كيف تقيّمين ردود الفعل حول «ذات»؟

Ad

سعادتي كبيرة لأن المسلسل وصل إلى قاعدة جماهيرية من الفئات العمرية المختلفة، ولأن تفرغي له ومعايشة الشخصية بواقعية لم يضيعا، بل قدرهما الجمهور، ما حمّلني مسؤولية كبيرة في خياراتي المقبلة، لأن النجاح لم يكن عادياً.

ألم تقلقي من طبيعة المسلسل التي تختلف عن باقي الدراما الرمضانية؟

كان رهاني الحقيقي على المسلسل ومضمونه. ربما لم يتابع البعض حلقاته الأولى، لكن، مع مرور الوقت، تضاعفت نسبة مشاهدته، وقد ظهر ذلك في استطلاعات الرأي وإقبال محطات فضائية على شراء حقّ عرضه التالي بعد رمضان.

هل تأثر المسلسل بتأجيل عرضه لمدة عام لعدم الانتهاء من التصوير؟

كان التأجيل لظروف خاصة مرتبطة برغبتنا في تقديم أفضل صورة وعدم الاستعجال، إضافة إلى الأوضاع السياسية غير المستقرة التي أجبرتنا على توقيف التصوير أكثر من مرة، والديكورات التي بنيت وترتبط بفترات زمنية مختلفة وفقاً للأحداث... كلها أمور فنية أضافت إلى العمل، وجعلت الجمهور يصدقه ويرتبط به.

استعانت الشركة المنتجة بالمخرج خيري بشارة لتصوير الحلقات الأخيرة، ألم تشعري بالقلق من هذه الخطوة؟

اتخذ المنتج غابي خوري هذه الخطوة بالتشاور مع المخرجة كاملة أبو ذكري لرغبتنا باللحاق بالعرض الرمضاني في السنة الماضية، وحرص كاملة على تنفيذ مونتاج الحلقات بنفسها، لذا كانت الاستعانة بخيري بشارة ليتولى إخراج الحلقات الأخيرة.

هل واجهتكم مشكلة بسبب هذه الخطوة؟

لا، لاختلاف الفترات الزمنية التي كان يتم التصوير فيها، بالإضافة إلى الاتفاق على الرؤية الإخراجية في التعامل مع الممثلين.

ما رأيك بالانتقادات الحادة التي تعرّض لها خيري بشارة؟

لم يكن لخيري بشارة الوقت نفسه الذي أتيح لباقي فريق العمل خلال التحضير، ثم الفترة الزمنية التي قدمها كانت مليئة بالكآبة والحزن والظروف السياسية غير الطبيعية، وهو أمر لا دخل له فيه. لا بد من مراعاة هذه الأمور عند تقييم الحلقات التي أخرجها.

هل جذبتكِ شخصية «ذات» عند قراءتك للسيناريو؟

لم تجذبني الشخصية فحسب بل الرواية التي قرأتها قبل أن يكون ثمة مقترح بتحويلها إلى عمل درامي، فقد تناول الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم ما يحدث في مصر بشكل معمق ودقيق، خلال مراحل زمنية مختلفة، وصاغت السيناريست مريم نعوم ذلك كله درامياً بشكل جيد. أتمنى أن تكون أعمالي على النهج نفسه لكني أعرف أن الأمر صعب.

لماذا؟

لأن العثور على عمل مكتمل الأركان ومحكم بطريقة «ذات» نفسها لا يصادفه الفنان كثيراً في مشواره الفني، لذا المسلسل إحدى المحطات المهمة في حياتي على الإطلاق.

كيف تعاملت مع المراحل العمرية التي مرت بها ذات؟

هذه النقطة بالذات حمستني للمسلسل، إذ منحني فرصة تجسيد أكثر من مرحلة عمرية في عمل واحد، وفي كل مرحلة أظهر بشكل وانفعالات وتصرفات مختلفة، أضف إلى ذلك الثراء الدرامي في التسلسل التاريخي للأحداث الذي يجعل لكل مرحلة صفات مختلفة، من حيث العلاقات الاجتماعية والعمل وغيرهما، ومنحني فرصة معايشة مراحل زمنية لم أعشها مثل الدراسة في الجامعة في السبعينيات.

يعزو البعض نجاح المسلسل إلى طبيعة النص الأدبي الذي اعتمد عليه، ما ردّك؟

لا أحد ينكر دور الرواية الأصلية في نجاح المسلسل، لكن تطرأ تغييرات على العمل الأدبي عندما يتم تحويله إلى دراما، عبر إضافة شخصيات وأحداث لإحكام الحبكة الدرامية، وهو ما نجحت فيه السيناريست مريم نعوم بجدارة، وعقدت جلسات عمل مع مؤلف الرواية لتعرف رأيه في الشكل النهائي للمسلسل.

ما ردّك على الانتقادات التي طاولت المسلسل بأنه ساير الموجة الثورية في حلقاته الأخيرة؟

انتهى تصوير الأحداث التي لم تكن في الرواية قبل ثورة 25 يناير بفترة كبيرة، أما التغيير الوحيد الذي أُدخل فهو تاريخ النهاية. كان يفترض بذات أن تخرج بتظاهرة شبابية كنوع من التمرّد على الحياة التي عاشتها، والتعديل الذي أُدخل هو خروجها يوم 25 يناير 2011 مع الشرارة الأولى للثورة.

هل ثمة مشاريع جديدة تعملين عليها راهناً؟

صوّرت دوري في فيلم «الفيل الأزرق» مع كريم عبد العزيز، وهو تجربة سينمائية مختلفة تحمست لها منذ قرأت الرواية، وأتوقع أن يحقق الفيلم نجاحاً، كذلك أقرأ أكثر من عمل ولم أستقر على أي منها حتى الآن.