حتى وقت كتابة هذا المقال فإنه يكون قد مضى على لقاء الزميل العزيز محمد الوشيحي مع النائب والوزير السابق شعيب المويزري ما يقارب الأسبوعين، ورغم الكلام "المرعب" الذي قاله الضيف في ذلك اللقاء والمليارات التي كان الحديث عنها كالحديث عن "خردة الطفاية"؛ فملياران لهذا المشروع، وثلاثة مليارات لذلك المشروع، وإنشاء طريق - في أرض مسطحة لا جبال ولا وديان- يتكلف الكيلو متر الواحد فيه 24 مليون دينار، وحكايات عن عشرات المليارات الضائعة ولا أحد يعلم عنها شيئاً، وفوائض مالية بمئات المليارات، "الله وحده يعلم بمصيرها"، وصندوق أجيال قادمة غامض كاللغز الذي لا يعرف أحد له حلاً!

Ad

ما قاله المويزري في ذلك اللقاء، وكذلك مداخلة النائب السابق شايع الشايع، لو حدث في بلد آخر لانقلبت الدنيا رأساً على عقب، لكننا هنا في عاصمة "الصمت" والبرود الحكومي لم نسمع بمسؤول واحد عقّب على ما دار في ذلك البرنامج، الشيء الوحيد الذي شهدناه هو إغلاق قناة اليوم بعد ذلك بأيام، فيا له من رد مفحم وضع النقاط على الحروف، بعد أن شاهدنا المويزري يتحدى المسؤولين الحكوميين بمناظرته والرد على كل ما قاله!

حكومتنا الجميلة والرائعة، إذا كان اتهام بالفساد و"الحرمنة" يأتيك من وزير سابق فلا تكترثي حتى بالرد عليه، فأنت واحدة من اثنتين؛ إما أنك قمت بالفعل بكل هذه التجاوزات -أو لنقل سمحت بها- وليس لديك رد يبرئ ذمتك، وإما أن نكون نحن -الشعب- لا قيمة لنا عندك وغير جديرين بتبيان محل وطريقة صرف أموالنا، وفي الحالتين، ستكون كل اتهامات المعارضة السابقة صحيحة، وأنتم بالفعل غير جديرين بالأمانة وتولي المسؤولية!

نريد منكم اليوم قبل الغد رداً شافياً ووافياً إن كنتم حقاً تريدون صفحة جديدة من التعاون مع مجلس الأمة والتصالح مع الشعب، فالثقة هي الأساس الذي يُبنى عليه أي نجاح، وثقة الناس فيكم بعد اتهامات المويزري اهتزت كثيراً... كثيراً جداً لو كنتم تعلمون!

***

بعد حادثة القتل في مجمع الأفنيوز وحادثة الطعن في محطة بنزين الصليبية صار الجميع يتحدث عن ازدياد جرائم العنف عند فئة "البدون"!

ورأيي أنه من الطبيعي أن ينتشر هذا العنف بينهم، بل من غير الطبيعي تأخره كل هذه المدة، فالإنسان حين يفقد أبسط حقوقه الإنسانية في الهوية والعمل والزواج ماذا تنتظر منه وماذا تتوقع منه؟ في الغالب سيكره حياته ويكره كل من هم حوله، وسيتجه إلى العنف انتقاماً من الحياة ونصيبه فيها، ونحن اليوم نواجه الجيل الرابع من "البدون" المراهقين الذين ولدوا في الكويت ولا يعرفون بلداً غيرها، فإذا بها تلفظهم وتتبرأ منهم وتتنكر لوجودهم، إن جرائم العنف هذه وإن كانت قد حدثت بأيدى هؤلاء "البدون"، إلا أن كل من وقف ضد قضيتهم قد شارك بشكل أو آخر فيها، ويتحمل جزءاً من مسؤوليتها، ومن يعلم، ربما تخبئ لنا الأيام ما هو أسوأ من هذه الجرائم ببركة من يقفون في وجه هذه المشكلة العالقة منذ عشرات السنين بلا حل... أو حتى "أمل" بالحل!

***

الخبر: "تمكنت وزارة التجارة والصناعة متمثلة في فريق العمل التابع لمحافظة العاصمة من ضبط 12 طناً من اللحوم الفاسدة غير الصالحة للاستخدام الآدمي"!

"جميل جداً... والله يعطيكم العافية" على جهودكم الطيبة، ما نريد وما نتمنى أن نسمعه حقاً، هو أن يُذكر لنا اسم واحد من موردي هذه اللحوم الفاسدة قد نال عقوبته التي يستحقها، فهل لديكم خبر من هذا النوع؟ أم "نغسل أيدينا" من خبر كهذا؟!