سياسيو «الوزن الثقيل»

نشر في 17-08-2013
آخر تحديث 17-08-2013 | 00:01
 يوسف عوض العازمي ما يزيد على خمسمئة قتيل مصري وأكثر من ثلاثة آلاف مصاب هم ضحايا رغبات ونزوات المال السياسي ونزعات فئة «الوزن الثقيل» من سياسيي مصر الذين وضعوا أنفسهم مفاتيح لأبواب شر على بلدهم، ثم اكتفوا بالجلوس أمام العدسات وفي أيديهم السيجار الفاخر يبيعون المواقف السياسية على حسب الجهة الداعمة ولا تسألهم عن مصر فلسان حالهم «لسه فاكر كان زمان»!

حدث ما كان متوقعاً، وهو في الحقيقة صفحة أخيرة من كتاب لم تنته قراءته لأحداث دامية شهدتها أرض الكنانة، ولن أغرق في التشاؤم، لكني لم أرَ ما يجعلني متفائلاً.

الحقيقة أن ما حدث هو بسبب سياسيي مصر الذين ارتدوا لباس سياسيي لبنان حتى أصبح الواحد فيهم محسوباً على الجهة الفلانية أو الدولة العلانية، ودعك عن شعارات حب مصر والتضحية لأجلها، فقد حل مكانها حب المال والتضحية لأجله!

فكل سياسي، وأقصد هنا السياسيين من فئة "الوزن الثقيل" أصبح يسير وفق سياسة وهوى الجهة الداعمة، ولا تسأله عن سياسة وهوى مصر.

للأسف تكرر النموذج السياسي اللبناني على أرض الواقع في مصر على الأقل معظم فئة وزن الثقيل، ولن أجزم بالبقية فإن بعض الظن إثم.

وبناء على توجهات الجهات الداعمة فقد تكررت عمليات العرقلة لحكم محمد مرسي في مرات عديدة حتى توجت بالانقلاب العسكري الدولي عليه، وهنا ركز معي على هذه الكلمة "الانقلاب العسكري الدولي" أي لم أقل "الانقلاب العسكري" فقط!

دولة قطر تندد وتستنكر ما حدث في فض الاعتصام، والإمارات تؤكد تفهمها للإجراءات السيادية التي تقوم بها الدولة، وبقية دول الخليج العربي تلتزم الصمت الذي هو عرفاً "علامة رضا"، وإن اكتفت على استحياء بتحذير رعاياها لأخذ الحيطة والحذر!

في جانب آخر، نجد إيران تشجب ما حدث من "مذبحة" يجب وقفها، أما تركيا فتندد وتعتبر أن ما حدث أمر غير مقبول، وتشجب المجزرة في فض الاعتصام بل وتذهب بعيداً وتطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لبحث ما يحدث في مصر.

لن أتحدث عن مواقف الولايات المتحدة  فقد تعودنا أن مثل تلك الأحداث لا يمكن حدوثها دون "كارت أخضر" أميركي.

الخلاصة؛ أن ما يزيد على خمسمئة قتيل مصري وأكثر من ثلاثة آلاف مصاب هم ضحايا رغبات ونزوات المال السياسي ونزعات فئة "الوزن الثقيل" من السياسيين المصريين الذين وضعوا أنفسهم مفاتيح لأبواب شر على بلدهم، ثم اكتفوا بالجلوس أمام العدسات وفي أيديهم السيجار الفاخر يحللون ويبيعون المواقف السياسية على حسب الجهة الداعمة، ولا تسألهم عن مصر، فلسان حالهم "لسه فاكر كان زمان"!

لا أحبذ تنظيم "الإخوان" وأعتبرهم أسوأ ما يكون من تنظيم سياسياً، لكنهم في الحقيقة ظلموا وأخرجوا قسراً من حقهم في الحكم، ووقعوا ضحية التفاهمات الدولية مع سياسيي "الوزن الثقيل".

وفي الوقت نفسه، أتمنى على السيسي أن يكون واضحاً وألا يعتبر الناس أغبياء، وعليه أن يتحمل المسؤولية ويتقلد الحكم فوراً علانية حتى يكون وقت الانتخابات الرئاسية إن عقدت فعلياً، فالكل يعلم أن عدلي منصور والبرادعي المستقيل (استقالته كانت سينمائية) لا يملكان من أمرهما شيئاً، قال الحق تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (سورة الرعد- الآية 11).

back to top