بعد منع كليبات وأفلام على قنواتها... هل تتحول «روتانا» إلى ترفيهية إسلامية؟

نشر في 22-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 22-05-2013 | 00:01
في توجه يعتبر غريباً على الشركة، منعت «روتانا» أخيراً كليبات لفنانات بحجة أنها تحتوي على مشاهد عري يجب عدم عرضها على المشاهد العربي، متذرعة باتخاذ قرار بمنع العري على شاشاتها، وطالبت النجوم بالتزام الآداب العامة... فهل هذه سياسة قررت القناة انتهاجها أم مجرد ركوب لموجة الإسلاميين؟ وما موقف النجوم منها؟
من أبرز الكليبات التي منعت «روتانا» عرضها أخيراً: «أسعد واحدة» لإليسا، «إحساس» لكارول سماحة، كليب لمي حريري، وكان مُنع عرض كليب «جرح غيابك» لكارول صقر لاحتوائه مشاهد ذات إيحاءات جريئة، ما دفعها إلى فسخ تعاقدها مع الشركة لعدم التزامها بوعودها معها، كذلك كليب «بياع الورد» لأمل حجازي الذي خضع لإعادة مونتاج قبل إعادة عرضه.

آخر تدخلات «روتانا» سحبها ملصق ألبوم جنات الجديد لإجراء تعديل على صورتها التي تظهر فيها بكتف وصدر عاريين، فعمدت الشركة إلى تغطيتهما. إلا أن بعض المصادر أفاد بأن الملصق الثاني سيطرح في السعودية. في السياق نفسه، حذفت مشاهد من أفلام تعرض على قناة «روتانا»، ما أثار تساؤلات حول سبب هذا التوجه.

هاجمت إليسا عبر صفحتها الرسمية على «تويتر» شركة «روتانا» لمنعها عرض كليبها بحجة خطأ تقني موجود وتضمنه مشاهد مثيرة. وبعد الجدل الذي أثاره هذا المنع في الوسط الفني ووسائل الإعلام عاودت «روتانا» عرض الكليب، حرصاً منها على عدم وقوع خلاف بينها وبين إليسا.

ظروف مختلفة

في تصريح صحافي له أوضح سالم الهندي (مدير عام شركة «روتانا للصوتيات والمرئيات») أن منع الكليبات خاضع لسياسة الشركة التي تتبعها منذ انطلاقها، وتنطوي على منع عرض أي كليب يحمل في طياته مشاهد خارجة لا تتماشى مع طبيعة المجتمع العربي وتقاليده، أو وقف عرضه لإعادة النظر فيه مجدداً، وطالب الفنانين بمراعاة الضوابط المعمول بها، خصوصاً أن قنوات «روتانا» تتابعها عائلات، لذا لا يُسمح بأن تدخل هذه المشاهد إلى البيوت، إيماناً من الشركة بدورها في المجتمع بالإضافة إلى الجانب الترفيهي.

يستبعد هندي ردود فعل عكسية من الفنانين حيال منع كليباتهم من العرض قائلا: «ما دامت الشروط واضحة ومن بينها أن القناة لا تعرض أي كليب يتضمن مشاهد تخدش الحياء العام، فلماذا لا يتقيد الفنان بها؟».

يضيف أن سبب إيقاف كليب «أسعد واحدة» لإليسا مجرد خطأ تقني ولم يتم منعه، لكن مُنِع كليب مي حريري لاحتوائه على مشاهد مثيرة.

بدوره، يرى الناقد إمام عمر أن الظروف الحالية التي تعرض فيها هذه الكليبات مختلفة عن السابق، يقول: «ما دامت شركة «روتانا» هي المنتجة لهذه الأعمال، فمن حقها منع العرض أو وقفه تبعاً لرؤيتها الخاصة، وهي بذلك لا تنتقص من حق الفنان بل تحافظ عليه منعاً لوقوع مشاكل».

