أشار الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أمس إلى أن الإنجاز الرئيسي الذي تم تحقيقه بخصوص الشأن السوري خلال قمة الثماني هو التوافق على أن الحكومة الانتقالية التي سيتم تشكيلها على ضوء مؤتمر «جنيف 2» ستملك سلطات تنفيذية كاملة، ما يعني أن بقاء بشار الأسد في منصبه أو عدمه لن يكون له تأثير في قرارات مثل هذه الحكومة.

Ad

شدد الرئيس الأميركي باراك أوباما على أن الرئيس السوري بشار الأسد «جلب الفوضى وإراقة الدماء في سورية ولا يمكن أن يسترد الشرعية»، مشيراً الى أن «كل دول مجموعة الثماني بما في ذلك روسيا متفقة على الحاجة إلى تشكيل حكومة انتقالية في سورية بسلطات كاملة».

ورفض أوباما، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين أمس، تحديد طبيعة المساعدة العسكرية الأميركية الجديدة لمسلحي المعارضة السورية، كما رفض التقارير الأميركية التي تحدثت عن أن زيادة الدعم الاميركي للمعارضة تعني ان البيت الابيض بات الان على منحدر زلق قد يقوده الى نزاع جديد خطير في الشرق الأوسط، موضحاً «ما نريده هو إنهاء حرب».

كاميرون

وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن أمس إن الروس يدعمون الآن الدعوة الى إقامة سلطة انتقالية في سورية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة.

وقال كاميرون في جلسته البرلمانية الأسبوعية إن «قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى حققوا بعض التقدم الجيد حول سورية، وخاصة في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية وتعهدوا بتقديم 1.5 مليار دولار اضافية».

وشدد كاميرون على «عدم إمكانية تحقيق نصر عسكري في الأزمة الدائرة، وضرورة أن تتركز جميع الجهود على الهدف المطلق وهو الحل السياسي»، وقال في هذا السياق: «اتفقنا على دعم عملية جنيف 2 للسلام في سورية تفضي إلى اقامة حكومة انتقالية تتمتع بسلطة تنفيذية كاملة، ما جعل دعوات تحقيق النجاح التي شابتها الشكوك في الأسابيع الماضية تتحول إلى واقع»، مجدداً معارضته لإشراك ايران في «مؤتمر جنيف 2».

موسكو

في المقابل، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي أليكسي بوشكوف أن بلاده نجحت بالدفاع عن مواقفها بخاصة تجاه سورية في قمة مجموعة الثماني.

وقال بوشكوف إن «روسيا نجحت في الدفاع عن مواقفها ولم تنصع للضغوط الظالمة»، مشيراً إلى أن الوثائق الصادرة عن القمة سجلت النجاح الروسي، وأن موسكو عملت خلال القمة كي «لا تصير سورية عراقاً ثانياً أو ليبيا ثانية».

«الائتلاف»

وتعليقاً على البيان الختاني لقمة الثماني، أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان «التزامه بقبول أي حل سياسي يحقن الدماء، ويحقق تطلعات الشعب السوري في اسقاط نظام الأسد ومحاكمة كل من ارتكب الجرائم بحق السوريين، محتفظاً بحق استخدام جميع الوسائل للوصول إلى ذلك، وعلى رأسها العمل العسكري».

وقال البيان إن «نظام الأسد الذي دأب على قتل المدنيين باستخدام الأسلحة البالستية والكيماوية والطيران الحربي، هو مصدر الإرهاب الوحيد في سورية، ويجب أن تصب جهود الدول كافة لمحاربته وحده من أجل تحقيق سلام دائم في سورية».

«اجتماع الدوحة»

وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي أمس بأن وزراء خارجية 11 دولة من مجموعة «أصدقاء سورية» سيجتمعون السبت في الدوحة، لبحث سبل تقديم مساعدة عسكرية إلى مقاتلي المعارضة السورية.

وأوضح المصدر أن الاجتماع يهدف إلى تلبية الحاجات التي عبر عنها رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، خلال الاجتماع الذي عقد في 14 الجاري في أنقرة مع ممثلي الدول الـ11 «في شكل تشاوري ومنسق ومتكامل».

والدول المشاركة في الاجتماع هي فرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، والمانيا، وإيطاليا، والأردن، والسعودية، وقطر، والإمارات، وتركيا، ومصر.

السيدة زينب

ودارت أمس اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية للأسد مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين معارضين في محيط مقام السيدة زينب في ريف دمشق، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 من جهتها، لفتت «الهيئة العامة للثورة السورية» الى وصول «تعزيزات عسكرية كبيرة لحزب الله و لواء ابي الفضل العباس» الذي يضم مقاتلين شيعة معظمهم عراقيون الى منطقة السيدة زينب.

طريق الشمال

واعلنت جماعات معارضة سورية أن مقاتلي المعارضة هاجموا طريقاً سريعاً هاماً في شمال سورية أمس في محاولة لخنق طريق إمداد رئيسي لقوات الأسد في المنطقة. وقال المرصد السوري إن المقاتلين استولوا على نقطة تفتيش عسكرية على طريق اريحا- اللاذقية وهو جزء من طريق دولي يمر عبر حلب وحتى حدود تركيا.

 وقالت جماعات معارضة اخرى ان قوات المعارضة سيطرت على ثلاث نقاط تفتيش، وانها تحتاج الى السيطرة على ثلاث نقاط اخرى حتى تتمكن من قطع طريق الجيش الى الطريق السريع «إم5».

وذكر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن انه اذا نجح مقاتلو المعارضة فسيقطعون كل طرق الإمداد البرية بين شمال سورية وساحل البحر المتوسط، حيث توجد أكثر المواقع العسكرية السورية تحصيناً.

حضت الممثلة الأميركية والمبعوثة الخاصة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنجلينا جولي أمس العالم على تقديم المزيد من العون للاجئين السوريين في محنتهم التي اعتبرتها «أسوأ أزمة إنسانية في القرن 21»، وذلك خلال اليوم الثاني من زيارتها إلى الحدود الأردنية السورية لتفقد اللاجئين هناك.

وفي الصورة جولي تسجل شكاوى ومطالب اللاجئين أمس الأول.

(أ ف ب)