ديما قندلفت: أرفض الاستسلام للمآسي

نشر في 02-05-2013 | 00:02
آخر تحديث 02-05-2013 | 00:02
No Image Caption
تنتمي ديما قندلفت إلى جيل ممثلات الدراما السورية في السنوات العشر الأخيرة، وقفت إلى جانب كبار الممثلين في أعمال شكلت علامة فارقة في الدراما الرمضانية، من بينها «باب الحارة» في الجزأين الأول والثاني، وصولاً إلى مسلسل «صبايا» الذي حققت فيه إطلالة مختلفة وكسرت الصورة النمطية التي سجنها فيها المخرجون طويلاً. عن جديدها في شهر رمضان ومسيرتها الفنية وخوضها تجربتي الغناء والتقديم، كان اللقاء التالي معها.
أخبرينا عن مشاركتك الدرامية في شهر رمضان.

صورت دوري  في {قمر شام}، مسلسل يندرج ضمن دراما البيئة الشامية، إخراج مروان بركات، وأشارك في إحدى خماسيات {صرخة روح} للمخرج ناجي طعمي.

 ما الدور الذي تؤدينه في «قمر شام»؟

أؤدي دور عفاف، فتاة تدفع ضريبة تجاوزها العادات والتقاليد أو كسر المحرمات الاجتماعية في زمانها، وتدفع حياتها ثمناً للحظة لم تعشها أو خطيئة لم ترتكبها.

ما الذي شجعك على المشاركة في مسلسل «صبايا»؟

رغبة فريق العمل في وجودي معه، بالإضافة إلى أن دوري فيه أخرجني من الصورة النمطية التي اعتاد الجمهور رؤيتي فيها،  ورغبتي في خوض تجربة مسلسل ترفيهي خفيف.

كيف تقيّمين ردّة فعل الجمهور عليه؟

لا يحتمل هذا العمل الرأي الوسط، أي ثمة فئة من الجمهور أحبّتْه وفئة أُخرى لم يعجبها.

هل كان دورك في «صبايا» سهلاً مقارنةً بغيره من الأدوار؟

لا، إذ احتاج مني جهداً وذهناً حاضراً، لأستطيع ابتكار «كاركتير» خاصّ بالشخصية مع الحفاظ على خفّة ظلها، إضافةً إلى التجديد في كل مشهد بشكل طبيعي ولطيف، فثمة تفاصيل ابتكرتها وحاولت اللعب عليها قدر المستطاع.

هل أنت راضية عن المسلسل؟

مَن أحَبَّ {صبايا} في أجزائه السابقة أحبَّ حضوري واستمتع به، أما من لم يعجبه المسلسل منذ البداية، فهو لم يتابعني واستغرب حضوري. برأيي، يتمتع المسلسل بنسبة متابعة جيدة خارج سورية.

هل توازي جرأتك في الحياة تلك التي تبرز في أدوارك؟

لا أستطيع القول إنني جريئة لكنني لست تقليديةً، ولا أمشي {الحيط الحيط ويا ربي السترة}.

هل أنت مع الجُرأة في طرح قضايا متصلة بالدين والجنس بأسلوب مباشر في الدراما؟

أؤيد طرح القضايا كافة ضمن إطار فنّي درامي، أي أن الفن يختار ظواهر في المجتمع ليُسلِّط الضوء عليها بشفافية والإيحاء بالحلّ من خلال النتائج، ولكنْ ليس من مهمة الفن إيجاد حلول لها.

هل نفهم من كلامك أنك مع تصوير العلاقات الحميمة أو مشاهد «القبلة» في الدراما التلفزيونية؟

أنا مع الساتر الشفّاف ضمن قالب فنّي درامي، لنصل إلى الشرائح كافة. لا يحتمل المسلسل التلفزيوني هذه المشاهد، فيما تحتملها السينما، وسقفها أعلى بالنسبة إليّ.

