شباب الدراما السورية... هل حان وقت القطاف؟

نشر في 23-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-04-2013 | 00:01
ربما يشكل غياب نجوم الدراما السورية الذين اعتدنا مشاهدتهم على الشاشة كل عام فرصة ذهبية للنجوم الشباب، فيظهرون في مساحات كبيرة وأدوار قد تصل إلى البطولة المطلقة.
اجتمعت عوامل عدة لإعطاء الوجوه الشابة في الدراما السورية الفرصة لإظهار مواهبهم أولها العامل المادي، فشركات الإنتاج تواجه أزمات مادية بسبب الثورة في سورية، الأمر الذي انعكس سلباً على قدرتها على دفع أجور نجوم الصف الأول، الذين بدأوا يغالون في أجورهم بعدما فتحت أمامهم أبواب الدراما المصرية، حتى تجاوزت أجورهم المليون جنيه، شأنهم شأن زملائهم في الدراما المصرية.

قانون العرض والطلب كان العامل الثاني في هذا الإطار، فقد بدأت الفضائيات العربية تطلب من شركات الإنتاج التنوّع في الأسماء بعد سنوات طويلة من تكرار الوجوه نفسها، خصوصاً أن كثيراً منها يظهر في المسلسلات السورية والمصرية والخليجية. هكذا كانت الحاجة ملحة لإيجاد مجموعة من الوجوه الجديدة أو إعطاء فرصة لوجوه صاعدة كي تثبت موهبتها على نطاق واسع، كما هي الحال في مسلسل {روزنامة} للمخرج وسيم السيد والمؤلف سيف رضا حامد.

 يدور المسلسل في الجامعة، وتتولى البطولة مجموعة كبيرة من النجوم الشباب، أبرزهم مؤيّد الخراط، رنا كرم، يحيى هاشم، لارا سعادة، أحمد كيكي، أيهم عبّاسي، محمد حمّادة، وئام إسماعيل، نجاح مختار، نورا العايق، خلود عيسى، روعة شيخاني، وائل شريفي، غدير الشعشاع... وآخرون.

يشارك في العمل أيضاً: جهاد سعد، مازن عبّاس، مروان أبو شاهين، وسيم الرحبي، رشا الزغبي، رائد مشرف. ويعلق المؤلف سيف رضا حامد في دردشة مع {الجريدة} حول هذا الموضوع قائلاً إن من الطبيعي أن يأخذ النجوم الشباب فرصتهم و{روزنامة} مسلسل يكرس حضور تلك الوجوه الجديدة عبر أحداث تدور في حرم الجامعة، وهي بالتالي تعبر عن اهتمامات جيل الشباب. كذلك من الطبيعي أن تجسِّد هموم الشباب مجموعة من وجوه شابة سبق لها أن ظهرت على الشاشة، وأعطيت في المسلسل مساحة واسعة تستطيع من خلالها إبراز موهبتها.

جورية

مسلسل {ياسمين عتيق} من إخراج المثنى صبح يعطي أيضاً الممثلة الصاعدة زينة بارافي فرصة ذهبية لإظهار موهبتها، وذلك من خلال دور «جورية»، الشخصية الرئيسة الثانية إلى جانب «زمرد»، وهي فتاة تتعرض لمواقف كثيرة تؤثر على حياتها. اعتبرت زينة أن الدور يشكل فرصة حقيقية لها تحملها مسؤولية كبيرة تجاه العمل، خصوصاً أن فيه منعطفات درامية كثيرة تترك أثرها على طبيعة الأداء. بطبيعة الحال، فإن المخرج صبح يخوض تحدياً حقيقياً باختيار زينة.

يتحدث {ياسمين عتيق} عن البيئة الشامية وقصص الحب الممزوجة بأحداث سياسية وأجواء اقتصادية واجتماعية كانت تحيط بها بأسلوب مختلف عما قدمته الدراما السورية سابقاً.

