أعلن رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو اطلاق المفاوضات لعقد اتفاقية للتجارة الحرة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية.

Ad

وتعد هذه الاتفاقية في حال تم التصديق عليها، من أكبر الاتفاقيات التجارية في التاريخ.

وقال باروسو ان هذا الاعلان يأتي بعد صدور تقرير أميركي- أوروبي مشترك يوصي ببدء هذه المفاوضات.

ودعا الرئيس الاميركي باراك أوباما لعقد اتفاقية تجارة حرة شاملة مع الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي واضعا ثقله خلف اتفاق يشمل نصف الناتج الاقتصادي العالمي.

وأعلن أوباما دعمه لعقد هذه الاتفاقية خلال خطابه السنوي امام الكونغرس، قائلاً: "اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي سوف تعزز الصادرات الاميركية وتدعم الوظائف الاميركية".

وفي بيان مشترك، قال اوباما وباروسو ان: "التجارة الحرة بين الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي ستدعم ملايين الوظائف على جانبي الأطلسي". واضاف البيان: "نحن ملتزمون بتعزيز هذه العلاقة لدعم الازدهار الاقتصادي".

وستعمل هذه الاتفاقية التجارية على ازالة كافة العوائق بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وتقدر التجارة الاوروبية -الاميركية بحوالي 455 مليار يورو سنوياً.

الخطاب السنوي

وكان الرئيس باراك أوباما أعلن إطلاق محادثات رسمية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بهدف التوصل إلى إقامة إحدى أهم مناطق التبادل الحر في العالم.

وقال في خطابه السنوي بشأن حالة الاتحاد أمام الكونغرس المجتمع بمجلسيه "سنبدأ مباحثات لتوقيع اتفاق شامل بشأن التجارة والاستثمار مع الاتحاد الأوروبي لأن التوصل إلى تجارة حرة وعادلة بيننا سيدعم ملايين الوظائف الأميركية التي بدورها ستؤمن مدخولا جيدا". وأضاف أن إطلاق هذه المفاوضات يأتي معه اقتراب الولايات المتحدة من إتمام محادثات التجارة الحرة مع دول المحيط الهادي وشرق آسيا المعروفة باسم اتفاقية "الشراكة عبر المحيط الهادي". وأعرب عن أمله في "إنهاء" المفاوضات التي أطلقت في 2004 إزاء اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي والتي تشمل خصوصا الولايات المتحدة وأستراليا وتشيلي وبيرو. ومع أن فكرة إقامة تبادل حر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أثيرت منذ سنوات عدة، فإنها عادت إلى الواجهة منذ أواخر 2011 إزاء فشل المفاوضات الدولية تحت رعاية منظمة التجارة العالمية. وكانت المحادثات تستند حتى الآن إلى مجموعة عمل، ومن المفترض إطلاقها رسميا على الصعيد السياسي لتدخل في صلب الموضوع.

وشدد أوباما: "علينا أن نتذكر أن عالم اليوم يطرح دون شك بعض المخاطر لكنه مليء بالفرص أيضا".

بوادر إيجابية

ومؤخرا، دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تسريع العملية وأشارت إلى "بوادر إيجابية" من جانب الولايات المتحدة. وفي خطابه لم يعط أوباما أي تفاصيل عن هذا الفضاء الاقتصادي الذي يضم  أكثر من 800 مليون مستهلك واقتصادين عملاقين تبلغ قيمة مبادلاتهما التجارية 645.9 مليار دولار، بحسب الإحصاءات الأميركية.

ورسوم الجمارك بين الطرفين متدنية نسبيا في الوقت الحالي، لكن لاتزال هناك قطاعات تحظى بالحماية وبالتالي رسومها مرتفعة، خصوصا من الجانب الأميركي كالملابس والنقل البحري.

وفي الجانب الأوروبي فإن تحرير المبادلات سيؤدي إلى نقاش خصوصا بشأن الزراعة والمواد المعدلة وراثيا المنتشرة في الولايات المتحدة بينما يحظرها الاتحاد الأوروبي.

ويبدو أن المفاوضات ستكون معقدة على الصعيد السياسي أيضا، سواء في بروكسل حيث المفوضية الأوروبية ستتولى الملف، أو في واشنطن حيث سيتعين على أوباما التوصل إلى تسويات مع الجمهوريين الذين يتمتعون بالغالبية في مجلس النواب.

وقال الخبير في مركز العلاقات الأطلسية في واشنطن أندراس سيموني: "هناك توافق منذ الآن بأن هذا الاتحاد سيعزز اقتصادي الكتلتين".

وتحاول الكتلتان من خلال التوصل إلى شراكة مميزة بينهما إلى الالتفاف على الحائط المسدود في مفاوضات منظمة التجارة العالمية حيث تصطدم دورة محادثات الدوحة بخلافات عدة.

(بي بي سي)