اختتام فعاليات مهرجان ربيع الشعر العربي

نشر في 28-03-2013 | 00:02
آخر تحديث 28-03-2013 | 00:02
No Image Caption
تسعة شعراء قدّموا قراءات منوعة تنتمي إلى اتجاهات مختلفة

اختتمت أعمال مهرجان ربيع الشعر العربي السادس الذي تنظمه مؤسسة البابطين للإبداع الشعري بأمسية شعرية استعرضت تجارب مختلفة.
قدم تسعة شعراء مجموعة من النصوص المنتقاة، تنتمي إلى أغراض شعرية متنوعة، في ختام فعاليات مهرجان ربيع الشعر العربي السادس، الذي تنظمه مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري.

شارك في الأمسية الختامية لمهرجان ربيع الشعر العربي، الذي احتضنته مكتبة البابطين المركزية، تسعة شعراء هم: قاسم الرشيدي وشيماء محمد حسن وخليفة بن عربي وطلال الخضر وعبدالعزيز حمادي وعبدالعزيز سعود البابطين وأنمار الجراح ووضحة الحساوي وجاسم الصحيّح، وأدار الأمسية الأديب عبدالله خلف، كما قرأ مختارات من نصوص الشاعر محمد السيد شحاته الملقب بشاعر البراري.

شاعر البراري

بداية، قدّم الأديب عبدالله خلف لمحة عن مشوار «شاعر البراري» مستعرضاً نتاجه الشعري، متوقفاً عند رؤاه وفلسفته في كتابة القصيدة. وعقب ذلك، استهل الأمسية الشاعر الإيراني قاسم الرشيدي الذي يرتدي الدشداشة ويعتمر الغترة والعقال، فقرأ مجموعة نصوص من الشعر الشعبي الأهوازي «الأبوذية» ومن قراءاته:»أنت أمنية الجميلة مدثرة بماضي السنين/ أنتِ حسنك كل جمالك ينحسب در الثمين/ إنت شعره من الجدايل ناقعة بعرق الجبين/ أنتِ قلب الأم لبنها اليمطر اشواك وحنين/ أنتِ والله قلادة حلوة البالمشي تلاعب الجيد/ كني طول ابطول نتمشى على شطنه الأايد بيد/ حلم غبشه وموبعيد.

عيون مظلمة

ثم قرأت الشاعرة المصرية شيماء محمد حسن قصيدة بعنوان «عيون مظلمة» ومنها المقطع التالي:»حين سرقت القبلة ممن صلى/ قلت بأن القبلة حق ولمن شاء/ وتبلورت بكف الدنيا/ تتلقاك كفوف الثورة لا تستاء/ حين فتحت الباب لتدخل/ ضاعت خارطة الأسماء/ وإذا كل الناس تعاني/ سنقيم الحد على الجاني/ ليكون وعيداً وجزاء/.

وقرأ الشاعر البحريني خليفة بن عربي قصيدة «فيض الميلاد» ويقول مطلعها: «أنر بشموس وجهك أمنياتي/ وزمِّل من بريقك ذكرياتي/ وعلق وق كتف الكون برداً تدثر من وميضك والهبات/ وجُز حجب الغيوم ومد فيها/ وشاح نداك في أفق النجاة/ وصب رذاذ لحنك في دمانا/ وألهم شجونا صدر الفرات.

كما قرأ الشاعر الكويتي طلال الخضر قصيدة بعنوان «قميص قُدّ من جنبٍ»: مُذ أُلهِمَت أُمُّهُ في اليمِّ تقذِفُه/ أنا على الشاطئ الغربيّ ألقُفُه/ قد أرسلتني السماء عيناً له فأنا/ حامي النبيِّ وراويه ومُردفه/ وحارس الغيب إلا بشر/ لاحظ لي باستراق السمع أخطفه/ أراقب اليم يجري بالصبي على/ درب كما منذ بدء الخلق يألفه/ ومد ربك من أعماق منبعه/ أيدٍ من الماء للتابوت تجدفه.

أحضان الصنم

وبدوره، قرأ الشاعر الإيراني عبدالعزيز حمادي مجموعة قصائد إحداهن أهداها إلى الكويت، ومن أجواء قصيدة «أحضان الصنم»: أعطني من عنف إعصارك../ صوتاً ونداء/ ومن الشوك حذاء/ ومن الجمر رداء/ ومن الهم نجوما وسماء/ فلقد أتعبني عيش الشتاء/ ووجودي تحت هداب الغطاء/ أعطني من جيب جلبابك/ فأساً وقلم/ فأنا من بدء تاريخي/ وأوراقي ثلوج/ وطموحاتي بأحضان الصنم.

نشوة الشعر

وأعقبه الشاعر أنمار الجراح من العراق، الذي قرأ قصيدة بعنوان أهداها إلى البابطين ثم قرأ جزءاً من ملحمة الصد والوصال: «ملَّ قلبي وصل الغواني/ فاطمعا راغبين في ما أعاني/ كم تغزلت فاتناً قلب هيفاء/ بوصفي لقدها الفتان/ أنضج الشعر وجنتيها حياءً/ فهما للقطاف تفاحتان/ من ربوع العراق من مصر يوما/ حمل الحسن للدنا طائران/ إن جدِّي أحلى النساء على الأرض/ وإن أبعدا عراقيان/ ما تباهت مليحة في أقاصي الغرب/ إلا وعرقها اسكندراني.

الشاعر أنمار أخذته نشوة الشعر فاسترسل في قراءة هذه الملحمة الشعرية، رافضاً ترك المنصة إلى الشاعر الذي يليه خصوصاً أنه تجاوز الفترة المخصصة له متجاهلا تعليمات المنظمين. ثم قرأت الشاعرة الكويتية وضحة الحساوي قصيدتين الاولى بعنوان «حياة» والأخرى «بحر»: نام الأنام وبات النجم سهرانا/ العشق أرقه؟ أم حانا الأنا؟ / إن يترك الخطب من أجسادنا رمقا/ أمده الحزن للإنهاء أعوانا/ يعلل النفس بالآمال خيط دجى/ والعمر يمضي فليت اليأس يغشانا/ تكفن الشمس ليلاً تلو صاحبه/ والدهر يجري على أجساد موتانا.

غزل

وختم الامسية الشاعر السعودي جاسم الصحيّح: «رماد على طول المدى يا حبيبتي/ تسلقني حتى مشارف ذاتي/ ومازالت الأيام تبني بيوتها/ على سفح عمري دونما شرفات/ فلا تنقليني بين يوم وآخر/ كما ينقل الموتى على العربات/ احبك... اعني ان لي منك شرفة/ تطل على المجهول من سنواتي/ تعالي املئيني فجوة بعد فجوة/ في النفس ما فيها من الفجوات/ وحين يموت الحب بين جوانحي/ يموت حسين فوق شط فرات.

قدّم الشاعر الصحيّح قصائد غزل لقيت تجاوباً كبيراً من الجمهور، وكذلك الشاعر أنمار الجراح الذي انتقى أبيات من ملحمته الشعرية الصد والوصال التي لقيت استحسان بعض الشرائح في الجمهور بينما دفعت هذه القراءة بعض النساء إلى مغادرة الصالة بسبب المفردات التي لم يتقبلنها.

وتخلل الأمسية الشعرية بث قصيدة مغناة للشاعر عبدالعزيز سعود البابطين أدتها إحدى المغنيات.

back to top