المسكوت عنه أعظم
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
حاولت فهم سبب ردة الفعل على تصريحٍ عابر في العرف الدبلوماسي وتجاهل ما هو أهم بكثير من ذلك في العلاقة الأميركية- الكويتية، فهناك عبارات وصفحات تَصدر سنوياً في تقارير حكومية أميركية أشد وطأة بكثير مما قيل في تعليق نولاند، بل إن تقرير الاتجار بالبشر السنوي، قد عاقب الكويت وأنزلها إلى الدرجة الثالثة، وهي درجة تتيح للولايات المتحدة اتخاذ إجراءات ضد الدولة المعنية، كتخفيض المعاملة التفضيلية مثلاً. وهناك صفحات لا تقل وضوحاً في تقارير سنوية أخرى كتقرير حقوق الإنسان وتقرير الحريات الدينية في العالم، وهي تقارير منشورة ويتم تداولها في الصحافة الكويتية. الغريب أيضاً أن الوفود الأميركية الرسمية المختلفة التي زارت وتزور البلاد لتفرض شروطاً هي التي تضغط وتتدخل في مجالات الاتجار بالبشر وضبط التمويل وحتى الضغط لإصدار قانون غسل الأموال الصادر في 2002، وغير ذلك بالطبع، لن نتوقع أن يثير رد الفعل على ذلك التعليق فتح نقاش جادّ حول وجود عسكري أميركي منذ التحرير دون أن تنظمه اتفاقية حقيقية بموجب المادة 70 من الدستور، فذلك موضوع مسكوت عنه، وللأسف يتوافق عليه المُعارض والموالي والإسلامي والليبرالي، مع أن قرابة 100 دولة لديها اتفاقية "صوفا" مع الولايات المتحدة إلا الكويت، ذلك ما هو مسكوت عنه، فأيهما أخطر؟ ويبدو أنه صار قدرنا أن يتجادل المتجادلون حول صغائر الأمور، ويتجنبوا كبريات القضايا، والمطلوب منا أن نصدق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.