كلما تابعت فريق نادي كاظمة لكرة القدم تذكرت الفنان الراحل الكبير يوسف وهبي وهو يردد كلمته الشهيرة والتي يعرب من خلالها عن استغرابه واستنكاره لما يحدث أمامه مضخماً صوته "يا للهول" والتي أعتقد أننا سنرددها جميعاً اليوم محبين ومتابعين أو مهتمين لحال فريق كبير بحجم كاظمة، بعدما أصابه من وهن وتراجع مخيف حتى وصل الأمر به إلى الهبوط من أندية الدرجة الممتازة إلى دوري الدرجة الأولى، بعدما كان القائمون على هذا النادي العريق يفاخرون، على مر السنين، بأنهم الفريق الوحيد الذي صعد ولم يهبط قط منذ ستينيات القرن الماضي.

Ad

ومنذ صعوده عوّدنا كاظمة على أنه لا يقدم فقط الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم، بل إنه أحد الفرق التي تقدم كرة جميلة إن لم تكن هي الأجمل في السنوات السابقة، ولعلها ليست مصادفة أن يكون اللون البرتقالي هو العامل المشترك بين المنتخب الهولندي الذي قدم للعالم الكرة الشاملة وفريق كاظمة الذي غيّر من شكل الكرة في الكويت في أول سنوات بزوغ نجمه، واستمر في التألق محلياً وخارجياً حتى حصل على لقب سفير الكرة الكويتية الذي أطلقته عليه الجماهير بعد تألقه في أكثر من بطولة إقليمية وقارية.

اليوم سفيرنا يحتضر ولا يكاد يتعافى من آثار هزيمة حتى تصيبه انتكاسة إلى درجةٍ وصل به الحال أنه يخيل لنا أن "سعادة السفير" لن يقوى على الوقوف والنهوض من عثرته، كل هذا دون أن يكون لذلك سبب واضح للعيان، لكن ما هو جلي أن الفريق لم يعد يملك الروح التنافسية التي يحتاج إليها، وما هو واضح جداً أن المشاكل ضربت بأطنابها، وربما مازالت، وسط عدم رغبة صفوفه وإدارته الاعتراف بذلك، وهنا منبت الداء، فالمهم في أي علاج أن تعترف أولاً بالمرض، وهو المطلوب من القائمين على الفريق حتى يتمكنوا من الوصول إلى الحلول أو على الأقل أن يتلقوا المساعدة في ذلك، أما المكابرة ومحاولة إخفاء الحقائق فلن تؤدي إلى نتيجة بل ستزيد الطين بلة، وكلنا يتذكر أزمة يوسف ناصر وطلال الفاضل، وكيف أنكرت الإدارة وجود مشكلة في البداية، ثم اضطرت إلى حلها بالطريقة التي أرادها اللاعبان رغم محاولات إخفاء الحقيقة.

اليوم نحن لا نريد أن نفتح جراحاً بقدر ما نريد أن نعالجها، فتراجع كاظمة بهذا الشكل ليس في مصلحة أحد، وتأثيره سيكون كبيراً جداً على مستقبل الفريق والنادي وعلى الكرة الكويتية بشكل عام، لذلك يجب على كل من يستطيع أن يمد يد العون لنهوض "السفير من كبوته" والمساعدة في علاجه أن يقدم ما يستطيع، وعلى الجميع ألا يكابر، فموت "السفير" يعني سقوط ركن مهم من أركان الكرة في الكويت وبالأخص الكرة الجميلة التي افتقدناها منذ أن بدأ "سعادته" يحتضر.

بنلتي

حال كاظمة يجب ألا ينسينا السالمية صاحب الصولات والجولات، لكن ما يمر به السالمية كان أمراً مفتعلاً من البداية، فمن حاول أن يدمر الفريق نكاية في خصم انتخابي واستخدم اللاعبين وقوداً لمعركته أصبح يشرب من ذات الكأس التي أذاقها لغيره، يعني بكل بساطة "اللي حضر العفريت معرفش يصرفه".