بانتظار نتائج انتخابات اليوم!

نشر في 14-06-2013
آخر تحديث 14-06-2013 | 00:01
 صالح القلاب بغض النظر عمَّن سينجح في انتخابات اليوم الإيرانية، المحافظون أم الإصلاحيون، فإن هذا لن يغير في واقع الأمر شيئاً مادام الذي يحكم هو الولي الفقيه علي خامنئي ومادام أنَّ له عصمة الأنبياء وأنَّ رئيس الدولة، وهذا ثبت بالتجارب المتلاحقة، هو مجرد موظفٍ كبير يحمل ألقاباً كبيرة ولكن بدون أي صلاحيات، فكل شؤون إيران الداخلية والخارجية بما في ذلك الملف النووي والعلاقات مع الدول والأمن وحراس الثورة هي بيد المرشد العام الذي لا ينطق عن الهوى، والذي كل أمور البلاد والعباد رهن إشارته.

ما الفرق سواء فاز في انتخابات اليوم المحافظون أم الإصلاحيون مادام أنْ لا قرار في كل صغيرة وكبيرة إلا قرار الولي الفقيه ومادامت الوعود التي تحدث عنها حسن روحاني، وأهمها ما يتعلق بالعلاقات العربية-الإيرانية، حتى لو فاز هو في هذه الانتخابات ستبقى وعوداً ولن ينفذ منها أي شيء، وها هي تجربة خاتمي لاتزال حية في الأذهان؟!

قبل أربعة وثلاثين عاماً عندما انتصرت الثورة الإيرانية وكان ذلك في فبراير عام 1979 عمَّت الأفراح المنطقة العربية كلها وذلك على أمل أن ينهي النظام الجديد، الذي رفع شعارات واعدة جميلة قبل انتصار هذه الثورة الخمينية وبعد ذلك، تطلعات الشاه محمد رضا بهلوي عبر مياه الخليج العربي وعبر الحدود العراقية الذي وصل به الغرور إلى حد أنه بات يتصرف على أساس أنه شرطي هذه المنطقة، وأنه وريث كل قياصرة فارس "العظماء".

لكن ما كاد "الإمام" الخميني يستقر في مدرسة علوي في شمالي طهران بعد عودته من عيش المنفى الطويل الذي بدأه في تركيا وأنهاه في فرنسا حتى بدأت حوزته والحوزات الأخرى في "قُم" و"مشهد" تتحدث عن ضرورة تحرير المقامات الشيعية في النجف وكربلاء وفي بغداد وسامراء، وحتى بدأت الاستعدادات لهذا التحرير تأخذ أبعاداً "عقائدية" وعسكرية خطيرة مالبثت أن أشعلت نيران الحرب العراقية-الإيرانية التي استمرت ثمانية أعوام، وأدت إلى قتل وجرح الملايين من الطرفين، كما أدت إلى دمارٍ هائل لاتزال آثاره ماثلة للعيان حتى الآن.

ثم أكثر من هذا فإن هذه الثورة، التي ساد اعتقاد لدى العرب كلهم بأنها ستنهي ما تركه الإسماعيليون والقاجاريون والبوهيون أيضاً من ذكريات مؤلمة بينهم وبين أشقائهم في الدين وفي التاريخ وفي الجغرافيا، قد بادرت مبكراً في عام "1980" إلى إنشاء قلاع طائفية لها في بعض الدول العربية على غرار قلعة "أَلْموت" الشهيرة التي أنشأها حسن الصباح برعاية إسماعيلية "فاطمية" في أصفهان، وكان يرسل "حشاشيه" من هناك إلى هذه المنطقة للاغتيالات وزرع الرعب والفوضى، وهذا ما يفعله حسن نصرالله الآن من خلال قلعته الإرهابية في ضاحية بيروت الجنوبية.

لقد فشلت كل مراهنات العرب على الثورة الخمينية، التي صفقوا لها حتى احمرت أكفهم وهتفوا لزعيمها الإمام الخميني حتى بُحَّت حناجرهم، إذ ظنوا "وبعض الظن إثم" أن تلك الفترة العظيمة من تاريخ مشترك عربي-إيراني ومن حضارة واحدة قلبها الإسلام العظيم سوف تعود، لكن كل هذه الظنون التي ثبت أنها كانت مجرد سراب كسراب الصحراء قد تلاشت وحلَّ محلها كل هذا العداء الذي أحيا تلك "الشعوبية" القديمة، والذي بات يأخذ طابعاً طائفياً خطيراً ها هو يتجلى بأبشع أشكاله في العراق وفي سورية وفي لبنان وفي بعض دول الخليج العربي.

back to top