كيري: واشنطن وموسكو لديهما مصالح مشتركة في سورية

نشر في 08-05-2013 | 00:02
آخر تحديث 08-05-2013 | 00:02
No Image Caption
إسرائيل تضع «خطوطاً حمراء» لدمشق... و«كتائب اليرموك» تحتجز 4 من «القبعات الزرق»

يبدو أن إسرائيل حققت ما عجز عنه المجتمع الدولي خلال سنتين، فبعد الجمود والحذر والتردد التي أحاطت بالأزمة السورية، جاءت الغارات الإسرائيلية على دمشق لتطلق حركة دبلوماسية نشطة جداً.

أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس خلال لقائهما في موسكو أن الولايات المتحدة وروسيا لهما مصالح مشتركة في سورية، بما في ذلك تعزيز الاستقرار الإقليمي ومنع انتشار التطرف. وقال كيري "تعتقد الولايات المتحدة أن لنا بعض المصالح المشتركة المهمة جدا فيما يخص سورية والاستقرار بالمنطقة وعدم وجود متطرفين يثيرون المشاكل بأنحاء المنطقة وأماكن أخرى"، معرباً عن أمله أن يستطيع البلدان إيجاد "أرضية مشتركة" بشأن سورية.

وقام وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس بزيارة غير مقررة مسبقاً الى دمشق، قادماً من عمان حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد أيام على هجوم جوي إسرائيلي استهدف مواقع عسكرية سورية بحسب دمشق في وقت قالت إسرائيل انه استهدف شحنة صواريخ إيرانية متجهة لحزب الله.

وبالتزامن، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أن إسرائيل وضعت "خطوطاً حمراء" بشأن سورية، وتتمثل بمنع نقل أسلحة منها إلى "منظمات إرهابية" أو شن هجمات ضد إسرائيل.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن يعلون، قوله خلال جولة برفقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، "أوضحتُ عدة مرات أننا لا نتدخل في الحرب الأهلية في سورية، لكننا وضعنا خطوطا حمراء وهي تتعلق بنقل أسلحة إلى منظمات إرهابية أو خرق سيادتنا على طول الحدود". وأضاف يعلون أنه "في جميع هذه الحالات سنعمل وندافع عن أمن إسرائيل. والقوات الميدانية تلقت تعليمات تقضي بأنه في حال إطلاق النار باتجاه إسرائيل فإنها ليست بحاجة إلى مصادقة مني أو من رئيس الأركان ولا حتى من قائد المنطقة". وتابع "في حال رصدوا مصدر النيران فإنهم سيدمرونه".

واعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي ان قذيفة اطلقت من الاراضي السورية انفجرت أمس في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان، ولم تسفر عن ضحايا ولا عن اضرار. واشارت المتحدثة الى أن القذيفة اطلقت على ما يبدو في سياق المعارك بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة ولم تستهدف الاراضي الاسرائيلية.

«فصائل الأسد»

في هذا السياق، أشار مسؤول الاعلام في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" الموالية لنظام الاسد أنور رجا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أعطى "الضوء الأخضر" لمهاجمة أهداف إسرائيلية من الجزء الخاضع لسيطرة سورية من مرتفعات الجولان، رداً على الغارات الجوية التي شنتها اسرائيل على دمشق. ولم يوضح رجا كيفية نقل الموافقة المزعومة لمقاتلي الجبهة، مشددا على أنه "لم يوجد أي أمر حكومي رسمي".

بدوره أعلن الأمين العام لـ "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" الموالية للأسد خالد عبدالمجيد أن "آليات تنفيذ قرار السلطات السورية بالسماح للفصائل الفلسطينية المقاومة بالعمل عبر الجولان السوري ضد العدو الإسرائيلي سيتم بحثها خلال اجتماعات قادمة بين الجهات السورية المعنية وقيادات الفصائل".

