فنانون دعموا مرسي في الانتخابات... هل تغيرت مواقفهم؟
ما موقف الفنانين من الرئيس محمد مرسي؟ لا سيما أن كثراً منهم انتخبوه عندما صوتوا له مكرهين ضد منافسه الدكتور أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك الذي كان يواجه اتهامات بقتل الثوار ودعم بقاء مبارك في السلطة.
لم يندم الفنان الشاب أحمد عيد على اختياره الدكتور مرسي في جولة الإعادة، معتبراً أن ما يحدث محاولة للقضاء على الثورة المصرية كي لا تحقق باقي أهدافها.يضيف عيد: «رغم مرور عامين على اندلاع الثورة إلا أن ظروف البلد لم تتحسن، بل زادت سوءاً، وتشكل حالة الاستقطاب في الوقت الحالي أحد أهم الأسباب التي أوصلت الأمور إلى هذا الحدّ وأدت إلى سقوط شهداء من المواطنين الذين لا ذنب لهم سوى المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية».
يعترف عيد بأداء «الإخوان» الضعيف في التفاعل مع الأحداث، وفقدانهم تعاطف الناس لانفرادهم بالسلطة، لكنه ينتقد المعارضة التي تعتمد على الإعلام والصوت العالي وتضخيم الأمور كي تظهر المساوئ فحسب.يبرر عيد عدم ندمه على اختيار مرسي بأن الفريق شفيق كان سيعيد إنتاج النظام الذي خرجت الثورة ضده، مؤكداً ضرورة التوافق بين القوى الوطنية لتعبر البلاد هذه المرحلة العصيبة.قلب المواقفجيهان فاضل إحدى الثائرات اللواتي صوتن لمرسي، لكن يبدو أن موقفها اختلف بعد ممارسات الأخير من فرض حالة الطوارئ، وتعامل الشرطة العنيف مع المتظاهرين، وقررت المشاركة في التظاهرات المنددة به.تشعر جيهان بالندم على اختيارها الدكتور مرسي ودعمها له في جولة الإعادة، مؤكدة أنها لو كانت تعلم بأنه سيتخذ هذه القرارات كافة لما منحته صوتها في الانتخابات، وأنها عادت إلى الميدان لأن الثورة مستمرة إلى حين التخلص من حكم «الإخوان». تضيف أنها كانت تأمل رؤية حكم ديمقراطي من أول رئيس مصري منتخب بعد ثورة أطاحت بنظام فاسد وأبهرت العالم، لكنها فوجئت بإدخال المصريين في صراعات مع أنفسهم وتحويل البلاد إلى شلالات من الدم.أما المخرج عمرو سلامة فتراجع في اللحظات الأخيرة عن انتخاب الرئيس مرسي بعدما أعلن دعمه له في جولة الإعادة، مشيراً إلى أنه لن ينتخب شخصاً «برغماتياً»، وهو ما دفعه إلى عدم مساندة جماعة «الإخوان». يذكر أن عمرو سلامة أحد أوائل الشباب الذين واجهوا النظام السابق وتعرضوا للضرب والسحل في 25 يناير 2011.بدوره يصف المؤلف محمد دياب مخالفة الرئيس مرسي اتفاقاته مع القوى الوطنية بالخيانة، ويشعر بالندم على انتخابه في جولة الإعادة، مشيرا إلى أنه تخيل عندما قرر التصويت له أنه سيحول مصر إلى دولة لها مكانة عالمية، لكنه اكتشف أنه أخطأ في اختياره ولا يعرف كيف سيواجه أولاده في المستقبل، وماذا سيقول لهم عن مشاركته في الانتخابات الرئاسية النزيهة بعد الثورة.نفي ومقاطعةنفى فنانون كثر اختيارهم لمرسي رغم انتشار أخبار خلال انتخابات الرئاسة تفيد بترشيحهم للإخوان، من بينهم خالد صالح الذي نشرت تصريحات على لسانه تفيد اختياره لمرسي، وهو ما نفاه صالح في الفترة الأخيرة.يذكر أن أكثر المتشائمين من الثوار لم يتوقعوا أن تصل بهم الحال إلى الاختيار بين مرشح جماعة «الإخوان المسلمين» التي كانت محظورة الدكتور محمد مرسي، والفريق أحمد شفيق في انتخابات الإعادة.على غرار غالبية المصريين الذين وجدوا أن نتيجة المرحلة الأولى لا تعبر عن توجههم واستبعدت المرشحين الذين صوتوا لهم، رحب بعض أهل الفن بالفريق شفيق الذي حلّ ثانياً ومشى البعض الآخر على خطى القوى الثورية وانتخب الرئيس مرسي باعتباره أفضل الخيارات السيئة، فهو لم يشارك في قتل المتظاهرين ولم يتولَّ سلطة في ظل نظام مبارك المخلوع، فيما أعلنت فئة ثالثة رفض الخيارين وقررت المقاطعة أو إبطال الأصوات، كما حدث مع شيريهان، حنان مطاوع، وغيرهما...