كيف ستتعامل وزارة الصحة مع فيروس كورونا في ظل عدم وجود غرف عزل كافية في المستشفيات؟ ولماذا لم تخصص الوزارة متحدثا رسميا للرد على استفسارات الناس عن المرض بشكل يومي لطمأنة الرأي العام، ولماذا لم تنظم الوزارة حتى هذه اللحظة مؤتمرا صحافيا واحدا للحديث عن الفيروس والإجراءات الاحترازية التي تتبعها للتعامل مع الفيروس (خصصت مؤتمرا صحافيا ثم ألغته في نفس اليوم)، خصوصا أن موسم الحج والعمرة على الأبواب وما يتبعه من اختلاط الكويتيين بجنسيات مختلفة بعضها ظهرت في بلده حالات إصابة ووفيات، إضافة إلى ظهور أكثر من 38 حالة إصابة في المملكة العربية السعودية و24 حالة وفاة، إلى جانب اعتزام كثير من الأسر السفر للخارج واختلاط الكويتيين والوافدين بالآخرين مما قد يؤدي إلى حدوث إصابات. أسئلة عدة طرحها متخصصون صحيون على المسؤولين في وزارة الصحة، منبهين إياهم إلى ضرورة أخذ الحذر والحيطة في التعامل مع هذا الفيروس الجديد الذي استرعى انتباه منظمة الصحة العالمية لدرجة أنها تخصص يوميا أخبارا ومعلومات وبيانات عنه عبر موقعها على شبكة الانترنت.

Ad

خيبة أمل

وفي ردهم على استعدادات وزارة الصحة، أعربت أوساط صحية مطلعة عن خيبة أملها الشديدة في تعامل قيادات وزارة الصحة مع مشكلة مرض كورونا، مبدية استياءها الشديد من سعي الوزارة إلى توفير ٥٠ مفتشا صحيا للعمل في إدارة الصحة المدرسية المنشأة حديثاً على حساب سد حاجات مكاتب الصحة الوقائية في المناطق الصحية التي تعاني نقصا شديدا في عدد المفتشين الصحيين العاملين بها حاليا والتي قد رفعت عدة كتب سابقا للمطالبة بالتعاقد مع مفتشين صحيين للوزارة، والتي أفادت حينها بعدم توفر درجات حاليا لتعيين أي مفتشين صحيين.

وأوضحت المصادر أن عمل الصحة الوقائية الفعلي يبدأ قبل حدوث المشكلة الصحية لا بعد حدوثها، لذلك يجب على وزارة الصحة عدم انتظار حدوث كارثة تفشي مرض معد للاستجابة لمطالب الصحة الوقائية، مشيرة إلى أن عمل هذه المكاتب يغطي جميع من يستفيد من الخدمات الصحية أي نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص يعيشون في دولة الكويت في مقابل نصف مليون طالب فقط، لذلك يجب ترتيب أولويات العمل الصحي عند تسكين الدرجات الوظيفية ودراسة المتطلبات الملحة العاجلة عن غيرها مع توفير الموارد الأخرى أيضاً من أنظمة تقنية ونظم معلومات حديثة لسرعة اكتشاف وترصد الحالات عند اكتشافها، بحيث تكون مرتبطة بأنظمة معلومات عيادات الحوادث ومراكز الرعاية الصحية الأولية كما هو معمول به في الدول المتقدمة.

ميزانية ضخمة

واستغربت المصادر رصد ميزانية ضخمة لإنشاء مستشفيات جديدة ولكن مع عدم التفكير في توفير غرفة عزل واحدة مبنية على نظام حديث للعزل في حوادث أي من المستشفيات الحكومية في البلاد، متسائلة عما سيحدث إذا دخل مريض مصاب بمرض كورونا حوادث أي مستشفى عام في حين لا توجد غرف عزل كافية في جميع مستشفيات الكويت.

يذكر أن وزارة الصحة السعودية أعلنت مؤخراً حدوث ٣ وفيات جديدة بمرض كورونا، وبذلك يرتفع عدد الوفيات المسجلة إلى 24 حالة وفاة في حين بلغت عدد الحالات المصابة المسجلة ٣٨ حالة.