بعدما ملّ الجمهور الأغاني الراقصة...

نشر في 12-05-2013 | 00:02
آخر تحديث 12-05-2013 | 00:02
الغناء {العدني} يجذب الشباب

لأن المطربين الشباب ملوا الأغاني الراقصة والخفيفة، اتجه كثر منهم نحو الغناء العدني، ليس للاستماع إليه فحسب بل لأدائه، ونجح أكثر من فنان شاب في ذلك، ما أدى إلى اتساع رقعة انتشاره. ما جماليات هذا الفن وأسباب انتشاره؟
يؤكد الفنان عبدالهادي الحمادي أن الفن العدني يملك مقومات تجعله أفضل من باقي الألوان الغنائية، خصوصاً أنه منتشر في دول الخليج وله جمهور واسع، يقول: «الفن العدني أحد أقدم الفنون في شبه الجزيرة العربية والخليج واليمن وأفضل الألوان الطربية التي يغنيها الصغير والكبير، من خلال كلمات جميلة ومعبرة، ويشهد إقبالا كبيراً».

يضيف أن الطريقة التي يتبعها هذا الفن مختلفة عن الفنون الأخرى، إذ لم تجد التكنولوجيا طريقاً إليه ولم يدخل استوديوهات من شأنها تغيير صوت الفنان أو ألحان الأغنية، بل هو عبارة عن أغانٍ حية يؤديها المطرب مباشرة في جلسات طرب أو ما يسمى «السمرات الغنائية»، وأمام جمهور من محبي هذا الفن.

يوضح أن ثمة طقوساً معينة تمارس خلال الجلسة الغنائية لتجعل من الأغنية لوحة فنية جميلة ومعبرة، مشيراً إلى أن العدنيات تتميّز بقوة الكلمة التي تعتمد أساساً على قصائد ذات قيمة بالعربية الفصحى أو باللهجة العامية لكبار الشعراء، خلافاً لألوان غنائية تكون فيها الكلمة هزيلة أو دون المستوى وعادية.

يوضح أن «العدني» يعدّ لوناً شبابياً لأن نسبة كبيرة من الشباب مهتمة به، وأغانيه هادئة وممتعة للمستمع الذي يبحث عن الطرب الأصيل ويبتعد عن صخب بعض الأغاني.

يرى أن انتشار هذا النوع لا يقتصر على الكويت والدول الخليجية فحسب، لما فيه من قوة أداء ولحن متميز، «الأهم من ذلك روعته وأصالته التي تعود بنا إلى زمن الفن الجميل، وقد شهدت السنوات الأخيرة إقبالا منقطع النظير على هذا اللون الأصيل، وثمة مطربون أبدعوا في العدنيات».

 فن متوارث

يوضح الفنان صلاح حمد خليفة أن العدنيات فن متوارث من الأجداد ويحمل قيماً أصيلة، يقول: «يعتمد هذا الفن على الغناء المباشر بعيداً عن الاستوديوهات والأمور التقنية الحديثة، وهو فن بسيط ورثناه عن أجدادنا ونحاول إكمال المسيرة والحفاظ على هذا الغناء الطربي الأصيل».

يضيف: «في بعض الأحيان يكون هذا الفن هادئاً وجميلاً يعتمد على ألحان جميلة وكلمات راقية موزونة ذات طابع رومانسي أو كلاسيكي حزين، وفي أحيان أخرى يكون فناً ممتعاً عبر أغانٍ تتميز بإيقاع سريع».

يلاحظ أن الشباب اليوم هم الأكثر حباً لهذا الفن، لأنهم يجدون فيه متعة، فهو لون غنائي بسيط وسهل ويستطيع الفنان أداءه في أي مكان، سواء في جلسات خاصة أو جلسات عامة، لذلك ثمة إقبال عليه لأنه مفضّل لدى المستمعين وبالتالي سيتابع انتشاره.

 

تاريخ طويل

«الأغاني الراقصة لا تطاق ومللناها  لذلك اتجهنا نحو الأغاني الطربية»، يؤكد الفنان عادل الماس، مشيراً إلى  أن «العدنيات» باتت المطلب الأول للشباب.

يضيف: «للأغاني الطربية والعدنيات تاريخ طويل يمتد ربما إلى خمسين سنة ويزيد، وقد غناها رواد الأغنية وتميزوا بأدائها، اليوم يختار الذوق العام هذه النوعية من الأغاني لأنها تعود بالمستمع إلى الأصالة والطرب الأصيل».

يشير إلى أنه بعد دخول التجارة إلى الفن بات المستمع يبحث عن أغانٍ طربية تعتمد على صوت المطرب وقوة الكلمات، خصوصاً أن هذا النوع من الأغاني يجذب المستمع الذي يرغب في الاستماع إلى كلمات جميلة وألحان راقية.

 يوضح أن أصواتاً شبابية لا تستغلّ مواهبها في الغناء، يقول: «أستغرب اتجاه الشباب إلى الأغاني التي تفتقر إلى كلمات جميلة، الآن أصبحت الأمور تقاس حسب اللحن والإيقاع الغنائي، فنحن في زمن الإيقاع، ويفترض أن يقاس جمال الأغنية بقوة الكلمات التي نادراً ما تجدها في أغنية متكاملة. أما الأغنية العدنية فهي أحد أجمل أنواع الطرب الأصيل وقيمة فنية وأدبية، لاسيما أن اختيارها يكون من بطون الشعر العربي والشعبي».

back to top