مجزرة في عرطوز الفضل: 300 قتيل بعضهم قضى حرقاً

نشر في 22-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 22-04-2013 | 00:01
No Image Caption
• تقدم «نظامي» بدعم من «حزب الله» في القصير • الخطيب يجدد استقالته بعد اجتماع إسطنبول
انضمت جديدة عرطوز الفضل في ريف دمشق إلى لائحة طويلة من المدن والمناطق السورية التي كانت على موعد مع آلة القتل العمياء المتوحشة، فقد سقط في المدينة أكثر من 300 قتيل تعرض بعضهم للحرق، وذلك مع دخول قوات النظام السوري إلى المدينة بعد معارك مع مقاتلي المعارضة استمرت 5 أيام.

بعد معارك عنيفة استمرت 5 أيام في منطقة جديدة عرطوز الفضل في ريف دمشق، تكشفت الأمور أمس عن مجزرة مروعة حيث تم العثور على 300 جثة تعرض بعضها للحرق بعد سكب الوقود عليها.

واتهم نشطاء المعارضة القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد والميليشيات التابعة لها بارتكاب المجزرة وعرضوا صورا وأشرطة مصورة تظهر جثث عشرات القتلى الذين تم العثور عليهم.

وقامت القوات الموالية للأسد بحملة اعتقالات أمس خلال دفن الجثث، وتجاوز عدد المعتقلين 450 معتقلا معظمهم اقتيد إلى «الفوج 100» وسط تخوّف من إعدامات ميدانية. وكان مقاتلو المعارضة اعلنوا أمس الأول انسحابهم من جديدة عرطوز الفضل.  

معركة القصير

الى ذلك، سيطرت القوات النظامية والميليشيات التابعة لها بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني أمس على عدد من قرى ريف القصير الحدودي مع لبنان، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان والاعلام السوري وناشطون في خطوة تحقق لهذه القوات مزيدا من التقدم في اتجاه مدينة القصير التي تعتبر معقلا للمعارضة المسلحة في جنوب محافظة حمص.

وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن «قوات النظام والمسلحين الموالين لها ولحزب الله اللبناني سيطروا على عدد من القرى الحدودية مع لبنان في ريف القصير، بينها البرهانية والرضوانية وتل النبي مندو»، مشيراً الى أن «قوات النظام أمنت لنفسها طريقاً من الحدود اللبنانية بمحاذاة نهر العاصي وصولاً الى جنوب غرب مدينة القصير».

وأوضح ان المعارك مستمرة في محيط هذه القرى، لافتاً الى أن «معظم الذين يحاربون المجموعات المقاتلة المعارضة هم من عناصر اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام ومن المقاتلين الموالين لحزب الله، ويحمل معظمهم الجنسيات اللبنانية».

في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أمس أن «وحدات الجيش تمكنت من السيطرة على قرى قادش والرضوانية والمنصورية والسكمانية والسعدية (في ريف القصير)، وفرضت سيطرتها على معظم قرية البرهانية».

الوفد الإيراني والمعلم

في غضون ذلك، أجرى وفد نيابي إيراني وصل أمس الأول الى العاصمة السورية سلسلة لقاءات مع مسؤولين في نظام الأسد أمس. وجدد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي دعم بلاده لـ»الجهود التي يقوم بها الرئيس بشار الاسد لمواجهة السياسات الاميركية والدول التي تنفذها».

وأكد أن «سورية ستخرج من الأزمة الراهنة أقوى وأشد بفضل الوعي الوطني والالتفاف حول قيادة الرئيس الأسد الحكيمة».

واعتبر المسؤول الإيراني أن «المتآمرين على سورية فشلوا في كل ما يخططون له وينفذونه». وأكد ان هدف الزيارة هو «دعم سورية المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني ومحور الاستكبار العالمي ودعم العلاقات المتميزة بين سورية وإيران».

من ناحيته، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال استقباله الوفد الإيراني «تمسك السوريين بالوحدة الوطنية ونبذ التفرقة بين شرائح المجتمع السوري ورفض كافة أشكال التدخل الخارجي ودعم برنامج الاصلاح والحوار»، مشدداً على أن «الاصلاح لا يتحقق إلا من خلال الحوار الوطني الذي يشمل كل القوى السياسية والاجتماعية التي تؤمن بوحدة سورية واستقلالها وسيادتها وكرامتها الوطنية والقومية وتنبذ العنف».

الخطيب

وأفاد عضو في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أمس أن رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب «جدد تقديم استقالته»، وذلك بعد اجتماع مجموعة «أصدقاء سورية» في اسطنبول.

وقال رئيس لجنة العضوية في الائتلاف مروان حاجو: «يمكنني أن أؤكد استقالة أحمد معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف، بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي مع الأزمة السورية وغياب مساندة الشعب السوري»، موضحاً أن الخطيب ابلغ الائتلاف استقالته رسمياً على هامش اجتماع اسطنبول.

وأوضح حاجو أن «الاستقالة تأتي للتنديد بعدم وجود تحرك جدي لاعانة الشعب السوري»، معتبراً أنه «على مجموعة أصدقاء سورية أن تسلم المعارضة أسلحة ثقيلة لتمكين السوريين من الدفاع عن أنفسهم». وذكر أن الخطيب سيبقى عضواً في الائتلاف بصفته ممثلا عن المجلس المحلي لدمشق.

وكان الخطيب كتب أمس الأول على صفحته على موقع «فيسبوك» على الانترنت بعد انتهاء اجتماع اسطنبول «اللهم لن اشهد على زور»، من دون تقديم تفاصيل اضافية.

«صب الزيت»

واتهمت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات أمس «مجموعة أصدقاء سورية» بـ»صب الزيت على النار». واعتبرت أن ما اعلنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري لجهة زيادة المساعدات العسكرية «غير القاتلة» للمعارضة «لم يكن (...) مفاجئاً بالنظر للسياسة الأميركية تجاه الأزمة السورية منذ اندلاعها حيث اختارت الانحياز الى جانب المجموعات المسلحة عبر دعمها سياسياً ومالياً ولوجستياً وعسكرياً».

وكان كيري اعلن مساء أمس الأول أن قيمة المساعدة الاميركية التي ستقدمها واشنطن الى معارضي الأسد، اصبحت 250 مليون دولار، وأوضح أن المساعدات «ستتخطى الوجبات الغذائية العسكرية والادوات الطبية، لتتضمن انواعاً اخرى من التجهيزات غير القاتلة».

وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الخطيب ووزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، إن المجتمعين تعهدوا بأن تتم كل مساعدة للمعارضة المسلحة عبر القيادة العسكرية العليا لـ»الجيش السوري الحر» بقيادة سليم ادريس. وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، جون كيري، الوضع في سورية. وكان الائتلاف اعلن أمس نبذه التطرف والتشدد والتزامه بالتعدد وببناء سورية ديمقراطية بعد سقوط الأسد.

 (دمشق، إسطنبول ــ أ ف ب، كونا، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top