مصير «مبادرة» الخطيب!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
يقول الشيخ معاذ الخطيب إن ما قام به مبادرة شخصية، وإن دافعها إحراج النظام، وهو أيضاً السعي إلى إيجاد مخرج لهذه الأزمة ووضع حد، بسرعة، لمعاناة الشعب السوري، وهنا فإن السؤال الذي من الضروري توجيهه إلى هذا الشيخ الجليل هو: هل فعلاً أنه كان يتوقع عندما طرح هذه المبادرة أن بشار الأسد سيلتقطها على اعتبار أنها طوق نجاة له ولنظامه ولبلد تعرض لكل هذا الخراب والدمار، ولشعب نزفت منه كل أنهار الدماء هذه على مدى نحو عامين متلاحقين؟! في اليوم نفسه الذي أعلن فيه الشيخ معاذ الخطيب التمديد لمبادرته، بادر بشار الأسد إلى تأكيد أنه لن يتنازل مهما اشتدت "الضغوط" و"المؤامرات" عليه، وقال إن سورية ستبقى قلب العروبة النابض، وإنها لن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما تنوعت المؤامرات التي لا تستهدفها وحدها، بل تستهدف العرب جميعهم.وهذا يجب أن يذكِّر الشيخ معاذ الخطيب بتلك النظرية القائلة: إنك إن تراجعت أمام الخصم خطوة واحدة فإنه سيضاعف الضغط عليك ليجبرك على التراجع أمامه عدداً من الخطوات الجديدة... وحقيقة أن بشار الأسد قد فهم هذه المبادرة على أنها بداية الاستسلام، ولذلك فإنه لجأ إلى التصعيد عسكرياً وسياسياً بدون أن يبدي أي اهتمام جدي بهذه القفزة المجانية التي لم تكن ضرورية على الإطلاق.في كل الأحوال هناك معلومات تتحدث عن أن المعارضة تنهمك الآن في إعداد مبادرة فعلية وجدية لتكون بديلاً عن مبادرة الشيخ معاذ الخطيب التي ولدت ميتة.وهذا يعزز الآمال بإمكانية أن يكون هناك هجوم معاكس مضاد لهجوم النظام، وأن يكون هناك إجماع وطني على هذه المبادرة الجديدة، التي يجري إعدادها كي تستقيم الأمور، وتوضع كل الدول التي تتحدث عن حل سياسي للأزمة السورية أمام مسؤولياتها الفعلية والحقيقية.