وقال عبدالمجيد في تصريح لصحيفة "الوطن" المقربة من دوائر القرار في دمشق: "في ضوء التطورات الأخيرة التي حصلت والعدوان الصهيوني على سورية تغيّر الصراع وأصبح مفتوحاً وسورية من حقها وواجبها الرد على العدوان بكل الإمكانات المتوافرة". وأضاف: "الموقف السوري يمثل خطوة على طريق ردع العدوان وخطوة على طريق مواجهة مخططات العدو الصهيوني المحتملة".

اختطاف مراقبين

وعلى صعيد اخر، اعلنت "كتائب شهداء اليرموك" وهي فصيل إسلامي مسلح يقاتل قوات الأسد إنها احتجزت أربعة من أفراد قوة حفظ السلام الدولية في منطقة الجولان. وقالت الكتائب إنها أقدمت على احتجاز الجنود "لضمان سلامتهم الشخصية" بعد تفجر اشتباكات في المنطقة. وكانت المتحدثة باسم قوة حفظ السلام الدولية في الجولان (أوندوف) قد قالت إن أربعة من جنود القوة احتجزوا في قرب الجولان. وسبق لـ "كتائب اليرموك" أن اختطفت 21 عنصراً من قوات "أندوف" الدولية في الجولان، ولكن أفرج عنهم وتم تسليمهم إلى الصليب الأحمر.

أردوغان

الى ذلك، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس الغارات الإسرائيلية على دمشق ووصفها بأنها "غير مقبولة". وقال اردوغان في خطاب القاه في البرلمان: "لا تبرر أي ذريعة هذه العملية"، مطالباً الامم المتحدة بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات.

واعتبر اردوغان أن الغارات الجوية الإسرائيلية "تقدم على طبق من ذهب أوراقاً رابحة وفرصا لنظام الأسد غير الشرعي للبقاء في الحكم". وانتقد اردوغان مرة جديدة تقاعس المجموعة الدولية وخصوصاً الامم المتحدة حيال الازمة السورية، داعيا مجلس الامن الى التحرك لوقف المجازر التي يرتكبها النظام السوري ضد المدنيين.

(دمشق، القدس، أنقرة ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

مشروع قرار في الكونغرس الأميركي لتسليح المعارضة

تقدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الديمقراطي روبرت مينينديز مساء أمس الأول باقتراح قانون للسماح بتسليح مقاتلي المعارضة السورية من جانب الولايات المتحدة، في خطوة تؤكد واشنطن انها لاتزال قيد الدرس إثر المعلومات عن استخدام اسلحة كيماوية في النزاع الدائر في سورية. ويتيح اقتراح القانون للحكومة الاميركية "تزويد المعارضة السورية المسلحة بمساعدة قاتلة وغير قاتلة".

وينص الاقتراح على اختيار المجموعات التي بامكانها الاستفادة من تسليح أميركي وفق معايير عدة بينها احترام حقوق الانسان وعدم ارتباطها بالإرهاب او بمبدأ عدم الانتشار للاسلحة. وسيتم استثناء منظومات الصواريخ المحمولة ارض - جو من الاسلحة الممكن تقديمها للمعارضة السورية المسلحة بحسب اقتراح القانون. وقال مينينديز في بيان إن نظام الرئيس السوري بشار الاسد "اجتاز خطا احمر ما يرغمنا على درس كل الاحتمالات"، واضاف: "اخطر ازمة انسانية في العالم موجودة حاليا في سورية ومحيطها، وعلى الولايات المتحدة الاضطلاع بدور من اجل ترجيح الكفة لصالح مجموعات المعارضة والمساعدة على بناء سورية حرة".

ومن شأن تقديم اقتراح القانون هذا زيادة الضغط على الرئيس باراك اوباما كي يزيد مساعداته لمقاتلي المعارضة السورية. ودعا عدد من أعضاء الكونغرس بينهم الجمهوري جون ماكين الى تسليح المعارضة السورية، ومن المتوقع ان يدعموا اقتراح القانون المقدم من مينينديز والذي يتعين إقراره في مجلسي الشيوخ والنواب قبل احالته للرئيس ليوقع عليه.

(واشنطن ــ أ ف ب)

back to top