نزل عشرات آلاف الاشخاص مجددا أمس إلى الشارع في تركيا رغم النداءات المتكررة لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالوقف الفوري لحركة الاحتجاج التي تهز البلاد منذ تسعة أيام.

Ad

وبالتصميم نفسه امضى مئات المتظاهرين ليلتهم في العراء في ساحة تقسيم في إسطنبول، وفي حديقة جيزي التي كان نبأ تدميرها الشرارة التي أشعلت أخطر أزمة سياسية منذ تسلم الحكومة الإسلامية المحافظة السلطة في تركيا في عام 2002.

ويتهم المتظاهرون اردوغان بممارسة الحكم بأسلوب سلطوي وبأنه يسعى الى اسلمة المجتمع التركي. وأردوغان الذي انتقد بشدة في تركيا وفي الخارج للوحشية التي قمعت بها الشرطة المتظاهرين، خفف امس الأول من لهجته التي اتسمت بالحزم لأكثر من اسبوع واصفا المتظاهرين بـ"المتطرفين" و"المشاغبين"، وقال خلال منتدى دولي في اسطنبول "اننا ضد العنف والشغب والأعمال التي تهدد الآخرين باسم الحريات"، مضيفا "لكننا نرحب بكل الذين لديهم مطالب ديمقراطية".

«العدالة والتنمية»

واجتمع أردوغان امس مع كوادر حزب العدالة والتنمية الحاكم استثنائيا في اسطنبول مركز الاحتجاجات. واستفاد أردوغان من عودته من المغرب العربي ليل الخميس - الجمعة ليثبت قوته والدعم الذي يحظى به من قسم كبير من الرأي العام التركي. وأمام الآلاف من مناصريه انتقد المتظاهرين وطالب بالوقف "الفوري" للتظاهرات. والرد الاول العلني الذي نظمه حزب العدالة والتنمية في الشارع منذ اندلاع حركة الاحتجاج اثار مخاوف من وقوع مواجهة بين المعسكرين. لكن رئيس الوزراء دعا مناصريه الى "العودة إلى ديارهم".

أوجلان

وأعرب زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان أمس الأول عن تأييده التظاهرات المناهضة للحكومة التي تشهدها تركيا منذ ثمانية ايام رغم مفاوضات السلام التي يجريها مع السلطات التركية.

وقال أوجلان في رسالة من سجنه تلاها نائب رئيس حزب السلام والديمقراطية (مقرب من الاكراد) بعد عودته من سجن ايمرالي (شمال غرب) حيث يقضي الزعيم الكردي عقوبة بالسجن مدى الحياة "أجد حركة المقاومة ذات معنى وأحييها".

ودعا بالمقابل في هذه الرسالة المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان الى التنبه لأي استغلال من قبل الحركات القومية التركية، بحسب ما ذكرت محطة "سي ان ان-تورك" على موقعها الالكتروني.

وأوضح "لا يجوز لأي شخص ان يكون موضع استغلال من قبل الاوساط القومية والانقلابية"، مشجعا المتظاهرين على الانفتاح على القوى "الديمقراطية والثورية والوطنية والتقدمية في تركيا".

وبالنسبة لعملية السلام الجارية منذ اشهر في تركيا بين حزب العمال الكردستاني وانقرة، اعتبر اوجلان انه "وفى بالتزاماته (في هذه المرحلة) واكثر من ذلك"، وأضاف "آمل ان تقوم الحكومة بما يجب عليها بالجدية نفسها. من يعتقدون في هذه المرحلة ان بإمكانهم استعمالي وخداعي هم واهمون".

 (إسطنبول - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)