مخرج «بوسي كات» علاء الشريف: الاستمرار في الإنتاج جنون... وقررت الاعتزال

نشر في 07-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-06-2013 | 00:01
No Image Caption
يعيش المؤلف والمنتج والمخرج علاء الشريف حالة من السعادة بعد طرح فيلمه الثاني {بوسي كات} في دور العرض، وعلى الرغم من حصوله على ردود فعل جيدة من الجمهور فإنه قرر اعتزال الفن لأنه يرى أن الاستمرار فيه وسط ما يحيط به من عثرات إنتاجية ضرب من الجنون.
عن الفيلم ورأيه في واقع السينما وقرار الاعتزال كان معه هذا اللقاء.
لماذا اخترت عنوان {بوسي كات}؟

لأن الفيلم يدور حول شخصية بوسي التي تملك محلا لتصفيف الشعر اسمه {بوسي كات} في منطقة شعبية، يعرف أهلها أن هذه الفتاة منحرفة. تدور الأحداث في إطار اجتماعي كوميدي. الفيلم من بطولة راندا البحيري، انتصار، الراقصة الاستعراضية صوفيا، علاء مرسي، ومنير مكرم.

كيف جاءتك فكرته؟

يعرض الفيلم قصة حقيقية لفتاة مرت بهذه التجربة؛ إذ تعرضت للتجسس من بعض الشباب الذين صوروها وتداولوا صورها عبر البلوتوث، ومن ثم واجهت مشاكل كثيرة وأزمات مع أهلها وجيرانها.

كمنتج، لماذا استعنت بكل هذه الوجوه الجديدة في الفيلم؟

لأن {بوسي كات} يعتبر تجربة محدودة التكاليف، ومن الصعب في الوقت الحالي الاستعانة بنجوم الصف الأول في أعمال سينمائية بسبب ارتفاع أجورهم، وفي كثير من الأحيان تكون هذه الوجوه أفضل من النجوم وأكثر إفادة للعمل لأن النجوم اعتاد الجمهور مشاهدتهم في أدوار معينة وقد لا يصدقهم في غيرها.

هل واجهت أي صعوبات في توجيههم؟

على العكس؛ فهم ممثلون على وعي بأدوارهم وعملهم، وهذه ليست المرة الأولى لهم في التمثيل؛ منهم خريجو معهد السينما، ومنهم من قدم أعمالاً مسرحية وسينمائية، لكن الحظ لم يعطهم الشهرة التي يستحقونها.

ألم تخشى أن تكون ثاني تجاربك السينمائية مع وجوه جديدة؟

لا لأنني في الفيلم أتحدى القاعدة الشائعة بأن النجم هو البطل الذي يجذب المشاهد. باختصار، أحاول التأكيد على أن إقبال الجمهور على السينما يأتي لأجل الفيلم لا النجم.

لماذا كثرت الأغنيات الشعبية داخل الفيلم؟

لأنها تساعد في ترويجه، خصوصاً أن قطاعاً عريضاً من الجمهور يفضل مشاهدتها والاستماع إليها، كذلك لا أرى أنها كثيرة إلى الحد المبالغ فيه، إلى جانب أنها تساعدني في عرض فكرة الفيلم.

ما ردك على انتقاد البعض للفيلم على اعتبار أنه مليء بالمشاهد الخادشة للحياء؟

هؤلاء جاهلون ولا يعرفون كيف يتحدثون؛ ففيلم {بوسي كات} محترم وخال من الإثارة، ولا يتضمن أي مشهد خادش للحياء، وعليهم أن يروا الفيلم بعين التقدير للمجهود المبذول فيه.

هل حذفت الرقابة مشاهد منه؟

على العكس، فقد أشادت الرقابة بالفيلم وبمضمونه والقضية الجادة التي يناقشها، ويمكن سؤال رئيس جهاز الرقابة عبد الستار فتحي على المصنفات الفنية وسيؤكد صدق ما أقوله.