يضيف: «روتانا» شركة سعودية، وبالطبع قامت بذلك كي لا تُتهم بأنها متناقضة، وعلى المخرجين الالتزام بالمعايير التي وضعتها لعرض الأغنيات المصورة، والأخذ في الاعتبار اختلاف الظروف في العالم العربي، وهذه ليست أوامر ولا توجهات بل مجرد احترام للرأي العام»، يتساءل: «من الأساس، لماذا صوّر الفنانون أعمالاً خارجة عن المألوف؟ وماذا لو عرضت على الرقابة ورفضتها؟}.

يشير عمر إلى أنه في حال تغاضت «روتانا» عن هذه المشاهد في الماضي، فإن الوقت الآن اختلف بعد ظهور الإسلاميين والسلفيين والجهاديين على الساحة السياسية.

تخلف وادعاء

يلفت الناقد نادر عدلي إلى أن «روتانا» ستواجه خسارة لاتباعها هذا التوجه، لا سيما أنه جديد عليها، يقول: «كل ما يقدم في العالم العربي من أغنيات مُصورة وأعمال سينمائية يحرص القيمون عليها على عدم خدش الآداب والذوق العام، وأي حذف بعد العرض يعتبر تراجعاً خطيراً وبداية نهاية هذه المحطات، وهو تصرف «متخلف» وإدعاء بالتديّن».

بدوره يتساءل الموسيقار حلمي بكر: «هل كانت «روتانا» كافرة وأسلمت الآن؟ من يفعل شيئاً يكون مسؤولاً عنه أمام الله وأمام نفسه. أرفض أن تظهر أي شركة نفسها على أنها البطل منقذ العناية الإلهية».

يطالب بكر مالك قنوات «روتانا» الأمير الوليد بن طلال بأن يسأل نفسه حول هدفه من إنشاء هذه القنوات؟ وهل هي دعوية أم تجارية ترفيهية؟

 يضيف: «إذا كانت دعوية فعليه الابتعاد عن النجوم الذين يتعامل معهم حتى لا يُدخلوه النار، وإذا كانت إعلامية ترفيهية فثمة مدير مسؤول عمّا يتم تقديمه فيها، وإذا كان غرضه التحكم في الأعمال بأمواله سواء بالحذف أو المنع أو وضع شروط، فليتذكر أن «روتانا» انطلقت في بدايتها من عرض كليبات العري، فهل تذكرت الإسلام الآن فقط؟».

عرض وطلب

يوضح صفوت العالم، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، أن هذه المسألة مرتبطة بالجدل الحاصل بين علاقة نمط الملكية بالمضمون ومحتوى الوسيلة الإعلامية والسياسات المتبعة التي تخضع لحسابات العرض والطلب، فتكون عوامل السوق هي الأساس في الحكم على المحتوى، وفي هذه الحالة يكون على المالك مجرد توفير الأموال للعرض ولا علاقة له بالمضمون، وتكون مسؤولية المشرفين والمتخصصين التنفيذ وفقاً لأولويات الجمهور ورغباته.

يضيف: «أيّا كان نمط الملكية فهو يتحكّم بمضمون البرامج وأسلوب تناول القضايا المختلفة ونوعية الموضوعات المطروحة، فمثلا بعدما أصبحت قناة «أل بي سي» الفضائية ملكاً لـ«روتانا» تغيرت قضاياها من لبنانية إلى سعودية، حتى التوقيت اختلف وأصبح وفقاً لمكة وليس لبيروت».

يلفت إلى أن مالكي «روتانا» حققوا انتشاراً وجماهيرية، وقد تكون على مشارف حسابات مع المجتمع السعودي من خلال سعي الوليد إلى تقلد منصب قيادي، يجعله يتنازل عن قضايا العرض والطلب، ويهتم بالتوجه الديني إرضاء للأسرة السعودية الحاكمة.

ويرى العالم أن ردة فعل الفنانين ستتوقف على اعتبارات المصلحة، فإذا وجدت الفنانة أنها مكسب كبير للقناة ستتمرد على الوضع، وإذا كانت مبتدئة سترضخ لهذه السياسات. عموماً، من ذاقوا حلاوة أموال «روتانا» يعرفون أهمية الحفاظ على مكانتهم فيها، كما أن العاملين في «روتانا» سيحاولون إرضاءهم بوسائل عدة.

back to top