د. مصطفى عادل: التوابل أهم أسباب متاعب القولون

نشر في 21-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 21-07-2013 | 00:02
اعتبر الاختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي د. مصطفى عادل أن الجهاز الهضمي هو «المظلوم الأكبر» في شهر رمضان، مُرجعاً ذلك إلى العادات الخاطئة التي يقوم بها الصائمون بعد الإفطار، وقال إنه لا يُفضل صيام مرضى الكبد في حالاته المتأخرة، والمصابين بالفشل الكلوي لمعاناتهم من الجفاف.
لماذا يعاني معظم الصائمين من مشاكل في الجهاز الهضمي خلال شهر رمضان؟

يُعتبر الجهاز الهضمي “المظلوم الأكبر} في شهر رمضان، بسبب العادات الصحية السيئة التي يقوم بها كثير من الصائمين، على رغم أنه من المفترض أن يكون الشهر الكريم فرصة لراحة المعدة والأمعاء وتجديد نشاط الجسم عموماً، لذلك نجد أن غالبية المشاكل الصحية التي تصاحب الصيام تظهر أعراضها على الجهاز الهضمي، مثل صعوبة الهضم وعسره، كذلك يزداد وزن كثير من الصائمين مع نهاية الشهر مع أنه من المفترض أن يكون فرصة لتقليل الوزن أو تثبيته، وذلك كله يعود إلى الإسراف في تناول السكريات والأطعمة الغنية بالدهون.

هل ثمة أمراض تصيب الجهاز الهضمي تحول دون الصيام؟

يُنصح مرضى الكبد أو الالتهابات الفيروسية والاستسقاء وأورام الكبد في الحالات المتأخرة بالإفطار، كذلك المرضى الذين يعانون من القرحة الحادة والمزمنة في المعدة والأثنى عشر نظراً إلى حاجتهم إلى تناول وجبات كثيرة على فترات قصيرة لمعالجة تأثيرات الحامض على جدار المعدة. كذلك لا يُفضل صيام المصاب بالنزلات المعوية المصحوبة بالإسهال الشديد المتواصل لأنه يفقد كمية كبيرة من السوائل والأملاح يصعب تعويضها بسبب الصيام، وقد يصاب بالإغماء الناتج من انخفاض ضغط الدم والجفاف أو حتى الفشل الكلوي في حالات الجفاف الشديدة. كذلك لا ينصح بالصيام للمرضى الذين خضعوا لجراحات في المعدة مثل قطع أو استئصال جزء منها. والأمر نفسه ينطبق على حالات قرحة المعدة الشديدة، إذ يحتاج المرضى إلى تناول وجبات صغيرة منتظمة من الطعام. وينصح بمنع مرضى السكري، لا سيما النوع الأول، من الصيام لعدم قدرتهم على الامتناع عن الطعام لفترات طويلة قد تصل إلى 16 ساعة.

ماذا عن مرضى القولون؟

يمكن تجنب متاعب القولون بالابتعاد عن تناول الأطعمة التي تحتوي على عناصر مُهيجة للأمعاء الحساسة، ولعل أشهرها التوابل والفلفل الحار والأطعمة المقلية أو الغنية بالدهون والمكسرات نظرا إلى احتوائها على كميات كبيرة من الدهون. كذلك لا ينصح بالإفراط في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين كالشاي والقهوة أو على الصودا مثل المشروبات الغازية. وعلى مرضى القولون اللجوء قدر الإمكان إلى الأطعمة المسلوقة غير معقدة الطهو.

كيف نتغلب على مشكلة العطش خلال ساعات الصوم؟

يجب أن يتجنب الصائمون عموماً والمرضى خصوصاً، تناول الأطعمة التي تحتوى على كميات كبيرة من الأملاح والمخللات والتوابل والبهارات خلال وجبتي الإفطار والسحور، خصوصاً أثناء وجبة السحور، كذلك شرب عصائر مرطبة والعرقسوس والتمر الهندي والكركديه وكميات قليلة من الماء على فترات متقطعة بعد الإفطار، فضلاً عن الإكثار من تناول الخضروات والفواكه خلال ساعات الإفطار. كذلك يجب تجنب تناول كميات كبيرة من الماء عند السحور، لأنه لا يقضي على الشعور بالعطش أثناء الصيام في اليوم التالي حيث إن هذه المياه تكون زائدة عن حاجة الجسم ويتخلص منها عن طريق الكلية خلال ساعات قليلة بعد تناولها.

ما أسباب الدوار الذي يتعرض له بعض الصائمين خلال ساعات الصيام، وكيف يتجنبونه؟

انخفاض نسبة المياه والسكر والأملاح في الجسم هو السبب الأكثر شيوعاً للدوار أثناء الصيام، واحتياج المدخن إلى النيوكتين أو المفرطين في تناول الشاي والقهوة إلى “الكافيين}، كذلك السهر لساعات متأخرة وعدم الحصول على قسط كاف من النوم. عموماً، فإن تناول الزبادي والعصائر والفواكه التي تحتوى على الألياف كالبطيخ مثلاً، يقلل من الإحساس بالعطش. كذلك يُنصح بتناول التمر في بداية الإفطار لأنه يحتوي على نسبة جيدة من السكريات تساعد الصائم على عودة السكر إلى معدلاته الطبيعية داخل الجسم وتناول وجبة سحور متكاملة. وللتغلب على الشعور بالدوار، ينصح بالاسترخاء مع رفع القدمين إلى الأعلى لإعادة تدفق الدم إلى الدماغ.

ما أضرار تناول المياه المثلجة قبل البدء بالإفطار؟

يعتقد البعض أن تناول المياه المثلجة، خصوصاً مع تزامن رمضان في الصيف، يقلل من الإحساس بالعطش، وهو اعتقاد خاطئ لأنها تتسبب في انقباض الشعيرات الدموية، وبالتالي تراجع قدرة الجسم على الهضم، ويلجأ بعدها الإنسان إلى ضخ كمية كبيرة من المياه في المعدة اعتقاداً منه أنها تساعد في الهضم، من دون أدنى إحساس بالارتواء.

هل ثمة أطعمة ترفع كفاءة جهاز المناعة؟

الخضراوات والفاكهة في مقدمة الأطعمة المفيدة للمناعة بسبب ما تحتويان عليه من أملاح وفيتامينات ضرورية لبناء جهاز مناعي سليم. في المقابل، فإن الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون يؤدي إلى ارتفاع نسبة الدهون والكولسترول في الجسم وإلى إضعاف جهاز المناعة، لذا ينصح بالاعتدال وتجنب الإفراط في تناولها.

ما أهمية طبق السلطة للأصحاء والمرضى على السواء؟

يجب أن تكون السلطة الضيف الحاضر دائماً على المائدة، في رمضان أو غيره من الأشهر، وعلى قائمة الأصحاء والمرضى، لما لها من فوائد جمة. السلطة مصدر غني بالألياف التي تقي من الإمساك وتبطئ عملية امتصاص السكريات، فضلاً عن أنها مصدر للأملاح المعدنية والفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تعد من عناصر الجسم الحيوية وتساهم في تقوية جهاز المناعة، كذلك تقلل من الشعور بالجوع مساعدةً في ذلك من يرغبون في اتباع نظام غذائي لتقليل الوزن، إضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية منخفضة.

back to top