حادثة غاز التكييف في «الأشغال» و«الكهرباء» مؤشر إلى قصور الأمن والسلامة

نشر في 07-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-09-2013 | 00:01
في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة على خلفية احتمال توجيه ضربة عسكرية لسورية وتداعيات ذلك على الدول المحيطة، تتحرز دول المنطقة وتستعد لمواجهة توابع تلك الضربة وامكانية وصول أي شرارات اليها، من خلال اجراءات الامن والسلامة التي يجب توافرها بجميع جهات الدولة لتأمين ارواح المواطنين والمقيمين فيها.

وعلى الرغم من حديث الحكومة عن انجاز تدابيرها الاحترازية، اظهرت حادثة الاشتباه بتسرب غازات التكييف في وزارة الاشغال العامة وجارتها وزارة الكهرباء والماء الاسبوع الفائت قصورا في تطبيق تلك الاجراءات الاحترازية، وغياب اجراءات الامن والسلامة في المباني، ذلك ان تلك الحادثة البسيطة هزت الوزارتين، بعدما توهم بعض الموظفات بتسرب غازي من فتحات التكييف العلوية في مبنى وزارة الاشغال، مما استوجب الاستعانة بفرق الاطفاء لاخلاء المكان والبحث عن اماكن الانبعاث، ولم يتبين وجود اي غازات.

وفي السياق ذاته، قال عدد من الموظفين الاداريين بالوزارتين لـ"الجريدة" ان اجراءات الامن والسلامة الذاتية كانت غائبة تماما في المبنيين، وكان ذلك ملاحظا، إذ انطلقت صافرات الانذار في الموقع، وانطلق معها الموظفون الى خارج المبنيين، من دون وجود اي تنظيم لاخراجهم، مما احدث فوضى عارمة داخل الوزارتين.

واضافوا ان المنظر كان مخيفا لاسيما مع تدافع الموظفين بسبب الخوف من وجود غازات مؤذية، وانعدام وجود موظفين ينظمون خطة الخروج او يوزعون معدات الامن والسلامة لتأمينهم من الغازات المنبعثة، فضلا عن حالات الهلع والصراخ التي اصابت البعض في المواقع كردة فعل لما يحدث.

وذكر الموظفون ان السبب يعود الى عدم وجود خطة واضحة لاجراءات الامن والسلامة في الوزارتين، أو أي تعليمات وارشادات يتم تدريب الموظفين عليها، بالاضافة الى عدم وجود موظفين مختصين للتعامل مع تلك الحالات، إذ تبين غياب عدد كبير من موظفي الامن والسلامة وعدم تواجدهم في مواقعهم خلال تلك الحادثة.

وطالب موظفون وزير الاشغال العامة وزير الكهرباء والماء عبدالعزيز الابراهيم  بالتوقف عند تلك الكارثة والتمحيص جيدا في مدلولاتها والاستفادة من تلك المشكلة البسيطة التي كشفت عن مستور كبير يجب اتخاذ قرار مناسب له واصلاحه.

واشار الموظفون الى ان ما حدث من تسرب وهمي كان بالنسبة للوزارة بمثابة النعمة ولم يكن نقمة، وذلك لكشفه عن افتقاد الوزارتين لاشتراطات الامن والسلامة، ووضع الوزارة امام الامر الواقع ومعرفة طريقها ومدى استعدادها لاي حوادث كارثية قد تطرأ مستقبلا، موضحين ان الوزارة بهذه الصورة تفتقر الى اشتراطات الامن والسلامة، وإذا لم تلحق نفسها مبكرا فان الامور قد تقود الى ما هو اسوأ في المستقبل.

back to top