ماجدة موريس: نحتاج إلى ورش كتابة جماعية والسينما في خطر

نشر في 16-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 16-09-2013 | 00:01
No Image Caption
ترى الناقدة ماجدة موريس أن عيد الفطر السينمائي موسم سينمائي استثنائي في مصر بسبب الظروف السياسية والأمنية المحيطة به، ما أثر على نجاح بعض الأفلام المشاركة فيه، مؤكدة أن المواضيع المطروحة لم تكن على المستوى المطلوب بل تحتاج إلى تطوير لتواكب عصر التكنولوجيا الحديثة.
عن تقييمها للتجارب السينمائية المطروحة في الموسم، وتأجيل مهرجانات السينما المصرية كان اللقاء التالي معها.
كيف تقيّمين الأفلام المطروحة هذا الموسم؟

نحتاج إلى مؤلفين مميزين وورش كتابة جماعية لتغيير أسلوب الكتابة المتبع منذ سنوات، وطرح أفكار وقيم من الواقع مع مراعاة أن تكون سابقة لعصرها، لأنه في ظل تكنولوجيا الاتصال تصبح الفكرة الحديثة مع الوقت قديمة، والفكرة التي يراها صاحبها مبدعة تخرج فكرة أكثر ذكاء منها بعد ثوانٍ، وبالتالي عندما تقدّم الفكرة في عمل سينمائي تصبح قديمة، وهو تحدٍّ يواجهه المؤلفون والمبدعون.

وما الأفكار التي يجب طرحها؟

ثمة حنين إلى كلاسيكيات الزمن الجميل، وقد برز ذلك من خلال  انصراف الجمهور عن مشاهدة الأفلام الحديثة ومتابعة أفلام الأبيض والأسود والمقارنة بين القديم والحديث، بالطبع الموقف السياسي يلقي بظلاله على كل شيء، لذا من المهم أن يحافظ الفنان على القيم، في الفترة الصعبة التي تعيشها البلاد العربية، مثل الانتماء والاعتزاز بالوطن، والأفلام التي تبث هذه الأفكار لن يذهب بريقها وستستمر.

لكن يقلق منتجو السينما من هذه الأفكار خوفاً من ألا تحقق جماهيرية.

هذه ورطة حقيقية، برأيي، إذا لم تتوافر فكرة تحمل من الجرأة والشجاعة ما يجعلها تستحق العرض، فعلى أصحابها الرجوع إلى الأصول والأساسيات مثلما فعل العبقريان وحيد حامد الذي كتب مسلسل {بدون ذكر أسماء}، ود. مدحت العدل الذي كتب مسلسل {الداعية}؛ فالأول يؤكد أن الفساد موجود منذ سنوات، والثاني يعرض نماذج من تجار الدين الذين نعاني منهم. كذلك استعرض مسلسل {ذات} كلاسيكيات تاريخ مصر من خلال شخصية البطلة، كلها أعمال عظيمة ولا يمكن اعتبارها فاشلة.

هل هذه دعوة للتوقف عن إنتاج أفلام تجارية؟

لا مانع من تقديم هذه الأفلام، وإقبال الجمهور على شباك التذاكر أمر مهم. الطموح ليس عيباً، وإذا كان أحمد السبكي يمتلك طموحاً ونجح فيلمه {ساعة ونص} في العام الماضي، فما المشكلة في استمراره في هذه الطريق وتقديم أفلام فيها مضمون، فلا يشعر المشاهد بأن العمل فارغ وتم استغلاله  عبر {برومو} مثير.

ما تقييمك لـ {قلب الأسد}؟

الفيلم مقبول تجارياً، لكنه يركز على ما يمكن تسميته صناعة بطل للسينما، والمنتج أحمد السبكي يتقن هذه الصناعة ويستمر فيها لأنه يريد تحقيق مكسب دائم، ووجد في محمد رمضان مقومات بطل شعبي، فقرر تقديمه في أفلام  عدة. هذا طموح هادف للمنتج ولا مانع منه، شرط أن تكون ثمة أفكار حقيقية وليس الاعتماد على مغامرات خيالية. ثم نجومية رمضان التي تحققت من خلال تقليد الأطفال له والتشبه به لن تلبي طموحه السينمائي.

هل يستهلك رمضان موهبته في هذه الأدوار؟

إذا استمر على هذه الحال، سيتوقف نجاحه بعد فيلمين أو ثلاثة، لا يستوعب فنانون كثر فكرة أن العمل السينمائي جهد جماعي ويصرّون على أفكارهم. لينظروا إلى التجارب المتميزة التي قُدّمت في هذا المجال مثل أحمد زكي، عادل إمام، وأحمد حلمي الذي يبحث دائماً عن أفكار جديدة، وأساليب إخراج مختلفة؛ فالنجاح المادي لا يكفي لضمان الاستمرارية.

