بينما أرسلت ألمانيا وزير داخليتها هانز- بيتر فريدريش إلى واشنطن أمس، لإجراء محادثات حول فضحية التجسس على مواطنين ومؤسسات ألمانية من قبل وكالة الأمن القومي الأميركية، ظهر استياء في دول أميركا اللاتينية بعد صدور تقارير تحدثت عن وجود برامج تجسس أميركية على أراضيها، بينما طالب عدد من هذه الدول بسرعة الردّ على هذه التقارير.

Ad

وانضمت كولومبيا، أوثق حلفاء واشنطن العسكريين في أميركا اللاتينية، أمس إلى مجموعة من الدول التي تسعى للحصول على إجابات بعد تقارير بأن الولايات المتحدة استخدمت برامج مراقبة لتتبع محتوى الإنترنت في معظم بلدان المنطقة.

وكانت صحيفة برازيلية أوردت يوم الثلاثاء الماضي أن وكالة الأمن القومي الأميركية استهدفت معظم دول أميركا اللاتينية ببرامج تجسس سرية واستشهدت بوثائق سربها إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع الوكالة والمختفي عن الأنظار في مكان مجهول.

وفي البرازيل أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في أميركا الجنوبية، طرح أعضاء غاضبون في مجلس الشيوخ أسئلة حول زيارة دولة تعتزم الرئيسة ديلما روسيف القيام بها لواشنطن في أكتوبر وحول احتمال شراء مقاتلات أميركية بمليارات الدولارات في صفقة تدرسها البرازيل.

واستخدمت دول أخرى في المنطقة عبارات أشد في إدانة ما وصفه البعض بانتهاك السيادة وانتهاك حق الأفراد في الحفاظ على أسرارهم.

وأصدرت حكومة تشيلي، التي تربطها علاقات وثيقة بواشنطن منذ فترة طويلة، أمس الأول بيانا قالت فيه: "ليس بوسع تشيلي إلا أن تشجب بقوة وحسم ممارسات التجسس أياً كان مصدرها أو طبيعتها أو أهدافها." وأضافت أنها ستسعى للتحقق من المزاعم.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية المكسيكية إن الحكومة تسعى للحصول على استيضاحات بشأن مزاعم التجسس. وأضاف "تؤكد المكسيك أن العلاقات بين الدول ينبغي أن تقوم على الاحترام ووفقا للقانون وتدين بشدة أي حياد عن هذا".

ومن المقرر أن تهيمن مسألة تجسس الولايات المتحدة على عدة دول بأميركا الجنوبية وواقعة منع تحليق طائرة الرئيس البوليفي إيفو موارليس لفترة في المجال الجوي لأربع دول أوروبية على مناقشات قمة السوق المشترك لدول أميركا الجنوبية "ميركوسور" التي تعقد اليوم  في مونتيفيديو.

(برازيليا، واشنطن - رويترز، أ ف ب)