استغل رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية (حزب الله) النائب في البرلمان اللبناني محمد رعد أمس احتفال "الحزب القومي السوري الاجتماعي" في الذكرى 65 لإعدام أنطون سعادة، ليكسر صمت "حزب الله" حيال الخلاف الذي ظهر الى العلن بين "قوى 8 آذار" بعد إعلان رئيس مجلس النواب زعيم "حركة أمل" نبيه بري أن التحالف بين هذه القوى في الملفات الداخلية قد انتهى، ومع تزايد الإشارات التي يرسلها زعيم "التيار الوطني الحر" ميشال عون والتي توحي بأنه في صدد "إعادة تموضع" في المشهد السياسي اللبناني.
واعتبر رعد أن "التحريض وتضخيم بعض التباينات الجزئية العادية بين أطراف الصف الوطني الواحد محاولة بائسة ساقطة حكماً لن تستطيع النيل من أساس التفاهمات الكبرى"، مشدداً على أن "التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر وبين سيد المقاومة والجنرال الحر أقوى وأرسخ من أن يصدّعه واهمون وستشهد الأيام تعزيزاً وتطويرا لآليات هذا التفاهم الذي يمثّل صفعة لقوى التقسيم والارتهان للاجنبي وسياساته التسلطية". ضبط الخلاف وكانت مصادر واسعة الاطلاع أكدت لصحيفة "الحياة" في طبعتها اللبنانية أمس أن "الاتصالات بين التيار الوطني الحر وحزب الله أدت الى ضبط الخلاف على عدد من القضايا، تحت سقف استمرار التحالف"، مشيرةً الى أنه "لا مانع لدى الحزب من أن يأخذ عون هامشاً من حرية الحركة في علاقاته السياسية ومواقفه تحت هذا السقف ومراعاة لمصالحه السياسية، مثل انفتاحه على المملكة العربية السعودية لأسباب تتعلق بمصالح اللبنانيين المتعاطفين معه في الدول الخليجية التي أخذت موقفاً متشدداً إزاء اشتراك حزب الله في المعارك في سورية". وفي موضوع تشكيل الحكومة، أكد رعد أنه "من حق الصف الوطني أن يشارك بحسب حجمه النيابي أن يشارك في تشكيل حكومة سياسية جامعة لتستطيع قطع الطريق على الفتنة والاستمرار بادارة شؤون البلاد،". تأليف الحكومة إلى ذلك، أوضح المكتب الإعلامي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري أن «مقترحات برّي لتحريك الملف الحكومي وتسهيل التأليف لا تزال قائمة، وكذلك بشأن ما اقترحه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة لجهة المداورة في الحقائب»، لافتاً إلى أن «ما عدا ذلك عار من الصحة». وكانت مصادر سياسية كشفت أن بري تراجع عن مبادرته لتسريع وتسهيل عملية تأليف الحكومة بضغط من "حزب الله". واقترح بري قيام "الثنائي الشيعي" (حركة أمل وحزب الله) بتقديم لائحة بالمرشحين الى الحكومة الجديدة بمعزل عن "التيار الوطني الحر" على ان يختار رئيس الحكومة المكلف تمام سلام خمسة من بينهم هي حصة التمثيل الشيعي في حكومة تضم 24 وزيراً. وكان عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" (حزب الله) النائب نواف الموسوي اشتكى أمس من "عدوان سياسي قائم في لبنان الهدف منه هو محاولة شطب حزب الله من المعادلة السياسية"، متهماً بعض القوى السياسية بأنها "ترفض مشاركة حزب الله في الحكومة"، في إشارة الى موقف "قوى 14 آذار" التي تطالب بتشكيل حكومة غير سياسية لإدارة المرحلة.
دوليات
لبنان: «حزب الله» يقلل من أهمية الخلاف مع عون ويشكو من محاولة لـ «شطبه»
15-07-2013