عمرو واكد: الظروف السينمائية تؤخر «الشتا اللي فات»

نشر في 28-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 28-12-2012 | 00:01
حصل الفنان عمرو واكد أخيراً على جائزة أحسن ممثل في مهرجان دبي عن دوره في فيلم «الشتا اللي فات». شارك الفيلم أيضاً في مهرجانات عدة حصل فيها على جوائز مختلفة، من بينها مهرجان فينيسا ومهرجان القاهرة. عن هذه الجائزة وعن خطواته المقبلة كان اللقاء التالي.
هل كنت تتوقع جائزة أحسن ممثل من مهرجان دبي؟

لم أفكر في الجائزة، فكل ما كان  يشغلني هو التعبير عن الثورة المصرية  وإبراز وجهها الحقيقي أمام العالم، لكن بالطبع سعدت بالجائزة التي كانت مفاجأة لم أتوقعها، لذلك أعتبرها إضافة كبيرة إلى الفيلم الذي حقق حتى الآن ثلاث جوائز في مهرجانات القاهرة، مونبلييه، وأخيرًا دبي. أهدي هذه الجائزة إلى أمي ومصر، فلولا ثورة 25 يناير ما كنا أنتجنا هذا الفيلم.

يرى البعض أن تقديم فيلم عن ثورة 25 يناير ما زال مبكراً؟

الفن لا بد من أن يعبر عن الواقع، ونحن لا نرجم بالغيب بل نقدم أحداثاً حقيقية مر بها المجتمع المصري، فالفيلم لا يتعرض للثورة بشكل كبير ولا يرصدها بل يدور حول الأسباب التي أدت إلى اندلاع ثورة 25 يناير من خلال شخصية عمرو الذي تعرض للظلم الشديد والتعذيب، ما أفقده الثقة في قدراته.

هل ثمة شخصية حقيقية استمديت منها شخصية عمرو؟

الشخصيات كافة في الفيلم موجودة في الواقع، وإن كنا لا نستطيع التصريح بذلك، وهذه الشخصية تحديداً تعبر عن شريحة كبيرة من المجتمع المصري، الذي تم تدميره على يد النظام السابق، إلا أنه عاد إلى نفسه وثار لكرامته في ثورة 25 يناير، وكل منا يعرف أكثر من شخصية تعرضت للظلم بشكل مباشر أو غير مباشر.

ألم تقلق من تقديم فيلم عن الثورة، خصوصاً أن كثراً في الفترة الأخيرة أصبحوا يجاهرون بعدائهم للثورة؟

لا أهتم بهؤلاء، فكل ما يهمني هو أن أقدم فيلماً جيداً، والفيلم إنساني من الدرجة الأولى، وكل من يشعر بإنسانيته لا بد من أنه سيتعاطف مع شخصية عمرو في الفيلم، ومع الشخصيات كافة التي تعرضت للقهر الإنساني بشكل أو بآخر، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن الظلم كان موجوداً في عهد نظام مبارك.

ومتى سيعرض الفيلم تجارياً؟

كنا نتمنى طرحه بسرعة إلا أن الظروف الحالية التي تمر بها مصر شكلت عائقاً أمام طرحه تجاريًا، فضلاً عن أنني منشغل بالأحداث على الساحة السياسية.

لماذا قاطعت الاستفتاء على الدستور؟

لأنه استفتاء غير شرعي، ذلك أن الدستور لم يعد توافقياً بعدما انسحبت القوى المدنية من لجنة التشكيل، وأنا كنت أعلم مسبقاً بأن النتيجة ستكون لصالح الدستور، ذلك باستخدام التزوير والخداع والدين، وقد وقعنا قبل ذلك في خطأ المشاركة في استفتاء 19 مارس، لكننا لم نتعلم من أخطائنا.

كيف ترى السينما في الفترة المقبلة في ظل سيطرة التيار الإسلامي؟

حالتها مقلقة بشدة، خصوصاً مع توغل هذا التيار في المجتمع، وما رأيناه من محاصرة مدينة الإنتاج من أبناء أبو إسماعيل. إلا أننا يجب أن نقاوم هذه التيارات من خلال تحدي المعوقات كافة وتقديم سينما متميزة، وعدم الرضوخ لهذه التيارات.

لكن ألا تخشى من عدم القدرة على عرض هذه الأفلام؟

هذا هو التحدي الأكبر، لذا نسعى في الفترة المقبلة إلى إنشاء عدد كبير من دور العرض في الأقاليم، كي يصل الفن إلى هؤلاء البسطاء، الذين أرى أنهم هم الذين سينتصرون في النهاية، بعدما تعرضوا للتغييب لسنوات طويلة في ظل النظام السابق.

ماذا عن الرقابة التي قد تكون متشددة في الفترة المقبلة؟

لا يوجد سبيل للرقابة في ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي يقف أمام أي سيطرة أو تحكم، ولا يمكن لأحد التحكم فيه. كيف لهم مراقبة القنوات الفضائية أو مواقع الإنترنت؟ أرى أن الرقابة ستختفي تلقائيا ولن يكون لها مكان، ولا بد من أن تتحول إلى تصنيف عمري فحسب مثل بقية دول العالم.

كيف تفسر تطور السينما في إيران رغم أنها دولة إسلامية؟

تقدم إيران سينما متميزة، لأن المجتمع الإيراني مثقف، ومتحرر من قيود الجنس عن طريق زواج المتعة، لذا فهو يقدم سينما محتشمة ولكنها متحررة عقليا وتكنيكيا، وتحظى بخبراء في جميع الفروع، بينما نحن في مصر ما زلنا ننتظر فتوى سينمائية من أشخاص لا علاقة لهم بالسينما.

ماذا عن خطواتك السينمائية المقبلة؟

ثمة أكثر من مشروع من بينها فيلم «بأي أرض تموت» مع المخرج أحمد ماهر، الذي حصل على جائزة الدعم المقدمة من وزارة الثقافة وسنبدأ فيه قريباً، كذلك ما زلت أحاول تحقيق حلمي بإخراج فيلم «عنترة بن شداد» وسيتم إنتاجه في ثلاثة أجزاء لأن السيناريو الذي كتبته منذ فترة من الصعب تقديمه في جزء واحد.

هل انتهيت من اختيار فريق العمل؟

أبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة في اختيار فريق العمل بالإضافة إلى النجم الذي سيجسد دور عنترة، كذلك سنبدأ مرحلة معاينات أماكن التصوير الأسبوع المقبل، ثم نبدأ ببناء الديكورات اللازمة واختيار أماكن التصوير.

هل يحكي الفيلم قصة عنترة بن شداد؟

لا يحكي قصة حياة عنترة بن شداد وستكون قصته بمثابة مفأجاة للجميع.

back to top