وسط تصاعد العمليات العسكرية في مختلف المناطق السورية ضد قوات المعارضة، التي تمر بأصعب فتراتها الميدانية، واصل الجيش النظامي تحركاته لاستعادة مدينة حمص، حيث ضيق الخناق عليها وباتت وكأنها على شفا السقوط، رغم دعوات الائتلاف الوطني لمد مقاتليها بالسلاح ليتمكنوا من الصمود.

Ad

بينما واصل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية أمس اجتماعاته لليوم الثاني في إسطنبول لاختيار رئيس جديد له وثلاثة نواب إضافة إلى أمين عام للائتلاف، نفذ طيران النظام السوري ثلاث غارات على الأحياء المحاصرة في وسط مدينة حمص، ترافق مع قصف عنيف على أحياء حمص القديمة وحي الخالدية، الذي يشهد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام المدعومة من «حزب الله» اللبناني.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثمانية عناصر من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني قتلوا خلال الاشتباكات الدائرة منذ أمس الأول في محيط أحياء حمص القديمة والخالدية.

ولفت المرصد إلى مقتل خمسة أشخاص هم ثلاث نساء وطفلة ورجل جراء قصف بالطيران الحربي تعرضت له مدينة الرستن، أحد ابرز معاقل المعارضة المتبقية في المنطقة.

وفي دمشق، تعرضت مناطق في حي جوبر (شمال شرق) لقصف من القوات النظامية صباح أمس، كما وقعت اشتباكات متقطعة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية عند أطراف مخيم اليرموك في جنوب المدينة ليلا، بحسب المرصد، الذي أكد مقتل 106 أشخاص في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية أمس الأول.

استغاثة

ووجه الائتلاف السوري، الذي بدأ مساء أمس الأول اجتماعا في اسطنبول لتعيين رئيس جديد له وتشكيل جبهة موحدة، نداء للمساعدة والحصول على أسلحة لمنع سقوط حمص في يد الجيش الموالي للرئيس بشار الأسد.

وقالت عضو الائتلاف فرح الاتاسي، للصحافيين في اسطنبول: «إنه نداء سياسي أخلاقي وإنساني. ندعو إلى تدخل فوري لكسر الحصار المفروض على حمص»، مشددة على ضرورة تزويد المقاتلين «في جبهة حمص وفي كل سورية أسلحة متطورة لصد عدوان الأسد». وأضاف عضو الائتلاف عبدالرحمن بترا: «نوجه نداء إلى وسائل الإعلام لكي تولي الوضع في سورية المزيد من الاهتمام»، معربا عن الأسف لأن الصحافة الدولية تركز أنظارها على الوضع في مصر فقط.

مستودعات اللاذقية

في هذه الأثناء، انفجرت مستودعات ذخيرة تابعة للقوات النظامية في ريف اللاذقية أمس نتيجة استهدافها بصواريخ. وقال المرصد، في بريد الكتروني، إن «انفجارات هزت فجر اليوم (الجمعة) منطقة بالقرب من قرية السامية في شرق اللاذقية تبين أنها ناتجة عن انفجار مستودعات للذخيرة قرب كتيبة للقوات النظامية».

ورجح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن تكون الانفجارات ناتجة عن استهداف المستودعات بصواريخ، مشيراً إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية التي «قصفت بشكل عنيف مناطق تسيطر عليها الكتائب المقاتلة في الريف، ما أدى إلى نشوب حرائق في غابات منطقة جبل صهيون بالقرب من مدينة الحفة». كما أكد تحليق طيران حربي في سماء المنطقة على مدار النهار.

الجولان

من جهة أخرى، أعلنت الفلبين أمس أنها ستبقي جنودها الـ340 العاملين في إطار قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان إذا تمت الموافقة على تزويدهم بأسلحة ثقيلة لحماية أنفسهم. وقال وزير الخارجية الفلبيني ألبرت ديل روزاريو إن الرئيس الفلبيني بينينيو اكينو سيرفض اقتراحا بسحب الجنود الفلبينيين إذا استجابت الأمم المتحدة لطلبه بتعزيز أمنهم.

سياسيا، كشفت الأمم المتحدة أمس عن عدم استطاعة أربعة ملايين سوري أي خمس السكان إنتاج أو شراء ما يكفي من الغذاء لاحتياجاتهم وان الوضع يمكن أن يتدهور العام المقبل إذا استمر الصراع الذي بدأ منذ عامين.

وكانت روسيا عرقلت أمس مشروع بيان لمجلس الأمن يطالب بإمكانية وصول عاملي الوكالات الإنسانية بشكل عاجل إلى مدينة حمص التي يحاصرها الجيش السوري، كما قال دبلوماسيون.

ومشروع البيان يطلب من الحكومة السورية السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول بحرية إلى حمص واخراج المدنيين «العالقين فيها».

وكان النص وضع بموجب الإجراءات المرعية ضمن مهلة تنتهي ظهر الأربعاء، وإذا لم تعترض عليه أي من الدول الأعضاء الـ15 في المجلس عند نهاية المهلة المحددة، فيتم اعتماده.

وطلبت روسيا حليفة النظام السوري في بادئ الأمر تمديد المهلة حتى صباح الخميس قبل أن تعلن عزمها اقتراح إدخال تعديلات على النص.

(دمشق، بيروت-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)