صدمة نفطية جديدة... وعكسية!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
أنا لست خبيراً نفطياً أو متخصصاً في شؤون الطاقة، لكنني متابع جيد لكل ما يتعلق بهما منذ زمن طويل، لأن النفط مصدر رزق وطني ودخلنا جميعاً ككويتيين، وسبب رفاهيتنا وحفظ أمننا الوطني الذي يتداعى العالم للمشاركة فيه لتأمين إمدادات النفط له، ونظرا لما قرأت وتابعت فإنه لا يوجد شيء مؤكد 100 في المئة في مجال الطاقة، لكن هناك أساليب علمية للقياس والتوقع، وهذه الأساليب تقول إن إنتاج برميل النفط من الصخور الزيتية يكلف حالياً 80 دولاراً، ويمكن أن ينخفض قليلاً مع تطور التكنولوجيا الحثيث، خاصة أن الولايات المتحدة سمحت بتزويد الصين بهذه التكنولوجيا المعقدة وقريباً الهند أيضاً، رغم مساوئها البيئية لأسباب مجهولة تسعى لها واشنطن بشكل سريع لتفقد نفط الشرق الأوسط قيمته، رغم تحفظات أميركا في نقل التكنولوجيا بشكل سريع إلى بكين ودول البريكس.باختصار ووفقاً لرؤى بعض المتخصصين فإن إبطال هذه المحاولات لن يتأتى إلا بتراجع أسعار برميل النفط إلى ما دون 80 دولاراً أميركياً حتى يصل إلى حد 60 دولاراً، ليصبح إنتاج النفط من الحجر الزيتي مكلفاً وغير اقتصادي، ويشكل عبئاً ضخماً على الميزانية الأميركية لو استمرت في تقديم الدعم لهذا الإنتاج، لاسيما ان الميزانية الفدرالية تعاني بشدة الدين العام وصراع ضريبة الفقراء والأغنياء بين سياسييهم، وهذا النهج طبعاً يحتاج من الدول النفطية أن تضع مصلحتها أولاً وقبل ما سيحدث في أميركا عبر العمل على خفض الأسعار على المدى المتوسط من خلال زيادة الإنتاج.وبالتأكيد فإننا في الكويت سنعاني تراجع أسعار النفط، لكننا يجب أن نتكيف من الآن فصاعدا مع صدمات النفط العكسية في سوق الطاقة المتقلب، وأن نفكر جدياً في الإصلاح الاقتصادي الحقيقي وليس الإصلاح المقتصر على "باب الرواتب"، عبر مراجعة تكاليف المشاريع ورسوم أراضي الدولة التي توزع في المشاريع الكمالية مثل "المولات"، والضريبة التصاعدية على الدخل، على أن تستمر في المقابل مشاريع التنمية المهمة من الفوائض المتراكمة لتشكل دخلاً بديلاً حقيقياً للدولة.