في مسلسل {صرخة روح}، أعطى المخرج فادي طعمة بدوره أدوار البطولة لمجموعة من الوجوه الشابة، من بينها هبة نور يزن السيد ومحمد خير الجراح وغيرهم. العمل اجتماعي من تأليف فادي قوشقجي، ويتطرق إلى موضوع شائك، هو قصص الخيانة المحرمة. يقول يزن السيد، وهو أحد الأبطال، إن دوره في المسلسل يعطيه فرصة ذهبية لإظهار موهبته كممثل، خصوصاً أن الممثل بحد ذاته يعالج قصصاً شائكة ومركبة، الأمر الذي يستفز أي ممثل. السيد سعيد بتجسيد دور {رامي} الاستثنائي بالنسبة إليه، كما ذكر.

أما المخرج نجدت أنزور فقد انتهى من تصوير ثلاثية {الصمت} من مسلسل {تحت سماء الوطن}. ويشارك فيها: تيسير إدريس, أكرم الحلبي، أريج خضور، أحمد الشيخ، أسيمة يوسف، إيمان عبد العزيز، وآخرون.

تتحدث الثلاثية التي كتبتها هالة دياب عن خطف المواطنين العزل الأبرياء، خصوصاً الأغنياء والتجار في ظل الأزمة السورية الحالية، وهي الثالثة التي يتم تصويرها من أصل عشر ثلاثيات، فقد تم الانتهاء أيضاً من «الحميدية» و{مرام». ومن المعروف أن أنزور مولع بتقديم الوجوه الجديدة وإبرازها في أدوار كبيرة، كما حصل مع الممثلين مصطفى الخاني وقيس الشيخ نجيب. في هذا المجال، يذكر الممثل مصطفى الخاني أن «أنزور مدرسة في اكتشاف الوجوه الجديدة وفي إبراز المواهب لأنه يدرك تماماً مفاتيح تحريك طاقتها، ويحرص على اختيار وجوه جديدة في كل مسلسل يصنعه، وعندما يعمل الممثل تحت إدارته، لا سيما إذا كان وجهاً جديداً، فهو يشعر بأن أنزور يعمل جاهداً لتحويله إلى بطل بكل معنى الكلمة».

خيبر

السؤال الذي يطرح نفسه: هل يخشى الكبار، أمثال بسام كوسا وأيمن زيدان ورشيد عساف وعباس النوري وعابد فهد، أن يسحب النجوم الشباب البساط من تحتهم؟ لا شيء يشير إلى ذلك بعد، بدليل أن جميع تلك الأسماء لديها أعمال ستعرض في رمضان المقبل، سواء في الدراما السورية خصوصاً أو العربية عموماً. مثلاً، يشارك أيمن زيدان في المسلسل التاريخي «خيبر» الذي يصور في القاهرة، فيما يشارك عابد فهد في بطولة مسلسل «لعبة الموت». أما بسام كوسا فيتولى بطولة «قمر الشام» إلى جانب القديرة منى واصف.

جمال سليمان بدوره لم يعد يحسب على الدراما السورية، خصوصاً بعدما حصر حضوره في الدراما المصرية لأسباب شخصية وفنية. أما بالنسبة إلى الممثلات السوريات، فقد أصبحت كل من نسرين طافش وسلافة معمار ممثلتي صف أول، حالهما حال سلاف فواخرجي وسوزان نجم الدين التي قررت الهجرة نحو الدراما المصرية بعدما كانت صاحبة أدوار ذات مساحات واسعة في مسلسلات تندرج تحت خانة «البطولات الجماعية». ولكن لا ننسى أنه مهما كبرت نجومية الممثل السوري وعظمت موهبته فإنه لن يصل إلى مرتبة النجم الأوحد في أي مسلسل، لأن مدرسة الدراما السورية منذ بداياتها لا تعترف بما يسمى «النجم الأوحد»، كما تفعل الدراما المصرية التي تعتمد بشدة على هذا النوع من البطولة، فالمسلسلات السورية تعتمد أولاً وأخيراً على مجموعة من الممثلين بعيداً عن مفهوم الشهرة والنجومية، يقومون بأدوارهم على أكمل وجه في سبيل إنجاح العمل. على هذا الأساس، يجد الممثل السوري صعوبة في الوصول إلى مرتبة البطل المطلق، وربما لا يصلها على الإطلاق رغم الشهرة التي يحصدها ومشاركته في الدراما المصرية أو الأردنية أو الخليجية، فيبقى ممثلاً موهوباً من ضمن بوتقة من الممثلين.

back to top