تفريق الصغار في المضاجع... درءاً للشبهات
يعاني مسلمون كُثر في بلداننا العربية من أزمة فصل الأطفال الذكور عن الإناث لضيق المسكن، خاصة إذا كان هؤلاء الأطفال مشرفين على مراحل البلوغ، ونظراً لأهمية هذه المشكلة، وضع لها الإسلام عدة محاذير وضوابط حتى لا تقع كوارث لا تحمد عقباها جراء إهمال هذا الأمر الخطير.
وحول هذه القضية تقول عميدة كلية الدراسات الإسلامية سابقاً في جامعة الأزهر د. سعاد صالح إن الرسول كان حريصاً على التحذير من هذه المشكلة، فقد قال (صلى الله عليه وسلم): «مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع»، لأن هذه المرحلة هي مرحلة التكوين وتظهر فيها علامات البلوغ، فالذكر يميل إلى الأنثى، وكذا الأنثى تميل إلى الذكر، ويصبح الأمر مدعاة للشيطان، فالتفريق في المضاجع أمر ضروري، وإذا كانت هناك إشكالية في عدم القدرة على إيجاد غرفة مستقلة لكل منهم، يجوز تقسيم الغرفة بأي طريقة، كما أن الإسلام نهى الأم من أن ينام ابنها الذي بلغ عشر سنوات وبلغ الحلم، معها في فراش واحد، كما أمر بضرورة استئذان هذا الطفل الذي بلغ الحلم بالاستئذان قبل الدخول.وتشير د. سعاد إلى أن الحكمة من التفريق بين الأولاد في المضاجع، هو هدف أسمى وأرقى خص الله به المسلمين، من أجل التدريب على الطهر وإشاعة العفة بين فتياتنا، وصوناً للأسرة من أجل اجتناب المحارم، وعدم الوقوع في مزالق زنا المحارم، والمثل يقول: «من شب على شيء شاب عليه»، وإذا تعود الطفل على التفرقة بينه وبين شقيقاته، شب على فضيلة جليلة، حتى لا يكون للشيطان عليهم سبيل.