كيف كانت ردود الفعل نحو {بوسي كات}؟

الحمد لله سعيد جداً بها؛ فقد وردتني تعليقات جيدة ومدحاً يرضيني، بل  تعدى المدح ما وصلني بعد عرض {الألماني}.

هل ترى أن توقيت عرض الفيلم مناسب؟

تأجل عرض الفيلم أسبوعاً لظروف فنية سيئة وقد أثر ذلك على مستوى إقبال الجمهور عليه، ولو كان عرض في وقت آخر لكان حقق مشاهدات وإيرادات مرتفعة، خصوصاً أن أفلاماً أخرى تُعرض في الوقت نفسه، ويؤدي بطولتها نجوم، مثل {الحرامي والعبيط} و{تتح} و{سمير أبو النيل}.

التأليف والإنتاج والإخراج... أيهما الأقرب إليك وهل اعتدت إخراج الأعمال التي تكتبها؟

التأليف أقرب مجال إلى قلبي؛ لأنه المرحلة التي أكون فيها مسيطراً على كل شيء من دون أي مؤثرات أخرى على العمل الفني، ومن بعده الإخراج الذي يعمل على توظيف العناصر كافة لخدمة القصة المكتوبة، لذا أنا مقتنع بفكرة القيام بهذه المهام لأنني سأقدم وجهة النظر التي كتبتها كما هي، وبالتالي لست في حاجة إلى مخرج آخر.

ما رأيك في ظاهرة القرصنة التي تتعرض لها غالبية الأفلام؟

تخسر صناعة السينما الملايين بسبب تلك الظاهرة، إذ يُسرق الفيلم حتى قبل عرضه. تطوعت منذ فترة وطرحت على بعض الجهات التي يهمها الأمر مشروعاً للقضاء على هذه الظاهرة من خلال إنشاء مواقع تسويق أفلام السينما على الإنترنت في مقابل مادي بدلاً من عرضها مجاناً، والتبليغ بالمواقع التي تعرضها مجاناً، واتخاذ إجراءات قانونية تجاهها بموجب تفويضات من المنتجين أصحاب الأفلام. ولكن للأسف، لم تهتم هذه الجهات بالمشروع، وبالطبع لن أفرض فكري على شخص غير مهتم بحماية ماله.

كيف ترى وضع السينما الحالي؟

المشكلة الإنتاجية مؤثرة على هذا الوضع عموماً، كذلك انعدام مصادر التمويل والتسويق والبيع الخارجي على الفضائيات، وبالتأكيد لن يُنفق المنتج أمواله على عمل لن يجني منه ما أنفقه؛ لأنه يحصل على 40 % فقط من إيرادات الفيلم والتي لا تغطي بالتأكيد ميزانيته. قررت اعتزال الفن من النواحي كافة، تأليفاً وإنتاجاً وإخراجاً، لأنني لم أعد أستطع تحمل المحيط الفني والظروف السيئة التي نعمل فيها.

ما الحل في رأيك؟

أن يقلل الفنانون من أجورهم أو يساعدوا في بيع العمل للقنوات الفضائية ويساهموا في الميزانية.

هل ترى أن المشكلة لدى المنتجين؟

تكمن المشكلة في صناعة السينما الآن بشكل عام؛ فالاستمرار في الإنتاج السينمائي ضرب من الجنون، وأعتبر نفسي مجنوناً لأنني على رغم خسارتي في فيلم {الألماني} إلا أنني سعيت إلى جمع بعض الأموال وإنفاقها لإنتاج فيلم {بوسي كات}الذي لا أعلم إن كان سيحقق ما أنفقته. ولكن عشقي وعشق غيري من السينمائيين هو الذي يدفعنا إلى الاستمرار في ذلك، لذا آخذ على بعض المنتجين الكبار ابتعادهم عن الإنتاج الآن على رغم أنهم تربحوا الملايين من السينما المصرية حينما كانت في أفضل أحوالها، ثم تركوها في أزمتها الراهنة.

ما توقعاتك للمواسم السينمائية المقبلة؟

لا أعتقد أن وضع السينما سيتحسن بل سينهار.

back to top