الجريدة• في ميدان «النهضة»: أنصار مرسي فقدوا صبرهم
منذ بداية اشتعال الأحداث في مصر والأنظار تتجه إلى ميدان التحرير، بوسط القاهرة، باعتباره مهد الثورة، ومع انقسام الشارع السياسي في مصر ما بين مؤيد ومعارض لحكم الإخوان أصبح ميدان التحرير معقلا لمعارضي حكم الجماعة. في حين اتجه التيار الإسلامي إلى ميدان "نهضة مصر" من أجل إيجاد بديل مواز لـ"التحرير"، فشهد الميدان أكبر مظاهرة لأنصار التيار الإسلامي، بعد أن منعوا من دخول ميدان التحرير. وباحتدام الصراع السياسي في مصر، مع اقتراب مرور عام على تولي الرئيس الإسلامي محمد مرسي لمقاليد الحكم، أعلن مناصرو الرئيس السابق الدخول في اعتصام بالميدان، دفاعا عن "الشرعية".
وبتفجر أحداث العنف ووقوع قتلى وجرحى بالميدان، في الليلة التي سبقت إعلان عزل الجيش لمرسي، حيث قتل ما لا يقل عن 18 وجرح المئات، أصبح ميدان النهضة في بؤرة الاهتمام، "الجريدة" زارت الميدان لتتعرف على الحياة اليومية لبعض الشباب المعتصمين به، حيث لم تمنع الهتافات الصاخبة بـ"الشرعية"، الشاب بدر ابن محافظة سوهاج، من الخلود للنوم، تحت ظلال إحدى أشجار حديقة الأورمان، المطلة على "ميدان النهضة" مع بداية غروب الشمس، حيث يعتصم مع الآلاف من مؤيدي الرئيس "المعزول" مطالبين بعودته رئيساً للبلاد. المعتصمون أمام تمثال النهضة، الذي وضعه النحات المصري محمود مختار في عشرينيات القرن الماضي، رمزاً لمصر الحديثة، كتبوا على منصة التمثال عبارات الإدانة للفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، الذي يحظى بشعبية، منذ اتخاذه قرار عزل مرسي، لكن أهل الاعتصام هنا، وضعوا لافتات كبيرة تؤكد أن من نزلوا الشارع هم الفلول والأقباط للإطاحة بالمشروع الإسلامي. ينام بدر على فترات متقطعة غالبيتها في ساعات الظهيرة الحارة، وقليل منها مع بداية الليل، حيث يسهر مع رفاقه لحراسة المعتصمين، بينما يقف على باب دورة المياه، عندما يحتاجها في الصباح، لأكثر من 15 دقيقة، كي يتمكن من الوصول إليها ويضع حقيبته أسفل رأسه، كوسادة. بدر حضر الى القاهرة قادماً من محافظة "بني سويف" في صعيد مصر، مع مجموعة من أصدقائه الأعضاء في جماعة "الإخوان المسلمين"، فهم طلاب في الجامعة، أنهوا عامهم الدراسي قبل أسابيع، وقرروا السفر إلى القاهرة والانضمام الى المعتصمين بميدان النهضة، قبل ساعات من بيان الفريق السيسي، الذي يعتقدون أنه "قلب الأوضاع"، ويقول أحد رفاق بدر: "إنهم أصيبوا بداء فقدان الصبر، حيث تبدو الأوضاع وكأنها لن تعتدل في القريب العاجل".