«خلافات فتح وحماس سببها المحاصصة لا الانقسام... وثورات الربيع العربي لم تستكمل أهدافها بعد»

Ad

أكد القيادي اليساري في «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» زياد جرغون، أن إصرار حركتي «فتح» و«حماس» على مصالحهما الخاصة، أدى إلى تعطل الحوار الفلسطيني وعدم تحقيق نتائج ملموسة في القاهرة، مشيراً إلى أن الحديث يدور حول المحاصصة لا إنهاء الانقسام. وقال جرغون، في حوار لـ«الجريدة»، إن «حماس» تخشى قانون التمثيل النسبي للانتخابات وترفضه، مؤكداً أن جبهة اليسار قوية وفي تصاعد، في وقت تلعب الماكينة الإعلامية والأموال التي تضخ لجماعة «الإخوان المسلمين» دوراً بارزاً لقمع الصوت المعارض.

وفي ما يلي نص الحوار:

• هل جولات الحوار التي تجري في القاهرة تعني أن الشعب الفلسطيني سيشيع الانقسام قريباً؟

- للأسف الشديد لا، لأنه لم يتم التوصل للقضايا العالقة لإنهاء الانقسام، خاصة قانون الانتخابات والتمثيل النسبي، وأيضاً حول تحديد سقف زمني للحكومة القادمة، وموعد الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.

• لماذا لم تحقق لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة نتائج ملموسة؟

- السبب هو إصرار «حماس» و»فتح» على مصالحهما الخاصة، خصوصاً بعد توافق 12 فصيلاً على قانون التمثيل النسبي للانتخابات ورفض «حماس» لهذا القانون، إلى جانب المماطلة والتسويف، وبصراحة لكل منهما له أجندات خاصة.

• إذاً هي محاصصة بين طرفي الانقسام؟

- الحديث يدور حول المحاصصة في المؤسسات الفلسطينية، ولا يدور حديث جدي لإنهاء الانقسام، والمفارقة في اللقاء الأخير لا خلافات جوهرية على قضايا مركزية حيث رحبت الفصائل بخطوة الأمم المتحدة ولم تبرز أي خلافات، لكن من فجرت الخلافات الحصص لتقاسم السلطة وكل المؤسسات التمثيلية للشعب الفلسطيني.

• برأيك لماذا ترفض «حماس» قانون الانتخابات «التمثيل النسبي»؟

- حسب تعبير رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل أخيراً، «أمهلونا 4 سنوات قادمة على أساس 75% للنظام النسبي و25% لنظام الدوائر»، يعني أنها تعتبر نفسها نجحت في الانتخابات الأخيرة على هذا القانون، وربما قانون آخر سيضعف وجودها، لكن ذلك غير واقعي ولا يعقل أن يكون هناك مرجعيتان للشعب وقانونان، والأصل ان المجلس الوطني والاقتراح الذي وافقت عليه كل القوى أن المجلس التشريعي جزء من المجلس الوطني.

• ما تركيبة الحكومة القادمة وصيغتها التي يتم التحاور حولها؟

- ما بحث أخيراً هو حكومة يرأسها الرئيس محمود عباس محددة من شخصيات مستقلة، مهمتها التحضير للانتخابات، والبدء بتوحيد المؤسسات بين شطري الوطن وإعادة إعمار قطاع غزة.

• سمعنا أصواتا ترفض استثناء بعض الدول في انتخابات المجلس الوطني، برأيك كيف ستتم تغطية الأماكن التي لن تجرى فيها الانتخابات؟

- البعض يشير إلى أنه لا يمكن إجراء انتخابات في بعض البلاد، لكن هناك إمكانية إجرائها في مختلف الدول وفي حال تعذرها في أي دولة يأخد ذلك بالتوافق، وهناك تجارب لبعض الدول واضحة.

• بعد وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم في بلاد الربيع العربي، برأيك هل ذلك بداية لنهاية اليسار؟

- ثورات الربيع العربي لم تستكمل بعد، وما يطرحه اليسار العربي من شعارات «الحرية والعدالة والخبز والعيش»، هناك من يحاول خطف تلك الثورات، لكن اليسار يسعى إلى إكمال ثورته سواء في مصر أو تونس أو اليمن أو باقي الدول.

• كيف قرأتم اغتيال أحد زعماء اليسار في تونس، وهل أصبحت قيادات اليسار هدفا للإسلاميين؟

- ليست القيادات اليسارية هدفا للإسلاميين، واغتيال القيادي شكري بلعيد هي إجهاض لكل الديمقراطيات العربية، وقمع أي صوت معارض، وهي تمارس نفس سياسة الأنظمة البائدة، ويعتبر هذا تحذيرا للأنظمة، فمن أسقطت نظام «بن علي» ستسقط من بعده.

• هل اليسار قادر على رسم طريق واضح المعالم في ظل وصول الإسلاميين إلى السلطة؟

- اليسار في العديد من الدول العربية كان ناجحا وواضحا، فوصول القيادي حمدين صباحي إلى سدة الانتخابات الرئاسية في مصر وهو لا يملك ماكينة إعلامية، في وقت كانت الأموال تضخ للإخوان المسلمين، وتمكنه من الحصول على أصوات ملايين المصريين يدل على أن اليسار قوي، ويجب تكثيف نضالاته لخوض معاركه الانتخابية القادمة للفوز.

• أخيرا هل ينتظر نايف حواتمة موافقة إسرائيل للعودة إلى الأراضي الفلسطينية؟

- حق العودة مقدس وهو حق لكل الفلسطينيين، ولا يمكن انتظار موافقة إسرائيل، التي ترفض عودته بدواع وحجج غير مقبولة، ويجب أن تفتح الأبواب لكل الفلسطينيين للعودة.