القضايا التي طُرِحت في مسلسلي «العشق الحرام» و{ما ملكت أيمانكم»، إلى أي مدى هي ظاهرة في المجتمع السوري؟  

في مسلسل {العشق الحرام} ثمة مبالغة في الطرح، فأنا لا أعتقد أن علاقة الأب بابنته ظاهرة منتشرة بكثرة في مجتمعاتنا، لنجعلها قضية ونتحدّث عنها تلفزيونياً، مع احترامي للعمل وفريقه. أمّا في مسلسل {ما ملكت أيمانكم} فأنا مع القضايا كافة التي طُرحت.

هل تختارين أدوارك بنفسك أم يختارها المخرج؟

 أحياناً يراني المخرج في شخصية مُعيّنة بناءً على ملامحها وصفاتها الشكلية وعُمرها، وأحياناً أخرى أختار الشخصية الأنسب من بين مجموعة شخصيات قريبة مني.

علامَ تُركِّزين في اختيارك الأدوار؟

على الشخصية في الدرجة الأولى، وأبني موافقتي على أساسها، بعد ذلك تأتي أمور ثانوية على غرار اسم المخرج والممثلين.

هل توافقين على أداء دور اعتذرتْ عنه ممثلة أخرى؟

لا مشكلة لديّ في هذا الأمر، لكنْ ثمة بروتوكولاً مُعيَّناً يجب أن يتمّ، كأن أتصل بالممثلة وأتأكّد من اعتذارها عن الدور.

هل يؤدي الشكل الخارجيّ دوراً في تحقيق النجاح في التمثيل؟

يزداد التركيز على الشكل الخارجي عند الممثلات الأقل موهبةً، لكنْ حين تكون الموهبة مميزةً فالشكل الخارجي يكون ثانوياً.

هل أنت مع «الشلليّة» في الوسط الفني؟

لا أمانعها. ثمة وجوه تعمل مع مخرج مُعيَّن باستمرار، ربما لنجاح حققوه معاً أو لسهولة التعامل في ما بينهم، لكن يُخشى في هذه الحال من الوقوع في التكرار بعد فترة.

ماذا بالنسبة إليكِ؟

 لا أنتمي إلى أي «شلّة»، وذلك واضح من خلال تنوّع أعمالي.

هل خفضت سقف الطلبات من ناحية الأجر والتفاصيل الأخرى خوفاً من عدم المشاركة في الدراما الرمضانية هذه السنة؟

سأتنازل عن بعض شروطي المادية، لكنّ ليس خوفاً من عدم المشاركة في الموسم الرمضاني، وإنما من منطلق دعم الدراما ورغبتنا كممثلين في استمرارها رغم الظروف كافة. ليست المشكلة ماديةً بقدر ما هي وطنية.

وماذا عن خوض تجربة الدراما المصرية؟

لا أسعى إليها، لكن في حال طرقت بابي لن أرفضها، إذا توافرت ضمن شروط فنية تناسبني، لأن الدراما المصرية تُسهِم في طرح الممثل في سوق كبيرة وخوضه تجربة فنية جديدة، ابتداءً بالمخرج وانتهاءً بظروف العمل من كاميرات وإضاءة.

يرأيك هل حفر الممثل السوري مكاناً له في الدراما المصرية؟

بالطبع، خصوصاً جمال سليمان، تيم حسن، سلاف فواخرجي التي نجحت في مسلسل {أسمهان}، ولكنها لم تعجبني في {كليوباترا}، إذ  لم يكن العمل بأسره ناجحاً.

ما الذي شجعك على خوض تجربة الغناء؟

إيصال رسالة إلى السوريين وإلى العالم بأننا كمسيحيين ومسلمين ننصهر في مجتمع واحد، نحتفل بالأعياد سوياً، ونتشارك أفراحنا وأحزاننا، لذلك أصدرت أكثر من أغنية في مناسبة عيد الميلاد، بعدما تحول هذا العيد إلى مناسبة فرح تشمل الطوائف كافة، وقد حفزتني هذه الخصوصية على إطلاق الأغنية، إضافةً إلى تشجيع عائلتي وأصدقائي والمحيطين بي.

