كنت ممن حضروا اليوم التدريبي الذي عقده الخبير العالمي الرائع توني بوزان في الكويت الأسبوع الماضي حول موضوع "الخرائط الذهنية والإبداع"، وقد تقصدت الزج بلفظة "الرائع" في تعريفي لبوزان لمجرد ألا يظن أحد أني أنتقده بذاته أو أشكك في قيمته العلمية، بل على العكس من ذلك تماما، فهذا الرجل قد أثبت أنه من المتميزين بل المدهشين في مجال تخصصهم، الأمر الذي جعله صاحب قيمة تعليمية تدريبية عالمية على مستوى الدول والشركات الكبرى والمؤسسات حول العالم!

Ad

موضوع الخرائط الذهنية والإبداع موضوع شائق ومهم، ولطالما كنت من المتابعين له والباحثين فيه، وقد سبق لي شخصيا أن قمت بالتدرب والتدريب عليه، وأنصح كل من يرغب بتطوير نفسه إداريا وفكريا أن يدرسه ويتدرب عليه، لكنني أكتب اليوم كي أنتقد الطريقة التي عقدت بها تلك الورشة التدريبية وكذلك الوكيل المحلي الذي قام بتسويقها وترتيبها.

فوجئت كما فوجئ أغلب وربما كل من حضروا تلك الدورة، أن القاعة قد غصت بعدد مهول جداً من المشاركين حتى وصلت الحال بالمنظمين أن يقوموا بوضع طاولات إضافية عديدة في تلك المنطقة الميتة على يمين المنصة التي كان يقف عليها المحاضر ويسارها، إلى درجة أنه لم يسع الجالسون على هذه الطاولات إلا أن يروا جانب وجهه بل قفاه في أغلب الأحيان!

كان واضحاً جدا أن الجهة التي عقدت ذلك النشاط التدريبي قد استطابت وثملت للطلب الكبير على حضور الدورة، فلم تتوقف عند حدود السعة المكانية للقاعة ولا عند حدود العدد المعقول والمقبول لمثل هذه الدورات، ولا حتى عند حدود أخلاقيات المهنة، بل استمرت في قبض مبالغ الاشتراكات وحشر الطاولات في ذات القاعة الضيقة المحجوزة مسبقا على حساب القيمة العلمية أو الفائدة المرجوة، وهي التي أصبحت قليلة جداً إن لم تنعدم بسبب ذلك الازدحام الكبير!

لا أعتقد أن توني بوزان قد كان راضياً عن تلك المهزلة وذلك التنظيم الرديء، لأنه إن كان على عكس ذلك فإن هذا سيشكل إساءة كبيرة لرصيده وسيرته العلمية والمهنية التدريبية، وأقولها صادقا بأنه لولا حضوري الدورة مجاناً بدعوة كريمة من إحدى الجهات التي تكلفت شراء عدة مقاعد، لما ترددت لحظة في العودة على الجهة المنظمة للمطالبة باسترداد قيمة المبلغ كاملا لانعدام الفائدة بوضوح، لكنني في المقابل لم أكتفِ بكتابة هذا المقال بل حرصت على مراسلة توني بوزان نفسه عبر حسابه في "تويتر" للتعبير عن استيائي البالغ مما جرى، وهو ما أنصح جميع من حضروا تلك الدورة أن يفعلوه إن كانوا يتفقون معي، وحسابه هو: @Tony_Buzan.