انتخاب الراعي خليفة لبنيدكتوس... 16 احتمالاً من بين 4 خيارات استراتيجية للكنيسة

نشر في 14-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 14-02-2013 | 00:01
No Image Caption
مع إعلان بابا الفاتيكان بنيدكتوس السادس عشر قراره بالاستقالة اعتباراً من نهاية الشهر الجاري، برزت الى واجهة المواقف في لبنان دعوات وتوقعات بانتخاب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي خلفا للبابا الحالي.

وعلى الرغم من أن معظم هذه الدعوات جاء على خلفية الصراع السياسي الدائر في لبنان انطلاقاً من رغبة قوى الثامن من آذار في حشر خصومها في 14 آذار سياسيا وإعلاميا، عبر تظهير أن التطورات الإقليمية والدولية تسير في غير مصلحتها، لاسيما بعد زيارة الراعي الى سورية والحديث عن غطاء فاتيكاني حظيت به الزيارة، فإن الجهات الكنسية الواسعة الاطلاع على خفايا الفاتيكان تشير الى أن العوامل التي ستؤثر في اختيار البابا الجديد لا تمت بأية صلة الى الاعتبارات المحلية والصراعات المحلية.

وتشرح الجهات المذكورة الظروف المواكبة لاختيار خليفة للبابا الحالي بنيدكتوس السادس عشر وفقا للآتي:

1- تركيبة مجمع الكرادلة الذي سيتولى الانتخاب والمؤلف من 120 كاردينالا يحق لهم الاقتراع باعتبارهم لم يبلغوا السن القانونية (80 عاماً). فأكثر من نصف الكرادلة ينتمون الى القارة الأوروبية. وثلث الكرادلة من الجنسية الإيطالية. وهو ما يعطي الأرجحية المبدئية لبابا أوروبي وتحديدا من إيطاليا. وبالإضافة الى التركيبة العددية لمجمع الكرادلة، هناك تيار في الفاتيكان يعتبر أن الأوان آن لعودة بابا إيطالي الى الكرسي الرسولي بعد عقود من خروج هذا الموقع من يدي الإيطاليين. وإذا تغلب هذا التيار فإن الأوفر حظا هو أسقف ميلانو الكاردينال انجيلو سكولا المتعمق في قضايا الحوار المسيحي – الإسلامي.

2- في مجمع الكرادلة وجهة نظر تعتبر أن أوروبا نالت حصتها من الاستنهاض الكنسي على مدى السنوات الثلاثين الماضية في ظل حبرية كل من يوحنا بولس الثاني (البولوني) وبنيدكتوس السادس عشر (الألماني)، وبالتالي فإن المطلوب نقل النهضة المسيحية في الكنيسة الى قارات أخرى. لكن وجهات النظر تختلف حيال أي من القارات يجب أن تحظى بشرف انتخاب أحد أبنائها على كرسي بطرس. فهناك من يرى أن القارة الأميركية هي الأوفر حظا. لكن تيارا واسعا من الكرادلة يخشى اختيار مرشح من الولايات المتحدة لكي لا توصم الكنيسة الكاثوليكية بالتبعية للسياسة الأميركية، في حين يرى آخرون أن بابا أميركيا يمكن أن يقوي الكاثوليك في العالم من خلال تقويتهم في الدولة الأكثر نفوذا في العالم، مما ينعكس على أوضاع الكاثوليك في العالم كله لاسيما في المناطق التي يتعرض فيها الكاثوليك لمضايقات ومشاكل. ويعتبر كاردينال نيويورك تيموثي دولان الأوفر حظا إذا رست الأمور على هذه المقاربة. أما الكاردينال الكندي مارك أولييه فيعتبر بالنسبة الى بعض الكرادلة مخرجا أقل "إحراجا" من الخيار الأميركي الصرف.

لكن معظم الداعين الى بابا أميركي يميلون الى اختيار كاردينال من اميركا اللاتينية التي تحتاج كنيستها الى نهضة تعيد إليها شبابها. وهنا يبرز اسم الكاردينال الأرجنتيني ليوناردو ساندري كأبرز المرشحين خصوصا أنه من صلب القرار الفاتيكاني، وكان قريبا من البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، ومن شأن انتخابه أن يكمل ما بدأه يوحنا بولس الثاني ومن بعده بنيدكتوس السادس عشر.

3- أما وجهة النظر الأكثر "ثورية" في مجمع الكرادلة، فهي تلك التي تدعو الى خطوة استثنائية بحجم انتخاب يوحنا بولس الثاني البولوني في ظل الحكم الشيوعي لبولونيا وأوروبا الشرقية. ويدعو هؤلاء الى أن تترجم الكنيسة شموليتها الكونية بانتخاب بابا أسود من القارة الإفريقية يرفع شعار السلام في ظل الحروب التي تعصف في العالم عموما وافريقيا خصوصا. ويرشح أصحاب وجهة النظر هذه رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الكاردينال الغاني بيتر توركسون الذي سماه البابا الحالي بنيدكتوس السادس عشر عام 2009.

4- أما الكرادلة الشرقيون فيحاولون لفت الانتباه الى كنائسهم في الشرق الأوسط والعالم العربي التي تعاني ذيول الاضطهاد والحروب والتهجير، ويعتبرون أن نجاحهم في إقناع مجمع الكرادلة بانتخاب بابا من الشرق الأوسط سيعطي الكنيسة دفعا مهما يمكنها من لعب دور فاعل في ترسيخ الوجود المسيحي في هذا الجزء من العالم، ويعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي الاسم الأبرز في حال اعتماد هذه المقاربة.  

back to top