استبشر المواطنون هذا العام بموسم وافر من نبات الفقع او ما يسمى بالفصحى (الكمأة) وذلك اثر هطول كميات كبيرة من الامطار على البلاد في الاشهر الماضية.

Ad

و(الفقع) هو نوع من الفطر البري الموسمي الذي ينمو فى الصحراء وهو الثمر الوحيد الذي لا يزرع ويسمى أيضا (نبات الرعد) نظرا الى أنه يأتي بعد موسم الرعد والامطار واذا لم يتم جمعه يتحول الى تراب.

وتسمى عملية استخراج (الفقع) من سطح الارض ب(التفقع) وهي هواية يمارسها الكثير من الناس حيث يخرجون في رحلات عند الفجر للصحراء بحثا عنه ويعرفون مكان وجوده بتشقق سطح الارض او تطاير الحشرات فوقه.

ويلاحظ حاليا توقف عدد من الباعة الجائلين بمركباتهم على جانبي الطرقات يعرضون انواعا من ثمار الصحراء المحببة للكثيرين وهو الأمر الذي يجعلنا نطرح هذا السؤال (هل بدأ موسم الفقع حقا?).

لمعرفة الاجابة توجهنا الى سوق الفقع بموقعه الجديد المقابل للسوق الايراني لاستكشاف الأمر عن قرب والتقينا عددا من الباعة هناك ومنهم الحاج عبدالحر (اقدم تاجر في تلك المهنة) الذي قال ان موسم الفقع بدأ بالفعل منذ اوائل الشهر الماضي ويتوقع ان يستمر حتى منتصف شهر مايو المقبل "لكن لن تتوافر انوع جيدة منه من حيث لذة الطعم الا مع بداية شهر ابريل".

وأثناء التجول في سوق الفقع لاحظنا أن الفقع الوارد من المغرب بدأ في الدخول الى الاسواق حيث كان المتوافر هو فقط القادم من الجزائر.

أما عن الفقع الوارد من ايران فيتوقع البائع عبدالرضا ان يأتي في اوائل شهر ابريل المقبل بعد ان يخف البرد هناك وترتفع درجة الحرارة اللازمة لانباته مشيرا الى ان هذا الفقع سيمد السوق بالبضاعة حتى منتصف مايو ومن الممكن ان تطول المدة الى ما بعد ذلك لولا درجة الحرارة المرتفعة في الكويت التي تتسبب في فساده اثناء الشحن والتخزين وتغير مذاقه.

وتختلفت انواع الفقع وأحجامه وألوانه فمنه الابيض والاسود وذو الحجم الكبير المسمى ب(الزبيدي) الذي قد يصل وزن الحبة منه الى 300 غرام وهو الاغلى والاجود حيث تتراوح اسعاره الحالية بين سبعة و20 دينارا للكيلو.

ويضيف البائع عبدالرضا ان اسعار السوق أقل من العام الماضي بسبب وفرة الفقع الا انها ليست ثابتة بل تتغير كل يوم حسب العرض والطلب مشيرا الى أن هناك نوعا آخر من الفقع يسمى (الخلاص) وهو متوسط الحجم وتتراوح اسعاره من اربعة الى سبعة دنانير وقد يخلط معه نوع صغير بحجم حبة البندق يسمى (الهوير).

وبسؤال الحاج عبدالحر عن الفقع الكويتي افاد بأنه لم يتوافر في السوق منذ ثلاث سنوات وكل ما هو موجود حاليا يأتي بالطائرات وبواسطة شرائه من التجار الموردين عبر مزاد علني وكذلك الحال بالنسبة الى الفقع السعودي فهو غير موجود مشيرا الى ان سوق الفقع يستقبل الزبائن منذ الفجر حتى الحادية عشرة ليلا.

ومن ناحية التركيبة الكيميائية للفقع فهو شبيه باللحم حيث يحتوي على الاحماض الامينية اللازمة لبناء خلايا الجسم كما يحوي معادن مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم وفيتاميني (ب1) و(ب2) وقد صدق الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث قال "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين" فضلا عن انه بطيء الهضم ويعطي شعورا بالشبع.

وعن كيفية طهوه واعداده ذكرت الحاجة (ام فهد) الخبيرة بفنون الطبخ الكويتي انه نتيجة لان الفقع املس وذو قشرة رقيقة فقد يكتفى عند اعداده للطهو بنقعه بماء دافىء للتخلص من الاتربةالعالقة به ثم يحك بظهر السكين بدلا من تقشيره واذا كان سطحه كثير الشقوق فيفضل ان يغلى بالماء قليلا للتخلص من الاتربة الداخلة بين تلك التشققات.

وأشارت الى ان هناك طرقا عدة لطهوه مبينة أنه قد يؤكل مع الخبز بعد (تشويحه) فوق النار بالزيت مع البصل والطماطم والتوابل كما يمكن كبسه مع اللحم والارز وقد يعمل حشوا لانواع مختلفة من الارز كما أنه يطيب ويؤكل مسلوقا.