في ظل تصاعد التوتر السياسي والأمني في لبنان، على خلفية الأوضاع في سورية والانقسام الطائفي الذي تعيشه البلاد، والذي تزايد بعد مشاركة «حزب الله» في الصراع السوري، انفجرت أمس سيارة مفخخة في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، مسفرة عن إصابة 53 شخصاً.

Ad

وقع انفجار في مرآب للسيارات قرب مكان للتسوق في مركز التعاون الاسلامي التجاري في منطقة بئر العبد، في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اللبناني، ما أدى الى جرح 53 شخصا، وأدى انفجار السيارة، التي ذكر انها من نوع نيسان رباعية الدفع، الى احتراق عدد كبير من السيارات وإلى اضرار جسيمة في الابنية المجاورة.

وقام مناصرو حزب الله في المكان برفع صور لأمين عام حزب الله حسن نصرالله، في وقت ألمح عضو كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) النائب علي عمار إلى وجود "أصابع إسرائيلية" وراء الانفجار.

وقال عمار إنه "ليس غريبا على الضاحية حاضنة المقاومة أن تستهدف بمثل هذه الأعمال الخبيثة والدنيئة التي يتضح من خلالها بصمات العدو الإسرائيلي وأدواته"، مؤكدا أن "أعداء المقاومة لن يستطيعوا النيل من إرادتها"، معتبرا أن "الضاحية لا تتعرض فقط للتفخيخ، بل هناك أيضا تفخيخ وقصف سياسي مستمر على مدى الساعة يستهدف المقاومة باعتبارها تشكل حلقة القوة".

وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) النائب علي فياض أنه "لا احد من قيادات حزب الله كان مستهدفا من الانفجار في بئر العبد"، موضحا أن "مركز التعاون الاسلامي تعاونية استهلاكية لا علاقة للحزب بها"، وكانت تقارير سابقة اشارت الى ان شخصية من الحزب كانت مستهدفة.

سليمان وميقاتي وسلام

ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الانفجار، معتبرا ان "العودة الى هذه الاعمال تعيد التذكير بصفحات سود عاشها اللبنانيون في فترات سابقة وهم يريدون محوها من ذاكرتهم".

وجدد سليمان الدعوة الى "التفاهم والحوار بين اللبنانيين والتزام اعلان بعبدا، والاقلاع عن مثل هذه الاساليب في الرسائل السياسية"، مشددا على "وجوب احترام امن المواطنين اللبنانيين مهما بلغت حدة الخلاف السياسي".

كما دان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الانفجار، داعيا الى "الاسراع في اللقاء من اجل الخروج من المأزق السياسي والأمني الذي تعيشه البلاد، ويتطلب التعالي عن كل الصغائر من أجل الوصول الى تفاهم يضمن خروج لبنان من الأزمة التي يعيشها عبر تضافر الجهود والامعان في التنازلات من أجل الوطن".

واستنكر رئيس الحكومة المكلف تمام سلام "الانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت"، معتبرا انه "جريمة بشعة ترمي الى زعزعة استقرار لبنان وأمن ابنائه".

بري والجميل وعون

وأشار رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى أن "التفجير كان بهدف ايقاع الكثير من الموت والدمار لولا تدخل العناية الالهية التي جنبتنا وقوع مجزرة في منطقة كثيفة السكان وامام مكان تجاري شديد الازدحام".

وقال بري: "اننا نوجه عناية الجميع الى ان هدف التفجير الايقاع بين اللبنانيين، وهو الامر الذي يستوجب الوعي واليقظة والانتباه، فالضاحية منذ الثمانينيات كانت هدفا للجريمة المنظمة والارهاب وتخريب الاسرائيليين، وهدفا لاسلحة العدو الجوية والبحرية التي دمرت وقتلت خلال حرب تموز"، مضيفاً: "اكرر ان الهدف من هذه الجريمة النكراء هو ايقاع الفتنة بيننا".

واستنكر رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل بعد لقائه بري الانفجار، وعبر عن تضامنه مع "أهل الضاحية ومع حزب الله بالذات".

وأكد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون أن "حادث الانفجار في الضاحية الجنوبية ليس موضوع استنكار فقط، بل هناك ادانة لكل من يحملون خطابا تفجيريا، لان الانسان لا يفجر قنبلة في أحياء سكنية الا اذا كان مجرما كبيرا".

وأشار عون إلى أن "أصحاب الفكر التكفيري وأصحاب الخطابات السياسية النارية الذين يحرضون على الطائفية والتحريض الجماعي هم أكبر مجرمين بأي موقع في المجتمع، سواء كانوا نوابا أو وزراء او رجال دين".

وأبدى اعتراضه على "قرار قيادة الجيش احالة عسكريين الى المحكمة العسكرية بسبب ضربهم احد الاشخاص"، قائلا: "فلتخرس كل الناس عندما تريد أن تتكلم عن الجيش، ضربة كف من الجيش أسهل من اعتداءات الاسير ببندقيته على احد المواطنين"، متسائلا: "هل تعلمون أن تدخل الجيش منع الحرب الاهلية؟".

إدانات دولية

ودانت السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي بشدة تفجير بئر، معبرة عن عميق تعاطف الولايات المتحدة وقلقها ازاء الذين جرحوا او قتلوا في هذا الهجوم.

وأكدت كونيللي إدانة الولايات المتحدة بأشد العبارات لأي عنف في لبنان، داعية جميع الجهات إلى "ممارسة الهدوء وضبط النفس واحترام أمن واستقرار لبنان"، مشجعة الحكومة اللبنانية على "إجراء تحقيق شامل في هذا الحادث".

كما دانت وزارة الخارجية الفرنسية التفجير، داعية جميع اللبنانيين إلى "العمل على تجنب أي تصعيد للعنف، والحفاظ على الوحدة الوطنية"، وكررت التزامها باستقرار لبنان ورفض الارهاب.

إسرائيل و«الحر»

في السياق، نفى وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون أمس أن تكون هناك أي علاقة لاسرائيل في انفجار بئر العبد في الضاحية الجنوبية أو في تفجير اللاذقية، مؤكدا ان "اسرائيل تراقب تطورات الامور في سورية ولبنان، ولا تتدخل فيها".

واشار يعالون إلى أن "الحرب الاهلية في سورية انتقلت الى لبنان بعد تدخل حزب الله فيها"، معتبراً أن "الانفجار الذي وقع في بيروت وغيره من احداث العنف في طرابلس وصيدا تندرج في اطار الصراع بين الشيعة والسنة". ونفى الجيش السوري الحر تصريحات ادلى بها احد المتحدثين باسمه، والتي اعلن فيها مسؤوليته عن التفجير، ودان الانفجار المستنكر.