وضعت جماعة "الإخوان المسلمين" نفسها في مأزق سياسي صعب، بعد أن كشفت أمس عن تواضع التأييد الشعبي لها، في أعقاب فشل دعوتها الأنصار والمؤيدين إلى التظاهر بكثافة ضمن فعاليات جمعة "الشهداء"، فخسرت أحد أهم أسلحتها ممثلة في القدرة على الحشد، مع نزول المئات فقط إلى الشارع، معظمهم من كوادرها والقوى المنضوية في "التحالف الوطني لدعم الشرعية".

Ad

ولم تنجح جماعة "الإخوان" في تنظيم تظاهرات في قلب القاهرة، التي تحولت إلى ثكنة عسكرية وأمنية، مما أجبر أنصار الجماعة على تنظيم تظاهرات محدودة على الأطراف الجنوبية للعاصمة المصرية في حلوان وكرداسة.

ووقعت اشتباكات محدودة بين أنصار "الإخوان" والأهالي في ميدان الجيزة، وعدة محافظات منها الغربية والشرقية، طارد خلالها الأهالي أنصار الجماعة، في حين سقط قتيل واحد وعشرات المصابين في مدينة طنطا بمحافظة الغربية.

واتضح للجميع أن الضربة الأمنية التي تلقتها جماعة "الإخوان" على مدار الأسبوع الماضي، كان لها التأثير الحاسم على التنظيم، الذي ساده الارتباك، وانقطعت السبل بكوادره بعد غياب القيادات في السجون، وكان آخرها حسن البرنس وأحمد مراد.

وامتدت الضربات الأمنية إلى سيناء، إذ أعلنت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة، على "فيسبوك"، نجاح الحملات الأمنية في المحافظة حتى يوم أمس، في قتل 78 من العناصر الإرهابية والقبض على 203، في حين تمّ كشف محاولات "الإخوان" لاستغلالهم في عمليات إرهابية ضد الجيش والشعب المصري.

وتزامنت الضربات الأمنية مع فتح أدمن "الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة" على "فيسبوك"، باب "الخروج الآمن" أمام شباب جماعة "الإخوان"، إذ قال أمس: "لشباب الإخوان نقول: مصر تفتح لكم ذراعها"، ملقياً باللائمة على قياديي الجماعة "الذين سقطت أقنعتهم وحاولوا الهرب، وتركوا الشباب يواجهون مصيرهم أمام غضب الشعب".

وبينما تسعى عدة أحزاب سلفية إلى تفعيل مبادرة نائب رئيس الوزراء وزير التعاون الدولي زياد بهاء الدين، لحل الأزمة السياسية، كمحاولة لإنقاذ تيار الإسلام السياسي من السقوط في مصر، علمت "الجريدة" أن هناك تياراً داخل "الإخوان" يقف على رأسه القيادي محمد علي بشر، يرغب في إنهاء الأزمة الحالية، مع إدراكه استحالة فرض شروط الجماعة بعد هزيمتها في الشارع جماهيرياً، وسقوط قياداتها في قبضة الأمن.