ما الفرق بين تجربتي محمد رمضان ومحمد سعد؟

الفرق في القيادة؛ امتلك سعد، بعد سلسلة من الأفلام، زمام القيادة وبات يختار المشاركين في أفلامه ومخرجيها أيضاً، بحسب ما أقرأ في وسائل الإعلام، ولا أعتقد أن رمضان وصل إلى هذه المكانة، وإن أصبح نجماً شعبياً تحقق أفلامه إيرادات كبيرة. الخوف من أن يصل إلى المرحلة التي وصل إليها سعد بعدما شبع الجمهور من تكراره للشخصيات التي يجسدها، وبدأ مسلسل الهبوط، لعدم بحثه عن أفكار جديدة، وافتقاده القدرة على التخطيط الجيد، واعتماده مبدأ {وان مان شو} الناجح مسرحياً والفاشل في السينما إلا في حالات استثنائية.

ما سرّ نجاح {قلب الأسد} جماهيرياً؟

فيلم تجاري موجه إلى الشباب الذين يبحثون عن  الذات في هذه الفترة، لا سيما أنهم أمام مفترق طرق، كذلك يلبي احتياجاتهم وطموحاتهم، على المستوى الشخصي، المجسدة في شخص محمد رمضان، إلى جانب أنه في زمن الثورات والانقلابات يحتاج الشباب إلى من يستوعبهم ويقنعهم بأفعال معينة.

وكيف تقيّمين كوميديا حسن الرداد وحورية فرغلي في {نظرية عمتي}؟

أعتقد أن أداء الرداد في {الآنسة مامي} كان أفضل بمراحل من فيلمه الأخير، ولدى حورية استعداد جيد لكنّ أداءها لم يكن جيّداً في الفيلم، ولا يعود ذلك إلى القصة نفسها إنما إلى المخرج وتوجيهاته؛ فأكرم فريد لديه تصوّر يخصه في شكل الكوميديا يعتمد على المبالغات في التنفيذ.

أسندت أدوار بطولة إلى طفلتين في فيلمي {كلبي دليلي}، {توم وجيمي}... ما رأيك بهما؟

لم أشاهدهما، إنما أقدر مجهود هاني رمزي وسامح حسين، ومن أعمالهما السابقة ألاحظ اهتمامهما بالأطفال، وهذا في حد ذاته جميل ومرغوب فيه إنسانياً وفنياً.  لكن لا بد لهذا الاهتمام من أن توازيه صناعة فيلم بشكل مناسب وليس استخدام الأطفال لمجرد كسب جمهور الأطفال، فهو ذكي وإذا لم يعجب بنظيره في السينما ولم يدخل قلبه، فكل هذه الرموز ستحضر على الشاشة وتمضي من دون علامة.

حلّ فيلم {البرنسيسة} في ذيل قائمة الإيرادات... ما سبب فشله؟

يجب أن ندرك أننا في موسم استثنائي وليس عادياً مثل بقية المواسم الماضية؛ نشاهد يومياً تظاهرات وقطع طرقات وحظر تجوال، وبالتالي لا يجوز الحكم على فيلم ما بأنه فاشل. أفلام كثيرة لا تجد حظها في العرض السينمائي وتحقق نجاحاً هائلا عند عرضها في المحطات الفضائية،  ثم تعرّضت صناعة السينما ذاتها لخسارة كبيرة إلى جانب حرق أكثر من دار عرض.

هل أنت متخوفة على مستقبل السينما؟

السينما في خطر، وما زال {الإخوان المسلمون} يمارسون نشاطهم في الحرق والإتلاف، لذا أؤيد الفنانة والمنتجة إسعاد يونس في خوفها على السينما، وأتمنى أن تتحسن الأوضاع.

ما رأيك بتأجيل الدورة المقبلة من {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي}؟

كنت أحد الرافضين لتولي أمير العمري رئاسته بسبب علاقته بوزير الثقافة الأسبق علاء عبد العزيز، لكنه للحق اجتهد وأقام ثلاث مسابقات وعيّن شباباً فيها، وعندما تولى سمير فريد رئاسة المهرجان  قال إنه أبقى عليهم في اختصاصاتهم، فكيف يبقي عليهم ويؤجل الدورة؟ وهل يضمن أن تكون دورة المهرجان في 2014 مثالية؟ لا شيء مضموناً في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

 تمنيت  إقامة المهرجان بالاعتماد على خبرة سمير فريد، لأنه بهذا الوضع سيكون مرّ عامان من دون إقامته وهذه فترة طويلة بحد ذاتها.

هل تؤيدين تأجيل الدورة الثانية من {مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية}؟

لا فرق كبيراً في التأجيل لأن  موعد إقامة الدورة الثانية أرجئ من أكتوبر إلى  يناير.

ما توقعاتك للموسم السينمائي المقبل؟

عدم زيادة عدد الأفلام عن تلك المطروحة في هذا الموسم، بسبب خوف المنتجين من الوضع السياسي، ما سيؤثر بالطبع على وسائل ترفيه الجمهور، وعلى العاملين في هذه الصناعة.

back to top