مع الاحتفال بالقرقيعان، ووسط مشاعر تراوحت بين الارتياح والقلق والاستغراب، تخوض الكويت تجربتها الاولى في اجراء الانتخابات البرلمانية خلال شهر رمضان الفضيل، بعد حكم المحكمة الدستورية الذي ابطل مجلس الأمة بسبب بطلان مرسوم انشاء اللجنة الوطنية العليا للانتخابات لعدم توافر حالة الضرورة في انشائها، كما أوجب على الحكومة توجيه دعوة جديدة لانتخابات برلمانية خلال 60 يوما من تاريخ صدور الحكم.

Ad

وحددت الحكومة 25 يوليو المقبل الذي يوافق 16 رمضان، وهو من ايام الاحتفالات بمناسبة القرقيعان في الكويت، موعدا لاجراء الانتخابات، وسط تأكيدات من علماء الفلك بان رمضان هذا العام سيكون من اطول ايام شهور رمضان صياما على الاطلاق، فضلا عن ان درجة الحرارة خلاله بحسبهم قد تكسر حاجز الخمسين درجة.

وتعد تجربة اجراء الانتخابات في رمضان الاولى من نوعها، حيث لم يحدث ذلك طوال انتخابات 15 مجلسا "بينها مجلسان مبطلان" ان تجرى الانتخابات في اجواء رمضانية، وبينما يبدي البعض ارتياحا من ان اغلبية الكويتيين تحرص على التواجد في البلد خلاله، يبدى قلقه من ان الصيام سيؤثر على اقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، خاصة انه قد يتهرب البعض من التوجه الى صناديق الاقتراع.

وسارع الكويتيون فور الاعلان رسميا عن موعد الانتخابات، على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما "تويتر" الى التعبير عن رأيهم في اجراء الانتخابات بطريقتهم الخاصة، فهناك من علق على صدور مرسوم الدعوة للانتخابات يوم 25 يوليو بالقول: "ماسك تمرتك... شايل شوربتك... قاضب لبنتك... جنسيتك بجيبك وواقف بلجنتك"، والبعض الاخر بالقول: "انتخابات قرقيعان".

"الشاورما والعصائر والفطائر والمثلجات"، التي كانت من مظاهر مغازلة الناخبين أمام اللجان الانتخابية، ستغيب هذه المرة، ليكتفي افراد الحملات الانتخابية للمرشحين بمغازلتهم بالقول "تقبل الله صيامكم".

تجربة جديدة

النائب السابق فيصل الدويسان الذي اعلن رسميا ترشحه للانتخابات في الدائرة الاولى، قال لـ"الجريدة" انها تجربة جديدة على الكويت، متوقعا ان تشهد فترة الظهيرة اقبالا على اللجان، "لكنها ستكون صعبة على المرشحين والناخبين، حيث ستختفي مناظر البهجة من عصائر ومياه وطعام وحلويات".

وأشار الدويسان الى ان الفترة الصباحية ستؤثر على تواجد الناخبات اللاتي يحرصن على الطبخ في المنزل وجمع العائلة على مائدة الافطار، مشيرا الى ان الانتخابات في رمضان قد تكون ايجابية بسبب تواجد اغلبية الشعب في الكويت، وسلبية لأنها ستجرى وقت الصيام.

وتمنى الدويسان ان يحرص الجميع على تأدية الواجب الوطني، وألا يؤثر الصيام على توجههم الى صناديق الاقتراع والادلاء بأصواتهم، لافتا الى ان الانتخابات تأتي مع "القرقيعان" هذه المرة.

ولم يكن رمضان وحده سبب التخوف من تدني نسبة الاقبال على صناديق الاقتراع، فتكرار قضية ابطال المجلس والدعوة للانتخابات قد يكون له تأثير سلبي على نسبة الاقبال، لذا تطالب الناخبة بلقيس العلي الحكومة هذه المرة بتجنب اي خطأ يؤدي الى بطلان العملية الانتخابية، "كما حدث مع المجلسين اللذين ابطلتهما المحكمة الدستورية في أقل من عام، لاسيما ان الانتخابات هذه المرة تأتي في شهر رمضان، وسوف يتكبد فيها المواطن عناء الخروج والتصويت في شهر حار نسبيا، وهو امر على ما يبدو لا تبالي به الحكومة، لانها في كل مرة تكون مسؤولة عن ابطال المجلس تدعو الى انتخابات جديدة دون اي اعتذار او تشجيع للناخبين لدعمهم وحثهم على المشاركة".

وفي السياق، أبدى الناخب عبدالرزاق العطار استغرابه من إصرار الحكومة على إجراء الانتخابات في شهر رمضان، وهي تعلم انه شهر لا يتناسب مع الناس اجراء الانتخابات خلاله، خاصة المرشحين اكثر من الناخبين، وانه سيؤثر على نسبة الاقبال، وان المغرب سيؤذن عند الساعة السابعة الا دقائق معدودة، معتبرا ان اجراءها بعد عيد الفطر كان انسب من اجرائها في شهر رمضان.

وطرح العطار عدة تساؤلات مشروعة أهمها: "ما حال زيارات الدواوين بالنسبة للمرشحين الواجب القيام بها خلال الانتخابات في شهر رمضان؟ هل سيستطيع المرشح القيام بها في ظل كثرة عدد الدواوين وارتباط اصحابها بالزيارات العائلية خلال الشهر الكريم؟".