ألم تقلقي من إصدار الأغنية في الظروف الصعبة التي تواجهها سورية؟

أبداً، أنا ضدّ الركود والاستسلام، فأيّ سوريّ اليوم يستطيع التعبير عن تضامنه ووقوفه إلى جانب بلده، حسب ظروفه وإمكاناته، سواء كان رسّاماً أو موظفاً أو فناناً. علينا أن نكون فاعلين وغير خائفين.

ما أبرز محاور الأغنية؟

تتحدّث عن سورية التي رغم اختلافنا في الآراء إلا أننا نتّفق على عشْقنا لها، وتتمحور حول فتاةً تحلم بهدية في عيد الميلاد، وتسرح في خيالها فتتمنى أن يحلّ السلام على العالم عموماً وعلى سورية خصوصاً، وهي أمنية السوريين اليوم، ففي كل عيد نتمنى أن يعم السلام العالم من دون أن نخصّ أنفسنا، اليوم نتمنّاه لبلادنا خصوصاً.

هل ستحترفين الغناء في المستقبل؟

الظروف هي التي تُحدِّد ذلك. لا نملك شركات إنتاج ومؤسسات خاصة، لذا أنا بعيدةً عن الفكرة، لكنني أتمنى دمج الغناء في التمثيل من خلال مسرحيات أو عروض فنية.

ما الأغنيات التي تستمتعين بأدائها؟

أعشق الأغنيات القديمة، وتلفتني الجديدة لأنها وليد ظروف وحالة نفسية. أما الأغاني التي أستمتع بأدائها فهي كثيرة من بينها: «نسّم علينا الهوا» لفيروز، «ما حدا بيعبي مطرحك بقلبي» لماجدة الرومي، وأعشق أغاني جورج وسوف...

ماذا أضافت إليك تجربة التقديم الإذاعي؟

بنيت جسر تواصل شخصيّاً ومباشراً مع المستمعين، بصدق وشفافية، وبات المستمع يتصل بي ليحدثني عن همومه ومشكلاته لأنه يثق بي وببرنامجي. أما المُرهِق فهو سماع كمّ هائل من المشكلات والهموم النفسية خلال ساعة ونصف الساعة.

ما أبرز الانتقادات التي وجهت إليكِ؟

ثمة نقد وُجِّه إليّ، مفاده أنني لست مرشدةً نفسية أو لا خبرة خاصة لي في هذا المجال، مع ذلك أنصح الناس.

ما كان ردّك عليه؟

أديت في برنامجي دور الصديق الذي يسمع الآخرين ويشاركهم همومهم، وحاولت مع المستمع الخروج من مفهوم الخوف من البوح والحوار. اللافت أن الأهل بدأوا يشعرون من خلال البرنامج بهموم أولادهم ومشكلاتهم.

ما أجمل موقف تعرضت له في البرنامج؟

كان مع فتاة وشاب، عقدا قرانهما من دون رضا الأهل، فطلبت منهما إحضار «جاهة وشيخ» ليتمّ ذلك بموافقة الأهل. وثمّةَ موقفٌ آخر، حين اكتشف شابّ وفتاة أنهما شقيقان في الرضاعة بعد علاقة دامت ثلاث سنوات، وهنا لم أستطع حل المشكلة.

قصة حبك مع خطيبك تجاوزت ثلاث سنوات. لماذا لم تُكلَّل بالزواج حتى اليوم؟

الجميع يظنني مُتزوّجة، ربما بسبب التزامي ووجود خطيبي إلى جانبي في المناسبات. أما سبب تأخُّر زواجنا فيعود إلى رغبتي في إعطاء وقت لنفسي ولخطيبي لاتخاذ القرار بشكل عميق، إضافةً إلى ظروف عملي التي تختلف عن ظروف أي مهنة أُخرى.

back to top