يستخدم عياد النمر الألوان والأشكال الصريحة في أعمال تتجلى فيها طقوس الفرح والسعادة، يبتكر في معرضه الأخير في الأردن أجواءً من الحركة والانسجام، ويحرص على تحقيق التوازن بين الألوان الصريحة والمشرقة وبين الألوان ذات الحساسية الناعمة (الباستيلية) والتي تمتزج بحرية، جنباً إلى جنب مع تداخل وتدفق الخطوط التي تجبر العين على متابعة الحركة، فالعازفة على الناي أو العود منتشية من انسياب اللحن، لكن المجاورات لها في حالة سكون أو ذهول أو منحنيات إلى جهة في حالة ارتخاء في حين ينتظر المتلقي حالة أخرى.

Ad

تتكئ العازفات والصاحبات على بعضهن في مشهد حميم يعبّرن فيه عن طقس فرح شرقي، والطفل المرافق، كما أفصح النمر، هو حفيده والفتيات ينتسبن إليه. من هنا بدا المشهد حسياً وغامراً فيه من رقة التعبير الكثير. يستشعر الزائر السعادة لما تحمله الأعمال من إيماء لوني وحركي عن موضوع له علاقة بإثارة الإحساس السمعي وهو الموسيقى، لذا عمد الفنان إلى جلب أكبر قدر تلويني متمازج لبث الفرح.  يقول النمر إن أعماله مكرسة للاحتفاء بجمال الحياة، حيث يختبر المشاهد بحواسه كافة تجربة الاتصال الحميم والساحر مع لحظات مختارة من الحياة وتشابكاتها مع الموسيقى والرقص.

عياد النمر فنان مصري من جيل السبعينيات، تخرج في كلية الفنون الجميلة في جامعة حلوان عام 1977 بدرجة الشرف العليا. عمل بعد تخرجه مباشرة في تعليم الفنون في العاصمة الأردنية عمان، ووضع كتباً عدة في التربية الفنية والرسم. له رصيد حافل في العروض يصل إلى 15 معرضاً شخصياً لأعماله بين السنوات  1976 و2013 في كل من القاهرة وعمان والولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن مشاركته في عشرات المعارض الجماعية.

وكان عياد النمر قد أسس عام 1987، مع بداية إقامته في عمان، غاليري {أخناتون} وأشرف على إقامة معارض جماعية عدة للفنانين الأردنيين. يُشار هنا إلى أن أعماله المقتناة موجودة في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة؛ مجموعة البنك العربي ومجموعة بنك البتراء في الأردن؛ إضافة إلى مجموعات خاصة في كل من لبنان، العربية السعودية، البحرين، ماليزيا، هولندا، بريطانيا، إسبانيا، فرنسا والولايات المتحدة والأردن.

يستمر المعرض حتى 17 يونيو الجاري.