بريطانيا تنقل حرب المستقبل إلى الإنترنت
توظيف خبراء الكمبيوتر للعمل في القوات المسلحة
على الرغم من أنه معروف على نطاق واسع أن الولايات المتحدة قد أطلقت «دودة ستكسنت» التي حاولت تخريب البرنامج النووي الإيراني منذ عدة سنوات، فإن المسؤولين الأميركيين كانوا حريصين على ألا يذكروا صراحة وبصورة رسمية أنهم نفذوا الهجوم.
أعلنت بريطانيا أنها تطور القدرة على تنفيذ هجمات عبر الإنترنت ضد الأمم الأخرى، ما أثار انتقادات ودهشة بين خبراء الأمن.قال فيليب هاموند، وزير الدفاع في المملكة المتحدة، إن بلاده «تعمل على تطوير قدرة عسكرية على كامل الطيف الإلكتروني، بما في ذلك القدرة الهجومية». وهو شأن لم يقم أي بلد بالتصريح بمثل هذا البيان الحساس علناً.في السنوات الأخيرة افترض مسؤولو الدفاع في جميع أنحاء العالم أن القوى العسكرية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا والصين والمملكة المتحدة قد طورت القدرة على تدمير أو تخريب البنية التحتية لإنترنت البلدان الأخرى، كجزء من التخطيط العسكري والعمليات السرية.ولكن في حين أن الولايات المتحدة ألمحت في بيانات بصورة غير رسمية أنها تمتلك مثل هذه القدرة، لم تعلن أية دولة بصراحة أنها تعمل على تطوير القدرة على ضرب خصومها في الفضاء الإلكتروني.وقال توماس ريد، وهو محاضر في قسم دراسات الحرب في كينجز كوليدج في لندن: «ما هو الداعي إلى أن نعلن الآن عن الخطط لوجود قوة ضاربة للشبكة الإلكترونية؟ يمكن أن يكون لمثل هذه التصريحات العدوانية نتائج عكسية. غيرها من الجهات الفاعلة ستريد أن ترد بالمثل، وهو ما سيجعل الجميع أقل أمناً». تشتمل خطط هاموند على توظيف مئات من خبراء الكمبيوتر للعمل كقوات احتياطية في القوات المسلحة. وقال إنه يعتقد أنه لم يعد كافياً بناء دفاعات ضد الهجمات الإلكترونية فحسب، وإنما هناك حاجة إلى القدرة الهجومية للرد على الأعداء ووضع العمليات الإلكترونية على طول البر والبحر والجو والفضاء لتكون ضمن النشاط العسكري الرئيسي.على الرغم من أنه معروف على نطاق واسع أن الولايات المتحدة قد أطلقت «دودة ستكسنت» التي حاولت تخريب البرنامج النووي الإيراني منذ عدة سنوات، إلا أن المسؤولين الأميركيين كانوا حريصين على ألا يذكروا صراحة وبصورة رسمية أنهم نفذوا الهجوم.حذر خبراء الدفاع أن إعلان المملكة المتحدة العام، الذي تم الإدلاء به أمام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين، الشريك الرئيسي في الائتلاف الحاكم في المملكة المتحدة، يمكن أن يجعل من الصعب الجدال ضد استخدام التجسس الإلكتروني من قبل الصين وروسيا لمهاجمة الدول الغربية.يعتقد شاشانك جوشي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهي مؤسسة أبحاث، أن إعلان هاموند «خطوة غير عادية للغاية» وتعني أن «المملكة المتحدة قد تخاطر بفقدان قاعدتها الأخلاقية العالية»، ولكن الأمر يحتاج إلى أن يتم النظَر إليه ضمن السياق.وأضاف: «يأتي ذلك عشية انعقاد مؤتمر سياسي، لذلك قد يكون نوعاً من اللغة السياسية المشفَّرة. وهي رسالة تقول للحزب: ربما أكون قد خيبت أمل جيشنا، ولكنني أنفق الكثير من المال على هذه المنطقة الأخرى والتي تعتبر مستقبل الحرب».لكنّ محللاً بارزاً آخر شكك في توقيت الإعلان، في ضوء التسريبات من إدوارد سنودِن، وهو عميل وكالة الأمن القومي الأمريكي السابق، مضيفاً: «أنا أتساءل كيف ستنظر إلى ذلك وكالة GCHQ (مركز التنصت الحكومي) ووزارة الخارجية».(فايننشال تايمز)