "ننتقد ولا نقدم حلولا"، ولا يعلم أحد من أين جاءتهم تلك الحكمة العظيمة؟ فالمعارضة في كل دول العالم– إلا مصر- تنتقد وتقدم الحلول، ويعتبر اقتناع الحزب الحاكم– في أي مكان- برأي المعارضة هو قمة النجاح لها.

وحاولت المعارضة كذلك الاعتماد على ضعف ذاكرة الشعب فرفعت في الشهرين الأخيرين شعار "حكومة إنقاذ وطني تشمل كل الأطياف"، وتجاهلت أنها هي من رفضت في البداية المشاركة في الحكم، وهل نسينا اعتذار البرعي وعبدالنور وقنديل (قادة جبهة الإنقاذ) عن المشاركة؟! فلماذا تتباكون الآن على انفراد الإخوان– كما تزعمون– بالحكومة؟

وفي النهاية فإن كان هذا هو أسلوب المعارضة وسلوكها يكن السؤال: ما الهدف الذي تسعى إليه؟ وهذا موضوع المقال القادم إن شاء الله.