تقول ريما المزين: «معرض «بالفلسطيني» له خصوصية عندي على الصعيد الفني لأنه انعكاس لثقافتي وتراثي الفلسطيني الذي اعتز به، وهذا المعرض مهدى لوالدي العزيز الفنان التشكيلي والباحث في التراث والحضارة الفلسطينية القديمة عبد الرحمن المزين، لأنه كان معلمي الأول فنياً وثقافياً، ولهو الفضل في ما وصلت إليه الآن. تعلمت منه حب الوطن  والفن، من خلال نشأتي وسط مناخه الفني، المليء بالإبداع والفن والتراث الفلسطيني».

Ad

وتضيف: «اشتغلت على فكرة المعرض منذ ما يقارب العامين، ففي النصف الثاني من عام 2011، شرعت بتنفيذ الجزء الأول  من أعمال المعرض واسمها «ثوب ولون» وعددها 30 لوحة، اخترت منها 10 لوحات لتكون ضمن معرضي «بالفلسطيني» في إيطاليا، استخدمت في صياغتها تقنية الديجيتال، واعتمدت فيها على أسلوب «الكولاج» في صياغة فنية تجمع بين الصور الفوتوغرافية وبعض من أجزاء لوحاتي الفنية  القديمة. وتجدر الإشارة الى أن الصور الفوتوغرافية المستخدمة: من أرشيف قديم لصور فتيات فلسطينيات بين 1887 و1948».

أما الجزء الثاني من المعرض فهو عبارة عن لوحات فنية نفذت على قماش وورق، رسمت بأسلوب تجريدي رمزي، فيها اختزال للموروث الفلسطيني في  مفردات شكلية متنوعة، وصياغات لونية غنية بالدلالات الرمزية، وعددها: 35 لوحة وظفت فيها الفنانة «الثوب الفلسطيني»، رمز الهوية الفلسطينية  ليكون عنصر السيادة في جميع لوحات المعرض، بالإضافة إلى بعض الوحدات من التطريز الفلاحي التقليدي، وبعض الوحدات من الزخرفة  الإسلامية.

مجدلاوي

حملت اللوحات الفنية أسماء الأثواب الفلسطينية أبرزها: «الثوب المجدلاوي» أو ما يعرف بثوب {الجنة والنار}، ويرجع سبب التسمية إلى لونيه الأحمر (النار) والأخضر (الجنة)، وهو من أشهر الأثواب الفلسطينية ويتم تصنيعه بأيدي أبناء المجدل الذين حافظوا على صناعته، {الثوب التلحمي} (ثوب الملكة) ويشكل  لباساً عريقاً قديماً كان خاصاً بملكات فلسطين في القديم وتشتهر به منطقة بيت لحم، {الثوب الدجاني} وتشتهر به مناطق بيت دجن والرملة ورام الله. وثمة مجموعة كبيرة رسمت بتدرجات اللون الأزرق وعددها 13 لوحة واسمها  {ثوب بئر السبع  ذو التطريز الأزرق}، وهو الثوب  المخصص للأرملة، واستخدمته الفنانة كرمزية للمشهد السوداوي الذي يسيطر على حياة الشعب الفلسطيني من حصار واعتقال واحتلال ومصادرة الأراضي وتهجير السكان من قراهم، خصوصاً في ظل ما يشهده النقب المحتل من نكبة جديدة قد تلحق بالفلسطينيين، في حال طبقت سلطة الاحتلال قانون {برافر – بيغن} الهادف إلى إلغاء الوجود العربي في النقب، وتحويل نصف فلسطين التاريخية المحتل إلى منطقة إسرائيلية بامتياز بالسكان والأرض، و{خنق} أهله العرب، ووضع أكبر عدد منهم في أقل مساحة ممكنة.

 وثمة مجموعة أخرى اسمها {كنعانيات} وعددها 14 لوحة رسمت بتدرجات اللون الأحمر، واسم {كنعان} باللغة الكنعانية القديمة يعني ذا الصبغة الحمراء الارجوانية، المأخوذة من دم حيوان على ساحل البحر الأبيض المتوسط يسمى الموريكس، الذي اكتشف الكنعانيين  أسرار لونه، منذ القدم.

والعمل الأخير اسمه {صنع في فلسطين} وهو عمل تجهيزي، أكد فيه على  هويتي من خلال عرض الثوب الفلسطيني التقليدي، خصوصاً في ظل ما تشهده فلسطين من سرقة لتراثها وثقافتها.