ماذا يكتب «حمد»؟
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ما يحدث اليوم يخرج عن نطاق الوعي البسيط، ويثير حنق كل من تعلم يوما كيف يكتب بحرية لا أقول مطلقة، لكنها حرية مسؤولة بالتأكيد. ويسعد في المقابل الذين صبوا كل قدراتهم على تعلم بعض الماضي المتزمت والمنغلق والمناقض لأبسط قواعد التفكير العلمي. هؤلاء الذين يودون ليس القضاء على حرية الكلمة ومساحة التعبير لكنهم أكثر من ذلك يتمنون لو عاد بهم الزمن إلى الوراء ليقيموا الحد على ابن الرومي ويرجموه، ويجلدوا أبا نواس، ويضعوا رأس أبي العلاء المعري على النطع. هؤلاء الذين نؤيدهم في ضرورة التغيير نحو مزيد من الحريات وتقبل اختلاف الاثنيات وتعدد الطوائف للخروج ببلاد تبحث عن موقع قدم لها بين الحضارات والصناعات الشرسة، ونختلف معهم بنفس الدرجة في طريقة تعاملهم مع الفكر والثقافة والفن والأدب والاقتصاد والسياسة أيضا. وإذا نجحوا في اقتلاع كل ذلك وإلغائه كيف ستكون الدولة التي يعدوننا بها؟إن القلم الذي حملوه وتعلموا به يتحول إلى معول ليهدم كل ما تم بناؤه، ورفش لاقتلاع الجذور التي لم يمنحها حكام العسكر ماء الحرية لتنموا كما يليق بها. وهم يبشروننا بأنهم لن يكونوا أكثر رحمة بنا ممن سبقهم. إن القلم الذي تعلموا به الكتابة يتحول إلى رمح يغتال كل من يعارضهم فكرا ويختلف معهم في الرأي. سيغتالون مفكرا هنا ولكن لا يستطيعون اغتيال فكره، سيحرقون كتبا هناك ولكنهم لن يقتلعوا الرؤوس التي تؤمن بها، وإذا لم يفكروا لمسافة أبعد من لحاهم الطويلة فإنهم يحفرون بمعاولهم قبورهم هم.• أعياد مباركة للكويت التي نطمح جميعا أن تظل واحتنا الأجمل ونطمح جميعا أن تبقى كما كانت منارتنا الأروع. أعياد الكويت في يومي استقلالها وتحريرها هي تاريخنا نحن جيل "مع حمد قلم"، وأجيال من سبقونا، وأجيال ستأتي بعدنا نتمنى ألا نخذلها أبدا. ولن تفي الأحرف حق هذه الأم التي تحملت فوق ما تستطيع أم مثلها رغم جسدها النحيل.