وصف وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس، بعد مباحثات أجراها مع نظيره الأميركي جون كيري في جدة، سورية بأنها أرض محتلة، داعياً إلى تسليح المعارضة، في حين شكك المبعوث الدولي والعربي الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في انعقاد مؤتمر «جنيف 2» بشأن الأزمة السورية في يوليو المقبل.

Ad

بحث وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس، مع نظيره الأميركي جون كيري في جدة موضوع زيادة المساعدات للمعارضة السورية بما في ذلك المساعدات العسكرية. واعتبر الفيصل خلال مؤتمر صحافي مع كيري أن "مشاركة حزب الله والحرس الثوري الإيراني في سورية يعد أمراً خطيراً، ولا يمكن السكوت عنه، كما أنه لا يمكن اعتبار سورية الآن إلا أرضاً محتلة".

وأشار وزير الخارجية السعودي الى أن "السعودية تتطالب بقرار دولي واضح يمنع تزويد النظام السوري الفاقد للشرعية بالسلاح"، مشددا على ضرورة "تقديم مساعدات عسكرية الى مقاتلي المعارضة السورية للدفاع عن أنفسهم"، لافتاً الى أن "فقدان النظام السوري لشرعيته يجب أن يكون مانعاً من مشاركته في مستقبل سورية"، كما دعا الاتحاد الاوروبي الى "رفع الحظر عن تسليح الجيش السوري الحر".

من ناحيته، لفت كيري إلى أن "الأزمة في سورية زادت سوءا، والظروف ساءت إلى حد كبير، وباتت أكثر تعقيداً من خلال دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إيران وحزب الله إلى عبور الحدود والانخراط في النزاع السوري والمشاركة داخل سورية في عمليات القوات السورية"، مشدداً على أن "الحل الأفضل في سورية هو الحل السياسي الذي يسمح للشعب باتخاذ قرارات لمستقبله".

وقال وزير الخارجية الأميركي: "اننا نحاول تحديد دور كل الدول وما تستطيع القيام به إزاء الأزمة السورية"، لافتاً إلى "أننا اتخذنا قراراً بتوفير مساعدات إضافية للمعارضة السورية"، مشيرا إلى "اننا نريد القيام بذلك بشكل حذر، ودور السعودية محوري في هذا الإطار بالنسبة إلى مستقبل سورية".

وشدد كيري على أن "السعودية هي أحد أقرب الحلفاء لأميركا، ونحن نعمل حول مسائل أساسية في المنطقة بما فيها حماية الاستقرار في مختلف دول المنطقة والعلاقة بيننا مهمة ومحورية بالنسبة إلينا".

إلى ذلك، اعلن البيت الأبيض أمس أن "الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساء أمس الأول، وبحثا الموقف في سورية بما في ذلك "استخدام النظام لأسلحة كيماوية ضد شعبه".

الإبراهيمي

في سياق آخر، قال المبعوث الدولي والعربي الخاص الى سورية الأخضر الابراهيمي أمس، إن مؤتمر "جنيف 2 " بشأن الأزمة السورية لن يعقد في يوليو المقبل كما كان يأمل، ودعا الولايات المتحدة وروسيا للعمل على احتواء الصراع. وقال قبل أن يستهل جولة من المحادثات التمهيدية مع مسؤولين أميركيين وروس في جنيف "بصراحة أشك في ان يعقد المؤتمر في يوليو. المعارضة ستعقد اجتماعها التالي في 4-5 يوليو. ولذلك لا أعتقد انهم سيكونون جاهزين"،

طهران والهدنة

وأعلنت إيران أمس عن وجود اقتراحات لإيجاد هدنة بين أطراف القتال في سورية خلال شهر رمضان المقبل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إن ثمة مقترحات مطروحة لإيجاد هدنة ووقف لاشتباكات في سورية خلال شهر رمضان المقبل، إلا أنه لم تُجرَ مشاورات بهذا الخصوص الى الآن.

الأسد والمعارك

على صعيد آخر، اصدر الرئيس السوري بشار الأسد قانونا يعاقب فيه كل من يدخل سورية بطريقة غير مشروعة بدفع غرامة من خمس الى عشر ملايين ليرة سورية وبالحبس من سنة الى 5 سنوات، او بإحدى هاتين العقوبتين.

ميدانياً، تعرضت بعض الأحياء في شرق دمشق وشمالها وجنوبها لقصف من القوات النظامية، في حين تدور معارك عنيفة في بعض احياء حلب في شمال البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: "يحاول الجيش استعادة السيطرة على كل احياء القابون وجوبر (شرق) وبرزة (شمال) والحجر الاسود واليرموك (جنوب)"، وهي احياء توجد فيها جيوب لمقاتلي المعارضة وتشهد باستمرار اشتباكات، مضيفاً: "الثوار يقاومون، ولم يتمكن الجيش من السيطرة على هذه الأحياء الواقعة على اطراف العاصمة والتي بدأ هجوماً جديداً عليها منذ ستة أيام".

(جدة، دمشق، طهران -

أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)